دبابات الأسد تواصل قصفها.. وتصعيد المداهمات بحثا عن المنشقين

اشتباكات عنيفة في ريف دمشق وحمص واللاذقية.. وإحراق المنازل في ريف دمشق وحماه

عناصر من «الجيش السوري الحر» يخرجون احتجاجا على نظام الأسد في حمص حيث خرج الآلاف، أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تزايدت حملات الاقتحام العنيفة والمداهمات والاعتقالات في عدة مناطق بريف دمشق، في حين قتل العشرات، أمس، في ريف دمشق إثر إطلاق النار عشوائيا في منطقة بخعة من قبل قوات الأمن والجيش النظامي، بحسب ما قالته الهيئة العامة للثورة السورية. وأكدت مصادر محلية في منطقة القلمون قيام قوات الجيش النظامي باقتحام بلدة بخعة على خلفية حصول انشقاقات هناك، وقالت المصادر إن قوات الجيش توغلت في البلدة وقامت بمحاصرتها ومن ثم شنت حملة مداهمات واعتقالات وتخريب وتدمير للمنازل كما أحرقت عددا منها، مع ضرب وإهانة المدنيين، بحثا عن الجنود المنشقين، وقالت المصادر إن «أكثر من 10 أشخاص قتلوا بينهم جندي منشق».

من جانب آخر قال ناشطون إن «أكثر من 50 عنصرا من الجيش النظامي قتلوا في اشتباكات جرت بين المنشقين والجيش النظامي، كما تم تدمير دبابة».

من جانبه قال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إن قوات الجيش النظامي قامت إثر حصول انشقاقات في بخعة بمحاصرة «منشقين ومدنيين مع إطلاق رصاص عشوائي، مما أسفر عن سقوط أكثر من 10 شهداء وعدد كبير من الجرحى بعد اشتباكات عنيفة دارت بين المنشقين والجيش النظامي».

لجان التنسيق المحلية أكدت أن «قوات أمن وجيش النظام قامت بقصف بلدة بخعة بالدبابات بعد محاصرتها من جميع الجهات، وأسفر عن ذلك سقوط عدد من الشهداء والكثير من الجرحى»، ولفتت إلى أن سكان البلدة يواجهون «صعوبة في إسعاف الجرحى نتيجة تواصل القصف وحالة من الذعر تسري بين الأهالي والأطفال جراء ذلك».

واستمرت حملات قوات الأمن والجيش النظامي في عدة مناطق من البلاد، ففي ريف دمشق قالت لجان التنسيق المحلية إن «قوات النظام شنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية في بلدة حتيتة التركمان»، في وقت قالت فيه مصادر محلية إن عملية «اقتحام وحملة مداهمات عشوائية شنها الجيش النظامي على بلدة سرغايا»، القريبة من مدينة الزبداني عند الحدود مع لبنان.

وفي دوما اقتحمت 5 دبابات ساحة الجامع الكبير صباح أمس، مع انتشار كثيف لقوات الأمن والجيش النظامي، وقيامهم بسحق السيارات والدراجات النارية التي وجدت في طريقهم، كما تم إغلاق سوق دوما بالكامل، وقال سكان إن «حملات التمشيط والمداهمة تنتقل من حي لآخر وأصوات الانفجارات وأعمدة الدخان تتعالى من منطقة حي العب المغلق من كافة منافذه، ويسمع إطلاق النار بين فترة وأخرى»، كما قالوا إن المدينة لا تزال «مقطعة الأوصال في ظل انتشار حواجز قوات الأمن والجيش النظامي المدعومة بالدبابات في معظم الشوارع مع عزل غرب الكورنيش عن المدينة بإغلاق معظم مداخله بالحواجز الإسمنتية والترابية».

وفي مدينة حرستا القريبة من دوما اقتحمت قوات الجيش النظامي «حي بسطرة والمزارع الممتدة إلى مسرابا وسط إطلاق نار كثيف، وسماع دوي انفجارات قوية يرجح أنها ناجمة عن قصف مدفعي، علما بأن الدبابات تحاصر المدينة»، بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية. كما اقتحم يوم أمس حي القابون في العاصمة، دمشق، وتمركزت مصفحة و3 سيارات «زيل» عسكرية وشاحنتان وما يزيد على 6 سيارات «بيك آب» مثبت عليها رشاش «بي كيه سي» خلف مبنى شركة «سيرونيكس»، بحسب شهود عيان.

