كل الأطراف تتعاطف مع الشعب السوري.. وتتبرأ من السفينة المحملة بالأسلحة

ليبيا تنفي رسميا علمها بالشحنة.. وقوى 14 آذار: لا صلة لنا بـ«لطف الله 2»

جنود لبنانيون يشرفون على شحنة السفينة بعد تفريغها في شمال بيروت أمس (أ.ب)
TT

بينما نفى مصدر قيادي في تيار المستقبل صلة التيار أو قوى 14 آذار أو حتى أهل طرابلس بسفينة «لطف الله 2» المحملة بالأسلحة والتي صادر الجيش اللبناني حمولتها، يوم أول من أمس، بعد أن اقتادها إلى القاعدة البحرية التابعة له في مرفأ بيروت، نفى مسؤول ليبي رفيع المستوى علم المجلس الانتقالي في ليبيا أو حكومته المؤقتة بالشحنة، التي وجد بينها قذائف صاروخية وذخائر من أعيرة ثقيلة.

وقال المسؤول الليبي، الذي طلب عدم تعريفه، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة طرابلس: «أستطيع أن أؤكد أنه لا توجد أي علاقة للسلطات في ليبيا بأي صورة رسمية مع هذه الشحنة». لكن المسؤول لم يستبعد إمكانية قيام بعض من وصفهم بالثوار، المتحمسين والغاضبين لمشاهد القتل اليومي التي يتعرض لها الشعب السوري على يد نظام الرئيس بشار الأسد، بتسليح المعارضة السورية.

وأضاف: «لدينا قرار رسمي بعدم إرسال أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا، على الرغم من استيائنا مما يجري هناك، لكننا في وضع لا يسمح لنا بتقديم مثل هذا الدعم للمناوئين لنظام الأسد». وتابع: «ربما تجري محاولات من أشخاص متحمسين أو من هذا القبيل، لكن لا علاقة لنا رسميا بهذا الموضوع, موقفنا واضح».

على الجانب الآخر، نفى مصدر قيادي في تيار المستقبل صلة التيار أو قوى 14 آذار أو حتى أهل طرابلس بسفينة «لطف الله 2» المحملة بالأسلحة والتي صادر الجيش اللبناني حمولتها يوم أول من أمس بعد أن اقتادها إلى القاعدة البحرية التابعة له في مرفأ بيروت.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بالمبدأ نرفض دخول أي سلاح غير شرعي إلى لبنان، سواء كان سلاحا لحزب الله أو غيره، مع أننا نعلن تأييدنا لحق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه بوجه نظام الأسد الذي يمعن بقتله»، مؤكدا أن تيار المستقبل وقوى 14 آذار لا تتدخل لا من قريب ولا من بعيد بمسألة تسليح الشعب السوري. وإذ نفت المصادر علمها بإمكانية أن يكون قد جهز أي مستودع لاستقبال حمولة السفينة في طرابلس أو غيرها من مناطق الشمال اللبناني، دعت الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة لكشف كل الوقائع للرأي العام اللبناني.

بدوره، علق عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر على ضبط الباخرة المحملة بالأسلحة قائلا: «نحن ننتظر التحقيق ولا نستبق الأمور. إن الطرابلسيين غير متورطين لا في مسائل الأسلحة ولا في غيرها فيما يجري في سوريا، وإن مشاعر أهل طرابلس هي مع الشعب السوري ومع ما يريده هذا الشعب لنفسه».

وكانت وسائل إعلام قوى 8 آذار خصصت حيزا كبيرا من اهتمامها لمسألة الباخرة، ونقلت قناة «المنار» التابعة لحزب الله عن مصادر عسكرية قولها إن «حمولة الأسلحة التي ضبطت في السفينة (لطف الله 2) كان قد جرى تجهيز مستودع في شمال لبنان من قبل المهربين لتخزينها تمهيدا لتهريبها إلى داخل سوريا»، وأشارت المصادر عينها إلى أن «حجم الأسلحة المضبوطة قدر بـ150 طنا من مختلف الأنواع».

من جهتها نقلت قناة «OTV» عن مسؤول عسكري تأكيده أن «اختيار مرفأ سلعاتا لم يكن وليد صدفة، بل جاء تفاديا لوقوع أضرار بشرية؛ لأن المرفأ لا يشهد حركة كبيرة». وأشار المسؤول إلى أن «من مول الباخرة سوري، ومن كانوا مفترضا أن يتسلموها سوريان من أصحاب السوابق على صعيد تهريب الأسلحة، وقد تم القبض عليهما في السابق».

ونقلت القناة عن مراقبين تأكيدهم أن «إسرائيل سهلت العملية لدعم المعارضة السورية في الداخل»، مشيرة إلى أن «هناك لبنانيين وسوريين بين طاقم الباخرة الذي ألقى الجيش القبض عليه».