البيت الأبيض: دمشق فشلت في تنفيذ وعودها

بان كي مون: الوضع في سوريا غير محتمل.. ورايس: صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد

عناصر من قوات النظام السوري يتوجهون نحو المحتجين في دوما أمس (أ.ف.ب)
TT

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق من استمرار وجود قوات عسكرية وأسلحة ثقيلة في المدن السورية، ودعا النظام السوري إلى احترام تعهداته وسحب القوات العسكرية من المدن دون تأخير، وقال مون: «الحكومة السورية لم تحترم وعودها بسحب القوات والأسلحة الثقيلة من المدن ويتعين عليها أن تفعل ذلك من دون تأخير». وأضاف مون في تصريحاته في مدينة نيودلهي الهندية أمس «أن عددا كبيرا من السوريين قتلوا، والوضع أصبح غير محتمل، ويجب أن يتوقف فورا»، مشيرا إلى تقارير عن استمرار العنف والقتل والاشتباكات المسلحة والقصف المدفعي والانفجارات في عدة مناطق سكنية في سوريا.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن مراقبي الأمم المتحدة أكدوا وجود تلك القوات والأسلحة الثقيلة على الأرض مما يتعارض مع التعهدات التي قطعتها دمشق. وشدد مون على ضرورة أن يحترم نظام بشار الأسد تعهداته دون تأخير، مطالبا كافة الأطراف، وبشكل خاص الحكومة السورية، بضرورة ضمان الاحترام الفوري لشروط عمل بعثة المراقبين الدوليين بما في ذلك وقف العنف المسلح.

وقال البيان: «إن تمادي المجتمع الدولي في الصمت عن جرائم هذه العصابة المراقة وإعطاءها مهلة تلو الأخرى هو نوع من المشاركة في جرائم التطهير والإبادة التي ترتكب بحق الشعب السوري».

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إرنست إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل أن دمشق فشلت في الارتقاء إلى مستوى الوعود التي قطعتها للاستجابة لخطة السلام المدعومة من الأمم المتحدة. وقال إرنست للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أمس: «إن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة الضغط الدولي ضد نظام الأسد وتشجيعه بأقوى العبارات الممكنة للارتقاء إلى مستوى الالتزامات والتعهدات التي قطعها على نفسه في إطار خطة كوفي أنان».

وفي جنيف، أشار أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أن عدد المراقبين التابعين للأمم المتحدة سيرتفع إلى 30 مراقبا بحلول يوم الاثنين.

وقال المتحدث باسم فريق المراقبين الدوليين نيراج سينع لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن فريق المراقبين الموجود في دمشق قام يوم الجمعة بجولات في مناطق كثيرة». وأضاف: «إن مراقبين اثنين استقرا في درعا جنوب سوريا بينما استقر مراقبان في حماه وآخران في حمص وسط البلاد في الأيام الماضية». وكان فريق المراقبين قرر الجمعة الماضية عدم القيام بجولات ميدانية لتجنب أن يؤدي وجودهم إلى تصعيد العنف بحسب تصريحات رئيس الوفد أحمد حميش. فيما أدانت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أعمال العنف التي وقعت في مدينة حماه ورفض الحكومة السورية الالتزام بتعهداتها وقيامها بالاستخدام المكثف للأسلحة الثقيلة في حماه التي تقتل أعدادا كبيرة من المدنيين كل يوم، وشددت أنه بتعين على مجلس الأمن الاستعداد لتبني عقوبات ضد الحكومة السورية إذا منعت دمشق مراقبي المنظمة من القيام بعملهم.

وقالت رايس «هذا دليل أن الحكومة السورية تقدم وعودا وتخرقها بسرعة، وهو يلقي مزيدا من الشك على استعداد الحكومة السورية لتنفيذ خطة أنان».

وأكدت رايس تشكك الولايات المتحدة منذ البداية في استعداد نظام الأسد لتنفيذ التزاماته، وتنفيذ خطة أنان وقالت: «كنا واقعيين جدا في اتخاذ قرار لزيادة بعثة المراقبين، على أمل أن يحقق وجود المراقبين قدرا من الأمن في الأماكن التي يتواجدون فيها، ونريد أن نرى إلى أي مدى هم قادرون على التحرك بحرية والي أي مدى يساهم وجودهم في تحسين الأوضاع».

وأضافت رايس «أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد، وسنراقب بعناية فائقة إذا كان وجود بعثة المراقبة يحقق الأثر الذي نأمله أم لا» وأضافت: «إذا لم يتحقق ذلك، فإننا على استعداد قوي للعودة إلى مجلس الأمن خلال 90 يوما لمناقشة الضغوط التي يجب تطبيقها، وقد تحدثت عن أهمية أن يقوم مجلس الأمن بالتحضير لفرض عقوبات في حالة ما إذا استمر نظام الأسد في انتهاك كل التزام يتعهد به».

من جانبها، لمحت وزيرة الخارجية الأميركية إلى الوضع المعقد في سوريا وضرورة تنسيق العمل مع الشركاء الدوليين في تحمل المسؤولية وقالت في خطابها أمام مركز وودرو ولسون مساء أول من أمس: «نحن نرى سوريا تحاول كبح جماح القمع الوحشي الرهيب على حياة الأبرياء، ولكن الوضع معقد ويتطلب الربيع العربي استجابة متعددة الأوجه، وتزاوج لكافة الطرق القديمة واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية وتشجيع الشركاء على العمل معنا لأن أميركا لديها العزيمة والقدرة والمراد على القيام بذلك». وأضافت: «هذا لا يعني أن نذهب وحدنا، فإن أميركا لا تستطيع ولا يجب أن تتحمل كل العبء وحدها، وكما شاهدنا في ليبيا، كان الأوروبيون وحلف شمال الأطلسي هم الملاذ الأول إضافة إلى شركاء جدد من الدول العربية التي ساعدت في الهجمات البحرية وأحدثت تغييرا».

ومن جهته، اتهم الاتحاد الأوروبي النظام السوري أمس بعدم احترام التزاماته المنصوص عليها في خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، خصوصا لجهة سحب القوات والأسلحة الثقيلة من المدن. وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمام الصحافيين: «نحن قلقون جدا لاستمرار العنف على الرغم من وقف إطلاق النار الذي وافق عليه النظام السوري، ومن الواضح أن النظام السوري لم يف بالتزاماته». وأضاف المتحدث مايكل مان: «وعدوا بسحب قواتهم من المدن، والحال ليست كذلك». وتابع «نأمل أن يتغير الوضع على الأرض مع وجود المراقبين، ونحن مستعدون لدعم هذه البعثة تقنيا».