بان كي مون يعين روبرت مود رئيسا للمراقبين في سوريا

جنرال نرويجي هادئ يواجه مهمة محكوما عليها بالفشل

الجنرال روبرت مود
TT

عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجنرال النرويجي روبرت مود على رأس مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، بحسب ما أعلن أمس مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة.

والجنرال النرويجي روبرت مود ذو الشعر الأشقر الذي يقود مهمة مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا يبدو القائد الهادئ الذي سيستخدم صورة الحياد للتغلب على ما وصفها «بالريبة العميقة».

ومود مخضرم في مراقبة هدنات صعبة في الشرق الأوسط ويعرف سوريا جيدا. والجنرال البالغ من العمر 54 عاما والذي يبدو صارما يزن كلماته بدقة ويصغي للآخرين باهتمام.

وقد تكون مهمته محكوما عليها بالفشل نظرا لغياب الثقة في سوريا. لكن ربما تكون أمامه فرصة لتحقيق أكثر مما حققه الفريق السوداني محمد الدابي الذي انسحب من مهمة فاشلة للجامعة العربية في فبراير (شباط) بعدما عوقته إخفاقات دبلوماسية فضلا عن ضعف سجل بلاده بشأن حقوق الإنسان.

وقال كيل انجي بيرجا الباحث في المعهد النرويجي للدراسات الدفاعية والذي عمل مع مود «إنه شديد الصرامة والوضوح في تصريحاته.. من الصعب للغاية أن يسيء المرء فهمه».

وأضاف بيرجا «يتمتع بمهارات دبلوماسية رائعة وهو أمر غير معتاد بالنسبة لجنرال. يمتلك القدرة على التحدث بأسلوب كل الأطراف».

وزار مود دمشق في وقت سابق هذا الشهر للتفاوض مع الحكومة بشأن نشر الفريق الطليعي من المراقبين.

واختبر مود مهاراته بالعمل مع القوات متعددة الجنسيات في كوسوفو وهو أيضا جزء من تقليد نرويجي بالمشاركة في حفظ السلام بالشرق الأوسط. وتحرص النرويج على أن ينظر إليها وكذلك إلى جنرالاتها على أنهم فوق الشبهات فيما يتعلق بالدبلوماسية.

وقال بول روجرز أستاذ دراسات السلام بجامعة برادفورد البريطانية «التجربة في البلقان مفيدة للغاية نظرا لتعقد الوضع هناك». و«تتمتع النرويج بسمعة كدولة تكرس نفسها للسلام. ولذلك فالنرويجي يأتي مصحوبا بمصداقية إضافية».

وترأس مود منظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنات - التي تراقب عمليات وقف إطلاق النار بالشرق الأوسط - من 2009 حتى 2011 وهو ما أتاح له زيارة دمشق دائما ويقال إنه يتمتع بالفعل باتصالات طيبة مع ضباط الجيش السوري.

وقال لـ«رويترز» في مقابلة بعد فترة قصيرة من تعيينه بمنصبه الجديد «وقعت في حب دمشق في 2009. لم يقابلني أحد قط بمثل هذا الدفء».

وتحدث بشأن كيف كان بإمكانه أن يتمشى في «الأزقة المظلمة» في دمشق بصحبة زوجته وابنه ويشعر بالترحاب والأمان.

وقال لصحيفة «ديلي ستار» اللبنانية في 2009 إن فلسفته في ذلك الوقت كمراقب تابع للأمم المتحدة أنه «لا يأتي المرء مثل فيل في بيت من زجاج ويملي عليهم ما يفعلونه. هذا لا يجدي».

غير أن مهمته الجديدة ستكون اختبارا كبيرا له. ففي حين أن من المزمع نشر 300 مراقب لم يتم حتى الآن نشر سوى بضعة مراقبين عزل.

وقال البريجادير البريطاني المتقاعد بن باري الخبير بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «سيكون منصبا ينطوي على تحديات هائلة. لا يوضح قرار مجلس الأمن مسؤولية السوريين في تسهيل وصول المراقبين. لا نعلم قدر المرونة التي ستتاح له».

وانضم مود الذي ينحدر من بلدة كراجيرو الصغيرة على الساحل الجنوبي للنرويج إلى الجيش في 1979 وتولى منصب رئيس الأركان من 2005 حتى 2009. وحصل على درجات علمية من كليات عسكرية نرويجية وأميركية.

وأبلغ الصحيفة اللبنانية أيضا أنه عمل ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان في الثمانينات عندما انزلقت الدولة إلى أتون الحرب الأهلية.

وقال عنه ضابط أوروبي يعرفه «إنه قائد صارم وقليل الكلام يتمتع بخلفية جيدة من منطقة البلقان رغم أن تجربته القتالية التقليدية ستكون محدودة. وفيما يتعلق بالتفاوض مع السلطات السورية لن يكون لينا. سيكون قويا ومحددا وغير مشوش».

وقال مود عندما تلقى اتصالا هاتفيا يطلب منه قيادة فريق التقييم «كان من السهل الموافقة».

وأضاف بشأن مهمته وخطة السلام التي أعدها المبعوث الدولي كوفي عنان «إنها جديرة ببذل جهد من أجلها. يستحق الشعب السوري أن ينال فرصة».