قصف في ريفي حلب وإدلب ومداهمات بالجملة

مقتل 4 جنود في انفجار مركز عسكري بريف حلب.. وتأسيس كتيبة سعد بن معاذ في ريف حمص

TT

ترافق وصول رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى سوريا، الذي تعهد بتطبيق خطة كوفي أنان، ببنودها الستة، مع استمرار العملية الأمنية التي تنفذها القوات السورية في مجمل المناطق السورية على وتيرتها. وفي هذا السياق، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القوات النظامية قصفت بلدة الأتارب بريف حلب، حيث سقطت قذائف على منازل الأهالي. كما قصفت بلدات في دير الزور وريف إدلب، فيما اقتحمت مدينتي دوما وحرستا بريف دمشق. وتحدث ناشطون عن نزوح ما تبقى من أهالي بلدة الأتارب باتجاه القرى المجاورة تحت القصف. وقد شنت قوات الأمن والجيش، وبحسب الناشطين، حملة دهم واعتقالات واسعة منذ فجر يوم أمس في دير الزور، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه «ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأت قوات الأمن والجيش السورية حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء بدير الزور، منها حي العمال والقورية والبوكمال، وذلك بحثا عن نشطاء وعناصر من الجيش الحر».في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أربعة جنود سوريين في انفجار وقع يوم أمس (الأحد)، في مركز عسكري بريف حلب في شمال سوريا. بدورها ردّت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» مقتل العسكريين لانفجار صندوق من الذخيرة، أثناء نقله إلى داخل مستودع تابع لإدارة التسليح في منطقة خان طومان 20 كلم جنوب حلب. وقالت «سانا» نقلا عن مصدر عسكري: «سقط أحد الصناديق مما أدى إلى انفجاره واستشهاد أربعة من العناصر الذين كانوا ينقلون الصندوق إلى داخل المستودع».

وبالتزامن، ذكر المرصد السوري أن مواطنا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب بمحافظة حماه: «إثر إطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية عليهم عندما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية».. بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن 18 شخصا قتلوا على الأقل برصاص قوات الأمن والجيش النظامي، بينهم طفل وامرأة ومجندان منشقان في حماه وحمص. وأضافت لجان التنسيق أن القصف المروحي الذي تعرضت له قرية (حمادي عمر) التابعة للمنطقة السلمية، في ريف حماه، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، كما تعرضت بلدة عقيريات في ريف حماه لقصف مدفعي عنيف.

وأفادت لجان التنسيق عن تعرض منطقة الأتارب في حلب لقصف هو الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية ضدها، متحدثة عن وصول ثلاث دبابات جديدة إلى المدينة، وقالت إن قوة أمنية كبيرة اقتحمت يوم أمس سقبا (في ريف دمشق) منفذة حملة اعتقالات في المنطقة. وفي حمص، قال ناشطون إنّه تم بالأمس قصف منطقة القصير المتاخمة للحدود اللبنانية، وأفادوا بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة مترافقة مع أعداد كبيرة من قوات الأمن إلى حي جوبر، مما يوحي دائما، بحسب الناشطين، بأن عملية عسكرية جديدة تتحضر في المنطقة. وقالت الهيئة العامة للثورة إن مدينة القصير تعرضت يوم أمس لقصف وإطلاق نار كثيف بالأسلحة الثقيلة من حواجز الأمن والجيش عشوائيا على المدينة ومنطقة البساتين المحيطة بها.

وقالت مصادر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب الفاروق القصير والكتيبة الخضراء تصدت لمحاولة اقتحام البساتين عند جسر الدف على نهر العاصي، وقد تراجعت قوات النظام التي حاولت اقتحام منطقة البساتين، بعدد كبير من المدرعات والآليات العسكرية»، وأضافت المصادر أنه تم استهداف «سيارة تابعة للأمن وحافلة تقل عناصر أمن وشبيحة عند حاجز المشتل جنوب القصير، كما تم إعطاب عدد من الآليات العسكرية».

كما حذر ناشطون من قيام قوات الأمن التابعة للنظام من حملة مداهمات واعتقالات في حي بابا عمر لاعتقال الناشطين الموجودين هناك، وقالوا إن قتيلين سقطا يوم أمس في حي جورة الشياح برصاص قوات الأمن.

وفي غضون ذلك، ظهر فيديو مصور على موقع «يوتيوب» يعلن فيه مجموعة من الضباط والجنود، بقيادة من عرف نفسه باسم الرائد إياد محمد دفسون، عن تشكيل كتيبة سعد بن معاذ في ريف حمص الشمالي، قائلا: «نتعهد أمام الله وأمام الشعب السوري الحر، أن ندافع عن أرواح وأعراض أهلنا ضد هذا النظام الفاسد الفاجر الفاشي.. عاشت سوريا حرة أبية.. والله أكبر». ومن حماه، تحدث أحد أعضاء مجلس الثورة لـ«الشرق الأوسط» عن اقتحام حي مشاع الأربعين يوم أمس بالتزامن مع تنفيذ قوات الأمن لحملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الناشطين.

من جهة أخرى، أفادت وكالة «سانا» بأن «مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت فجر يوم أمس قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)»، وحصل اشتباك أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر و«إرهابيين» اثنين. ومساء السبت الأحد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «مواطنين اثنين استشهدا إثر إصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة مسرابا بريف دمشق، بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية». ولفت أيضا إلى أن «اشتباكات عنيفة تدور عند أطراف بلدة مسرابا بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة».

وتحدث المرصد أيضا عن «استشهاد مواطنين اثنين في بلدة بنش في محافظة إدلب، إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية». وأشار إلى «العثور اليوم على جثمان شهيد من قرية افس (في المحافظة نفسها) بعد أيام من اختفائه، بينما سلم جثمان شهيد آخر من مدينة معرة النعمان إلى ذويه بعد نحو شهرين من الاعتقال، فضلا عن استشهاد مواطن آخر من قرية نحلة متأثرا بجروح أصيب بها قبل أيام».

وفي جديد المظاهرات، قالت لجان التنسيق المحلية إن مظاهرة حاشدة خرجت من شارع الميدان في دمشق من أمام جامع غزوة بدر عند كورنيش الزاهرة القديمة، حيث تم قطع الطرق بالمواد المشتعلة، متحدثة عن مظاهرة مماثلة خرجت في حمص وبالتحديد في حي الملعب بمشاركة نسائية تندد بالتواطؤ الدولي مع النظام.