مناورات إماراتية ـ فرنسية مشتركة في صحراء أبوظبي بحضور عسكري رفيع

القيادة المشتركة تنفي علاقة المناورات بالتوتر مع إيران وتضعها في إطارها الدوري

TT

بعد يوم واحد من إنهائها المناورات العسكرية الخليجية المشتركة بنجاح، أعلنت أبوظبي أنها أنهت أمس أسبوعين من المناورات العسكرية المشتركة مع القوات الفرنسية في صحراء أبوظبي، فيما أكد الطرفان أن هذه التدريبات الدورية غير مرتبطة بالتوترات مع إيران. وحملت المناورات اسم «خليج 2012»، واستخدمت فيها الذخيرة الحية، واشتملت على عدد من العمليات العسكرية، فيما أوضحت القيادة العسكري الإماراتية أن هذه المناورات تأتي في إطار «سلسلة التمارين المدرجة في الخطط التدريبية لقواتنا المسلحة مع قوات الدول الشقيقة والصديقة»، كي لا توضع في إطار التصعيد الذي تشهده العلاقة بين الإمارات وإيران.

ومما كان لافتا في ختام هذه المناورات حضور أرفع شخصية عسكرية إماراتية، الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جانب عدد من المسؤولين الإماراتيين، ليحضروا التطبيق العملي للتمرين بالذخيرة الحية، والذي شاركت فيه مختلف صنوف الأسلحة الرئيسية للقوات المسلحة من البلدين وفق مفهوم العمليات المشتركة، وتضمن عرضا جويا مشتركا للطائرات المقاتلة وطائرات النقل التي دخلت الخدمة حديثا، إلى جانب تنفيذ الرماية الحية لوحدات القوات الجوية والقوات البرية من الجانبين، وذلك في إطار استراتيجية موحدة وخطط محددة.

وقال اللواء الركن رشاد السعدي، قائد كلية القيادة والأركان المشتركة، في ختام المناورات «لا توجد أي علاقة أو ارتباط بين ما يجري تنفيذه من تدريبات عسكرية وما يحدث من أمور سياسية أو تقلبات أو عدم استقرار في المنطقة». وأكد ذلك أيضا قائد القوات الفرنسية في الإمارات الأميرال مارين جيليه، الذي قال إنه «ليست هناك أي علاقة بين المناورات وما يحصل في المنطقة»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وتم اختتام المناورات التي جرت في صحراء الحمراء غرب الإمارات بالقرب من الحدود السعودية، إلا أنها غير بعيدة أيضا عن الخليج ومضيق هرمز الاستراتيجي حيث الجزر الثلاث التي تسيطر عليها إيران وتؤكد الإمارات سيادتها عليها. وشارك في التدريبات 4500 عسكري بينهم 1800 فرنسي.

وقامت القوات الإماراتية والفرنسية بمحاكاة هجمات ضد قوات غازية، بما في ذلك غارات جوية وهجمات أرضية. وقال الأميرال جيليه «نحن قادرون على العمل معا في الجو والبر والبحر، وذلك من خلال مجموعات من الضباط والجنود من البلدين».

وذكر بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن المناورات تأتي «تعزيزا للتعاون العسكري في هذا المجال بين قواتنا المسلحة والقوات الفرنسية في سبيل توحيد العمل المشترك وتطوير القدرات العسكرية في إطار الخطط التدريبية الموضوعة من الجانبين لرفع الكفاءة القتالية لقواتنا المسلحة لمواجهة مختلف المخاطر والتهديدات وبما يعكس قوة الشراكة المتميزة التي تربط بين البلدين الصديقين»، مشيرة إلى أن هذا التمرين العسكري «يأتي ضمن سلسلة التمارين المدرجة في الخطط التدريبية لقواتنا المسلحة مع قوات الدول الشقيقة والصديقة، وفي إطار التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات العسكرية ضمن اتفاقية الدفاع المشترك» بين البلدين.

إلى ذلك، قام الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بجولة في معرض الأسلحة والمعدات المصاحب لفعاليات التمرين، اطلع خلالها على نماذج من صنوف الأسلحة المستخدمة لدى قوات البلدين، وأشاد «بكفاءة وقدرات المشاركين والتي تعكس مستوياتهم وقدرتهم العملية في الميدان»، مؤكدا على أهمية مثل هذه التدريبات.

وتملك فرنسا قاعدة في أبوظبي تنشر فيها 500 جندي، كما تأمل فرنسا، التي هي تقليديا من أبرز مصادر التسليح للإمارات، أن تتمكن من بيع هذا البلد مقاتلات «رافال». ويذكر أن تمرين «خليج 2012» يأتي ضمن سلسلة التمارين المشتركة بين الإمارات وفرنسا والتي تقام كل أربعة أعوام منذ عام 1996، بهدف التدريب على تخطيط وتنفيذ وإدارة العمليات المشتركة وفقا لما نصت عليه اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين عام 1995.