البرادعي يعلن رسميا عن تأسيس حزب «الدستور» لاستعادة أهداف الثورة

آلاف من مؤيديه استقبلوه بالهتاف.. ورموز وطنية ضمن المؤسسين

د. محمد البرادعي
TT

أعلن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حائز جائزة نوبل للسلام، أمس في مؤتمر صحافي بمقر نقابة الصحافيين، عن تأسيس حزب ليبرالي جديد بزعامته يحمل اسم «الدستور»، وفور تدشين الحزب قالت قوى ثورية شبابية أبرزها ائتلاف شباب الثورة الذي لعب دورا بارزا في ثورة 25 يناير إن هناك اتجاها قويا داخل صفوفها للانضمام إلى الحزب الجديد.

وقال البرادعي الذي يعتبره شباب الثورة المصرية بمثابة الزعيم الروحي لتحركهم يوم 25 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، إن الحزب الجديد لا يقتصر على فئة أو شريحة معينة من المصريين، وإنما سيكون مفتوحا لجميع المصريين بعيدا عن الأسماء أو التصنيفات المختلفة، لافتا إلى أنهم سيعقدون احتفالية كبرى لجميع مؤسسي الحزب يوم 18 مايو (أيار) للاحتفال بإعلان تأسيس الحزب رسميا.

واحتشد آلاف من أنصار البرادعي أمام نقابة الصحافيين بالقاهرة أمس لاستقباله، ورددوا هتاف «شد القلوع.. مفيش رجوع يا برادعي». وظهر البرادعي على منصة إلى جوار الروائي علاء الأسواني، وأحمد حرارة وهو الناشط الذي فقد إحدى عينيه في مواجهات مع الشرطة المصرية خلال الثورة، بينما فقد الأخرى في مواجهات مماثلة نهاية العام الماضي، بالإضافة إلى الدكتور حسام عيسى، والإعلامية جميلة إسماعيل.

ويشترط قانون الأحزاب جمع 5 آلاف توكيل من 10 محافظات على الأقل، لإشهار الحزب السياسي. وقال البرادعي إنه تم تسجيل اسم الحزب في لجنة شؤون الأحزاب، وإن عدد مؤسسي الحزب وصلوا بالفعل إلى 5 آلاف عضو ولكنه يتمنى أن يتخطى أعضاء الحزب 5 ملايين عضو، لأن الحزب لديه القدرات والإمكانيات المادية والكثير من العمل أمام الجميع.

وكان البرادعي قد انسحب من سباق الانتخابات الرئاسية في وقت سابق معلنا أنه يرفض الاشتراك فيما وصفه بـ«الديمقراطية الشكلية الزائفة»، ووجه البرادعي طوال العام الماضي انتقادات لأداء المجلس العسكري الحاكم بشأن طريقة إدارته للمرحلة الانتقالية.

وحول تأخر تأسيس الحزب بعد مرور ما يقرب من عام ونصف العام على ثورة 25 يناير، قال البرادعي: «نريد أن ننظر إلى الأمام ولا نبكي على اللبن المسكوب، وكنا نأمل في الفترة الانتقالية أن يقوم المجلس العسكري بإدارة الفترة الانتقالية بأسلوب عقلاني، ولكن لم يفعل ذلك، وهدفنا وضع دستور حقيقي يمثل الشعب المصري ويحيي الثورة، ووضع انتخابات رئاسية دون المادة المحصنة للجنة، وقمنا بتأسيس الحزب في تلك المرحلة، لكي يكون حزبا طويل المدى».

وكان البرادعي قد عاد للقاهرة مطلع عام 2010، وأسس فور عودته ما سمي بالجمعية الوطنية للتغيير التي انضوى تحت مظلتها معظم القوى السياسية في البلاد، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين، ورفعت الجمعية سبعة مطالب للتغيير شكلت فيما بعد مطالب الثورة المصرية. وأوضح البرادعي في كلمته أمس أن حزبه يهدف إلى استعادة الطريق السلمي للثورة مثلما قامت سلمية تطالب بحقوق الشعب المصري كله، مشيرا إلى أن مبادئ الحزب الأساسية تقوم على احترام حرية العقيدة لتكون متاحة لكل مصري، مشيرا إلى أن حزبه عازم على العمل بعيدا عن الشعارات الرنانة الخاوية.

وقال البرادعي إنهم كمجموعة من المصريين وحدوا صفوفهم لإعلان حزب يستعيد أهداف الثورة مرة أخرى، مشيرا إلى أنهم لم يتصوروا أن أول برلمان منتخب بعد الثورة يأتي غير ممثل للشعب، ومشكوكا في شرعيته.