مظاهرة إسلامية خافتة بالتحرير ومسيرات ومشادات بالمحافظات

طالبوا بتسليم السلطة.. ونددوا بلجنة الانتخابات الرئاسية وقراراتها

متظاهرون مصريون يرفعون علم بلادهم بميدان التحرير أمس (أ.ب)
TT

نظمت التيارات الإسلامية في مصر، أمس، مظاهرة بميدان التحرير وسط القاهرة وعدة محافظات مصرية تحت شعار «إنقاذ الثورة»، لكنها شهدت تراجعا ملحوظا في أعداد المشاركين فيها، مقارنة بمظاهرة يوم الجمعة الماضي، حيث رفضت غالبية القوى المدنية والثورية الانضمام إليها.

وطالب الآلاف في المظاهرة، التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين، وانضم إليها كل من الجماعة الإسلامية، الجبهة السلفية، أنصار المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل، بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري، المحصنة لقرارات لجنة الانتخابات الرئاسية، وبتغيير أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، وبتسليم السلطة في الموعد المحدد. كما خرجوا في مسيرات طافت المدن، تخللتها مشادات بين قوى مدنية وإسلامية، في عدد من المحافظات لتأييد مطالب التحرير.

واعتبر عدد من القوى المدنية والليبرالية، المظاهرة التي دعت لها جماعة الإخوان بالأساس، بمثابة تصفية حسابات بين الجماعة والمجلس العسكري ولا تخدم أهداف الثورة. وقال محمد عباس، عضو ائتلاف شباب الثورة، إن الائتلاف لم يشارك لأنه لم تكن هناك مطالب واضحة من أجل الخروج والمشاركة في المظاهرة، وقال: «لم تنسق معنا القوى المنظمة للمظاهرة ولا نعرف ما المطالب التي خرجت هذه المظاهرة من أجل تحقيقها».

وقاطع مظاهرة أمس عدد من الائتلافات الشبابية والحركات الثورية أبرزها «ائتلاف شباب الثورة»، وحركة شباب «6 أبريل»، التي أكدت أنها لن تستجيب لدعوات «أطراف تبتغي تحقيق أهداف خاصة بها»، وكذلك «اتحاد شباب ماسبيرو»، الذي قال في بيان له، إنه «لا يرى مبررا لهذه الجمعة، بعد التصديق على قرار العزل السياسي وتفعيله، وتأجيل إعداد الدستور إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، والتعهد حتى الآن بتسليم السلطة في 30 يونيو (حزيران) المقبل».

ورغم مشاركة ما يسمى «تحالف ثوار مصر» في المظاهرة، فإنه أكد رفضه ما سماه «عدم التزام أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وأنصار أبو إسماعيل بميثاق الميدان»، مؤكدا أنهم قاموا باستغلاله للدعاية الانتخابية لمرشحيهم والمطالبة بمطالب خاصة بعيدة عن أهداف الثورة.

وبرر محمد سيد، أحد المتظاهرين بميدان التحرير أمس، السبب وراء ضعف المشاركة في المظاهرة بأن الداعين للمظاهرة فضلوا أن تكون فعاليتها في كافة محافظات مصر، وألا تقتصر على ميدان التحرير. وقال سيد، أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين: «الجماعة فضلت أن تكون المظاهرات في الميادين الكبرى بالمحافظات المصرية، ولن تقتصر مشاركتها على ميدان التحرير بالقاهرة فقط». وتابع: «نحن نطالب بتسليم السلطة للمدنيين وعزل فلول الحزب الوطني المنحل من المشاركة في الحياة السياسية بعد الثورة».

وأغلق المتظاهرون جميع الشوارع والمداخل المؤدية إلى الميدان أمام حركة السيارات، وردد العشرات من الرجال والسيدات المشاركين في المظاهرة هتافات ضد حكومة الجنزوري ومنددة بسياسات المجلس العسكري، كما رفعوا لافتات كتب عليها «لا لدستور تحت حكم العسكر»، «لا لإعادة النظام السابق»، و«تسليم السلطة من دون تأخير»، ونصب المشاركون 4 منصات بالميدان، كان أبرزها منصة المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية، حازم صلاح أبو إسماعيل. ونظم أعضاء من حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، عدة مسيرات بعدد من المناطق الرئيسية بالقاهرة لتأييد مطالب مظاهرة الأمس، كما شاركت المحافظات المصرية في مظاهرات الأمس بقوة، ففي محافظة الشرقية، الشهيرة بالتغلغل الإخواني بها، طافت مسيرات حاشدة عقب صلاة الجمعة أمس أغلب شوارع المدينة، لتأييد مطالب التحرير.

وفي الإسماعيلية، شارك نحو ألف من أعضاء جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية في مظاهرة داخل ميدان «الممر» بالمحافظة، أما في السويس فقد اختفت المظاهرات تماما، وخلا ميدان الأربعين من المتظاهرين، حيث رفضت القوى الثورية المشاركة في المظاهرات.

وفي البحيرة، حدثت مشادات بين منتمين لجماعة الإخوان نظموا مسيرة بشوارع المحافظة وبين عدد من الناشطين رفعوا لافتة كتب عليها: «أسقطنا مبارك أب وابن.. وهنسقط الشاطر والاستبن»، في إشارة إلى مرشح جماعة الإخوان للرئاسة الدكتور محمد مرسي، الذي حل بديلا للمهندس خيرت الشاطر، وهي المناوشات التي حدث مثلها بمحافظتي الدقهلية ومطروح لنفس السبب.

وفي الإسكندرية، شارك نحو ألفين من أنصار جماعة الإخوان وحزب البناء والتنمية في مظاهرة أمام مسجد القائد إبراهيم، عقب صلاة الجمعة. أما في صعيد مصر فقد أجبرت الحرارة المرتفعة القوى الإسلامية على تنظيم مسيرات ليلية لتأييد مطالب التحرير، وخرج في محافظتي الأقصر وقنا مسيرات للتعبير عن تضامنها مع مطالب ثوار التحرير، بينما أعلنت الائتلافات والقوى الثورية بالمدينتين رفضهم المشاركة أيضا في هذه المظاهرة.