في غضون ذلك نفذت مجموعة من الشباب اعتصاما لعدة دقائق أمام القصر العدلي وسط العاصمة دمشق، قاموا خلاله برفع لافتات بأسماء بعض المعتقلين وطالبوا بوقف الاعتقال التعسفي، ضمن حملة «نريد أن نبني وطنا لكل السوريين»، ثم انسحبوا قبل وصول الأمن و«الشبيحة» بعد أن علقوا اللافتات في منتصف الطريق أمام باب القصر العدلي.

وفي تطورات الأوضاع الميدانية في مدينة حمص قال ناشطون إن أصوات القصف وإطلاق النار عادت لتقلق مدينة حمص ليلة الجمعة/ فجر السبت، حيث «لم تهدأ أصوات الرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات من جهة بابا عمرو والإنشاءات، وكذلك المحطة وباب هود، في خرق واضح لخطة عنان في ظل وجود المراقبين الذي لا يبتعدون سوى أمتار قليلة عن مكان هذه الانفجارات»، وأضاف الناشطون في مدينة حمص أنه «رغم وجود المراقبين لا تزال هناك أحياء لا يستطيع سكانها العودة إليها بسبب تمركز قوات الجيش النظامي فيها واحتلالهم كثيرا من المنازل، مثل القرابيص ودير بعلبة والبياضة وكرم الزيتون والقصور.. وغيرها»، وفي حي الخالدية قال ناشطون إنه شهد في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس «تحليق طيران استطلاعي على ارتفاع منخفض»، من جانب آخر قالت مصادر محلية إن الأهالي قاموا «بإخراج الجثث من المشفى الوطني الواقع تحت سيطرة (الجيش الحر) حيث مضى عليها أكثر من 3 أشهر محتجزة لدى قوات الأمن السوري»، وبث ناشطون مقاطع فيديو يظهر سكانا يخرجون جثثا في أكياس بلاستيكية سوداء، وهناك من يقول إن «أهالي جورة الشياح والثوار أخرجوا تلك الجثث من المشفى الوطني حيث وضعت في براد معطل، وإن الرائحة كانت خانقة وعانوا كثيرا للتمكن من إخراجها».

وفي مدينة القصير في ريف حمص، والقريبة من الحدود مع لبنان، وقعت اشتباكات عنيفة لدى محاولة قوات الجيش النظامي صباح أمس اقتحام قرية الضبعة القريبة من القصير، وسط إعادة انتشار للدبابات في المنطقة الشمالية من القصير. وفي مدينة الرستن (وسط) جرى إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة منتشرة على الجهة الشمالية لمدينة الرستن قرب كتيبة الهندسة تجاه منازل المدنيين، وسقط عدد من الجرحى جراء هذا الرصاص، بحسب ما أفاد به ناشطون. وفي مدينة حماه (وسط) شنت قوى الأمن حملة مداهمات في حي مشاع جنوب الملعب وضاحية أبي الفداء واعتقلت عددا من الأشخاص، في وقت كان المراقبون الدوليون يقومون بجولة في حماه، كما وصلت تعزيزات عسكرية إلى قرية التويني في سهل الغاب وسمعت أصوات انفجارات متقطعة وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة في ناحية عقيربات صباح أمس.

إلى ذلك، انتقدت صحف سورية رسمية، أمس، السبت، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، واتهمته بـ«تشجيع الإرهابيين»، كما اتهمت الموفد الدولي الخاص، كوفي أنان، بـ«عدم الوفاء بوعوده»، ونددت «بالصمت العربي والدولي حيال التفجيرات في سوريا». وكتبت صحيفة «الثورة» الرسمية: «يستطيع السيد كوفي أنان أن يفاخر بتقارير مراقبيه، وبإمكان بان كي مون أن يقول ما يشاء، أن يركّب الاتهامات كيفما طلب منه.. لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟».