حزب النور يعلن دعم أبو الفتوح رسميا لرئاسة الجمهورية

الدعوة السلفية تدعم القيادي الإخواني السابق

TT

تلقت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أمس، صفعة قوية عقب إعلان حزب النور السلفي الذي يملك ثاني أكبر كتلة برلمانية، تأييد الهيئة البرلمانية بغرفتيها (الشعب والشورى) والهيئة العليا للحزب دعم القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح، على حساب مرشح «الإخوان» الدكتور محمد المرسي، بينما تتجه الدعوة السلفية لاتخاذ الموقف ذاته، وكذلك الجماعة الإسلامية التي أقرت في وقت سابق دعم أبو الفتوح وأرجأت إعلان موقفها النهائي بحثا عن التوافق بين كافة الفصائل السلفية.

وقال سلفيون وقيادات إسلامية، أمس، إن معظم التيارات السلفية وباقي الكتل الإسلامية الكبيرة، سوف تدعم الإخواني المنشق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في الانتخابات الرئاسية، ضد مرشح جماعة الإخوان الرسمي الدكتور محمد مرسي، وذلك هربا من سيطرة «الإخوان» على السلطة، وحرصا منهم على أن يكونوا رقما في المعادلة السياسية بعيدا عن سطوة جماعة الإخوان، التي سعت لتهميشهم في الفترة السابقة.

واجتمع مجلس شورى الدعوة السلفية، أمس، للتصويت لصالح مرشح إسلامي واحد، من بين ثلاثة مرشحين ينتمون إلى هذا التيار، وهم الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والقيادي الإخواني السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (مستقل)، والدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي المستقل، بعد خروج المرشح السلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل من السباق، وفي ظل رفض المرشحين الثلاثة فكرة التنازل. واستمر الاجتماع حتى وقت متأخر من مساء أمس ولم تخرج عنه قرارات حتى كتابة هذا التقرير.

وظلت المشاورات الجارية بين القوى الإسلامية المختلفة في مصر، في التوافق على «مرشح إسلامي» واحد، لدعمه في الانتخابات التي تجري في 23 و24 مايو (أيار) المقبل، معلقة حتى مساء. وأظهرت النتائج النهائية لاستفتاء طرحه حزب النور، صاحب ثاني أغلبية بالبرلمان المصري بعد جماعة الإخوان، حول مرشحي الرئاسة، تصدر عبد المنعم أبو الفتوح، عن العوا ومرسي.

من جانبه، قال الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن «الجماعة تتجه بشكل كبير إلى دعم أبو الفتوح، وكذلك معظم الجهات السلفية الأخرى، وذلك لرفضنا سيطرة فصيل واحد على باقي مفاصل الحركة الإسلامية، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين».

وفي تصويت داخل الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية الأسبوع الماضي، حصل أبو الفتوح على 44.4 في المائة مقابل 25.8 في المائة لمرسي، وإثر ذلك قررت الجماعة دعم المرشح الإسلامي الذي ستتوافق عليه الحركات والهيئات والأحزاب الإسلامية أو أغلبيتها، وفي حالة عدم التوافق ستلجأ إلى التصويت مرة أخرى بين أبو الفتوح ومرسي لحسم اختيار مرشحها يوم الأحد المقبل.

وأوضح إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» أن «(الإخوان) لا يعطون الفصائل الأخرى حقها في التمثيل، الذي تراه مناسبا لها، ولذلك فإن الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، وكذلك حزب النور والدعوة السلفية، لديهم تخوف من ذلك».

وأكد إبراهيم أن «ممارسات نواب حزب الإخوان في البرلمان ورئيسه سعد الكتاتني اتضح فيها وجود تمييز ضد السلفيين والقوى الإسلامية الأخرى، وأن هناك الكثير من الشكاوى في المعاملة، حيث شعر الكثير منهم بأنهم مهمشون».

ولفت إبراهيم إلى أنه «صحيح أن أبو الفتوح كان بعيدا عن السلفيين في البداية وعلى خلاف ضخم معهم، لكنه ذهب إليهم، وقد اقتنع كثير منهم بأنهم حين يدعمون أبو الفتوح سيكون لهم رقم في المعادلة السياسية، لكن مع مرسي لن يكون لهم دور». وتابع: «لو نجح أبو الفتوح سيعلم أن السلفيين هم من دعموه، لكن إذا جاء مرسي سيكون الحظ الأكبر في مساعديه ومستشاريه وغيرهم لـ(الإخوان)».

وأكد إبراهيم أن القوة السلفية الرئيسية هم أنصار أبو إسماعيل في القاهرة، وهذه سيوجهها الشيخ حازم إلى التصويت لأبو الفتوح، إضافة إلى حزب النور والدعوة السلفية في الإسكندرية، وهذه قوة منظمة.

واعترف إبراهيم بأن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى تفتيت أصوات الإسلاميين، وسيصب لصالح موسى أو شفيق.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر بحملة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» إن أغلب مناصري الشيخ حازم سوف يدعمون أبو الفتوح، وليس مرشح «الإخوان» محمد مرسي، خاصة أن موقف أبو الفتوح كان الأقرب إلى موقف الشيخ حازم خلال الفترة الماضية.