وفد أميركي يتفقد الحدود اللبنانية ـ السورية ويلتقي عائلات النازحين

ليبرمان: نطالب بمساعدة الذين يحاربون من أجل حريتهم إنسانيا

TT

تفقد وفد أميركي برئاسة عضو مجلس الشيوخ السيناتور جوزيف ليبرمان، الحدود اللبنانية الشمالية مع سوريا بمواكبة من الجيش اللبناني بالمنطقة، والتقى في دارة الرئيس السابق لبلدية المقيبلة محمود خزعل في منطقة البقيعة في وادي خالد عددا من العائلات السورية النازحة، واطلع على أوضاع النازحين في شمال لبنان والصعوبات التي تواجههم وتواجه الأهالي الذين يستضيفونهم. وبعد الزيارة التي استغرقت نحو الساعتين، عاد الوفد إلى بيروت عابرا الطرقات المحاذية للحدود السورية عبر بلدات منجز، والدابية، والنورا، والعبودية، والعبدة.

وأوضح مصدر ميداني لبناني واكب الزيارة، أن «الفريق الأميركي عاين ميدانيا المناطق الحدودية التي شهدت توترا في الآونة الأخيرة، وراقب عن بعد الانتشار العسكري السوري من الجهة المقابلة». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الزيارة قوبلت بشيء من البرودة سواء من جهة الأهالي اللبنانيين أو من جهة النازحين السوريين، الذين يعتبرون أن السياسة الأميركية حيال الأوضاع في سوريا متواطئة، وهي أسهمت في تعميق الأزمة لأنها تتعاطى بلا مبالاة تجاه ما يتعرض له الشعب السوري».

ولدى عودته والوفد المرافق من جولته على الحدود اللبنانية السورية، زار ليبرمان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وبعد اللقاء عبّر السيناتور الأميركي عن «قلقه من الصراع الحاصل في سوريا والهجمات التي تشنها القوات الحكومية ضد الشعب السوري، وما ينتج عن ذلك من سقوط الكثير من الأبرياء». وإذ أبدى تفهمه لقلق الحكومة اللبنانية على الرغم من اتباعها سياسة النأي بالنفس عن الصراع العسكري في سوريا، وتأثير الأزمة على لبنان، قدم الشكر لميقاتي على «الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية وعدد من المنظمات غير الحكومية للاعتناء بالنازحين السوريين الذين يأتون إلى لبنان بأعداد لافتة». وقال «كانت لي مناسبة لأزور الشمال ووادي خالد، حيث التقيت عددا من هؤلاء النازحين. ويمكنني القول إن رئيس الوزراء قلق، ونحن أيضا، من أن يمتد الصراع في سوريا إلى الدول المجاورة خصوصا لبنان»، مطالبا بـ«مساعدة السوريين الذين يحاربون من أجل حريتهم ومساعدتهم إنسانيا، وهناك آلاف من النازحين، لذلك سألت دولة الرئيس (ميقاتي) عما يمكن فعله معا من أجل مساعدتهم لأن هناك جهدا مستمرا لمعاملة النازحين بشكل إنساني». وتحدث المسؤول الأميركي عن تأثره إثر لقائه النازحين السوريين في الشمال، وقال «بالنسبة لي كان الأمر مؤثرا وشخصيا، وهناك رجل وصف لي ما عاناه في الأشهر الماضية وكان شاهدا على مقتل أخيه من قبل القوات السورية، وروى أن أخته اختفت وتبين لاحقا أنها في أحد المستشفيات وقد توفيت. كما أن هناك امرأة ثلاثينية عبرت الحدود وقالت إن الجيش السوري كان يفتح النيران على المنازل، وسألتها ما إذا كان هناك وجود للجيش السوري الحر هناك، فقالت كلا، وهناك أمثلة عدة على ذلك، لكن جميعهم ممتنون للدعم الذي قدمه الشعب اللبناني إليهم في الشمال، فضلا عن المنظمات غير الحكومية».