مناقشات حول تغيير اسم «القاعدة» لأنه غريب

انتقادات شديدة لطالبان باكستان وزعيمها محسود

أحد مؤيدي بن لادن يحمل صورة له خلال تظاهرة نظمتها «جماعة علماء الإسلام نزارياتي» في باكستان أول من أمس (ا.ف.ب)
TT

رغم أن بعض «وثائق بن لادن» سربت إلى الإعلام، وهي الوثائق التي كانت صادرتها فرقة الكوماندوز الأميركية التي قتلت بن لادن في مدينة أبوت آباد، في باكستان، قبل سنة، نشرت أمس نسخ رسمية من الوثائق. ويبدو أن البنتاغون سلم بعضها إلى مركز مواجهة الإرهاب، التابع لقاعدة «ويست بونيت» العسكرية في ولاية نيويورك. وتولى المركز تصنيف وترجمة الوثائق. ونشر المركز يوم الخميس 17 وثيقة باللغة الإنجليزية، وألحق معها الوثائق نفسها باللغة العربية تحت عنوان: «رسائل من أبوت آباد: هل همش بن لادن (في آخر سنواته)؟».

الـ17 وثيقة فيها الإلكتروني وفيها المكتوب، وتبلغ جملتها 175 صفحة باللغة العربية، و197 صفحة الترجمة الإنجليزية.

أول خطاب تاريخه سبتمبر (أيلول) سنة 2006، وآخر خطاب تاريخه أبريل (نيسان) سنة 2011، قبل شهر من قتل بن لادن.

كتب هذه الاتصالات الداخلية لمنظمة القاعدة عدد من قادة المنظمة، بما في ذلك أسامة بن لادن، وعطية عبد الرحمن، وأبو يحيى الليبي، والأميركي آدم غادهان. وهناك آخرون ليسوا معروفين، وليسوا أعضاء في «القاعدة». إما تطوعوا، وقدموا معلومات وآراء، وإما أنهم يعطفون على «القاعدة».

وهناك قائمة الذين تسلموا بعض هذه الخطابات، ومنهم: مختار أبو الزبير زعيم حركة الشباب المجاهدين الصومالية، وناصر الوحيشي (أبو بصير) زعيم منظمة «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، ومقرها اليمن، وأنور العولقي، الأميركي - اليمني الذي قتلته طائرة أميركية في اليمن السنة الماضية، وحكيم الله محسود زعيم منظمة تحريك طالبان في باكستان.

بعض الرسائل غير كاملة، أو من دون تاريخ، وليست كل الرسائل تحدد المرسل أو المرسل إليه. ولأن كل الوثائق إلكترونية، حفظت في محركات أقراص، أو بطاقات الذاكرة، أو الأقراص الثابتة في كومبيوتر بن لادن. باستثناء رسائل موجهة إلى بن لادن، لا يمكن التأكد إذا كان أي من هذه الرسائل فعلا وصل إلى وجهته المقصودة.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000003:

* رسالة كتبها بن لادن إلى الشيخ محمود (المقصود: عطية عبد الرحمن) يوم 27 أغسطس (آب) سنة 2010. وطلب منه بالتحديد أن يبلغ «أبو بصير» (ناصر الوحيشي)، زعيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، أن يبقى في بلده في منصبه. ويعتقد أن هذه إشارة إلى أن الوحيشي طلب أن يحل أنور العولقي محله. وطلب بن لادن من الوحيشي أن «يرسل لنا معلومات مطولة ومفصلة» عن السيرة الذاتية للعولقي. وأيضا طلب من الجميع «رؤية بالتفصيل عن الوضع في اليمن». وأشارت الرسالة إلى فيضانات عام 2010 في باكستان. وأيضا أشارت إلى رسالة من خالد بن أسامة بن لادن، وهي إلى «عبد اللطيف»، مسؤول الإعلام عن ذكرى مرور عشر سنوات على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. وأيضا أشارت إلى وضع «الإخوة القادمين من إيران» في مواقع آمنة.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000004

* هذه رسالة كتبها المتحدث باسم «القاعدة» الأميركية، آدم غادهان، إلى شخص غير معروف. وفيها معلومات عن خطط «القاعدة» بمناسبة مرور عشر سنوات على الهجمات على أميركا. والرسالة استجابة للعديد من الطلبات من بن لادن عن المخطط الإعلامي للذكرى العاشرة للهجمات على أميركا. في رسالته، كتب الأميركي آدم منتقدا تكتيكات واستهدافات منظمة القاعدة في العراق، منظمة «دولة العراق الإسلامية». وأيضا انتقد تكتيكات واستهدافات منظمة طالبان الباكستانية. ودعا منظمة القاعدة أن تنأى بنفسها عن كلا الفريقين، وأن يكون ذلك علنا.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000005

* رسالة مؤرخة في 7 أغسطس عام 2010. وهي من «زماري» (أسامة بن لادن) إلى مختار أبو الزبير، زعيم منظمة الشباب في الصومال (التي اندمجت مع «القاعدة» بعد وفاة بن لادن). الوثيقة رد على رسالة تلقاها بن لادن من أبو الزبير طلب فيها الوحدة رسميا مع «القاعدة». وأيضا سؤال عن إعلان إقامة دولة إسلامية في الصومال. رد بن لادن كان واضحا، وهو أنه رفض، بأدب، طلب «الشباب» للوحدة رسميا مع «القاعدة».

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000006

* رسالة يعتقد أنها جزء من رسالة أخرى، وليس واضحا من كتبها. ويعتقد أنها من شخصية كبيرة في «القاعدة»، ربما أيمن الظواهري، الطبيب المصري نائب بن لادن وقتها. وفيها إشارة إلى قلق سابق حول تضخيم حجم منظمة القاعدة، وتطورها، ونموها. وأيضا فيها إشارة إلى «إعادة النظر في رأيك بتأييد انضمام الإخوة الصوماليين (يقصد منظمة الشباب) إلى منظمة القاعدة»، وأن الموضوع يهم قيادة المنظمة، وهي التي ستحدد القرار الأخير. وواضح أن هذه رسالة أخرى تعبر عن رأي بن لادن بمعارضة انضمام «الشباب» إلى «القاعدة». وإذا كان كاتب الرسالة هو أيمن الظواهري، يؤكد هذا تأييد الظواهري لمعارضة بن لادن لضم «الشباب».

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000007

* كتبها «عطية» (محمود الحسن) وأبو يحيى الليبي إلى أمير تحريك طالبان في باكستان، حكيم الله محسود. وفيها انتقادات شديدة لآيديولوجية وتكتيكات المنظمة. وتوضح الرسالة أن قادة كبارا في تنظيم القاعدة يعبرون عن قلقهم الشديد إزاء مسار المنظمة داخل باكستان، وعن أثر العمليات المضللة للمنظمة على سمعة منظمة القاعدة وسمعة جماعات إسلامية مسلحة أخرى في المنطقة. وفي الخطاب انتقادات لتصرفات زعيمها محسود، و«العنف العشوائي، وقتل المدنيين المسلمين، والخطف». وانتقادات «لأن محسود يسمي أعضاء (القاعدة) ضيوفا» (في باكستان). ولأنه يحاول إقناع أعضاء في «القاعدة» للانضمام إلى منظمته. وفي الخطاب تهديد بأنه «إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لتصحيح هذه الأخطاء، يجوز لنا اتخاذ الخطوات القانونية العامة والمتشددة من جانبنا».

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000008

* رسالة كانت في الأصل تبادلا للآراء بين «جيش الإسلام» و«عطية». وأرسلت فيما بعد إلى «عبد الحميد» وبن لادن. جوهر رسالة «جيش الإسلام» هو أن المجموعة بحاجة للمساعدة المالية لـ«دعم الجهاد». ويطلب المشورة القانونية في ثلاث مسائل: هي جواز قبول مساعدات مالية من المجموعات الفلسطينية المتشددة الأخرى (مثل حركتي فتح والجهاد الإسلامي). وجواز استثمار في سوق الأوراق المالية لدعم الجهاد. وجواز ضرب أو قتل تجار المخدرات، واستخدام أموالهم، وحتى المخدرات، لإغراء أعدائهم الذين يمكن أن يستخدمهم «جيش الإسلام» كعملاء مزدوجين. ردا على الأسئلة، امتنع «عطية» عن إعطاء أي مشورة استراتيجية.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000009

* جزء من رسالة أطول لم يسلمها البنتاغون إلى مركز مكافحة الإرهاب. وليس واضحا من كتبها، وإلى من أرسلت. وهي تناقش تغيير اسم «قاعدة الجهاد»، وأن اسم «القاعدة» يبدو غريبا لكثير من المسلمين، ولا يعطي «المسلمين إحساسا بأننا ننتمي إليهم»، وأيضا لأن اسم «القاعدة» ليس فيه تعريف إسلامي، سمح للولايات المتحدة بشن حرب على «القاعدة» من دون الإساءة للمسلمين. واقترح كاتب الخطاب قائمة بالأسماء الجديدة التي تتضمن المواضيع اللاهوتية الإسلامية: «طائفة التوحيد والجهاد»، و«جماعة وحدة المسلمين»، و«حزب توحيد الأمة»، و«جماعة تحرير الأقصى».

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000010

* هذه الرسالة من تأليف «أبو عبد الله» (أسامة بن لادن)، موجهة إلى «الشيخ محمود» (عطية). ومؤرخة في 26 أبريل عام 2011، قبل أسبوع من قتل بن لادن. فيها يحدد بن لادن رده على «الربيع العربي». ويقترح استراتيجيات مختلفة ذات شقين: اول استراتيجية تتعلق بالعالم العربي، وتدعو إلى «تحريض الناس الذين لم يثوروا، وتشجيعهم على التمرد ضد الحكام»، و«الخروج عليهم». ثانيا استراتيجية تتعلق بأفغانستان، بهدف مواصلة «واجب الجهاد هناك».

وتشير الرسالة إلى طائفة واسعة من المواضيع. منها: ندرة البلاغات الواردة من العراق، وعن «الإخوة القادمين من إيران»، و«احتجاز رهائن هم إخواننا في بلاد المغرب الإسلامي»، وفي الصومال. وتشير الوثيقة باختصار إلى أبناء بن لادن، وإلى حامل رسائل بن لادن، وإلى «الشيخ أبو محمد» (أيمن الظواهري)، وغيرهم.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000011

* موجهة إلى باحث قانوني اسمه «سلطان حافظ»، وكتبها شخص من أصل مصري. ويوضح انزعاج منظمة القاعدة بسبب سلوك الذين يقولون إنهم ينتمون إليها في العراق. وحث الكاتب «سلطان حافظ» للكتابة إلى قادة المجموعة العراقية لـ«تصحيح طرقها». ويطلب الكاتب من «سلطان حافظ» توجيها قانونيا عن استخدام غاز الكلورين في التفجيرات. ويبدو أن كاتب الرسالة لا يؤيد هذا الاستخدام. وأيضا إشارة إلى «الإخوة في لبنان»، والحاجة إلى ترتيب «زيارة أحد ممثليها لنا في المستقبل القريب». وهناك رسالة من «الإخوة في الجزائر» (ليس موجودة في ملف الوثائق).

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000012

* كتبها «عطية» إلى «الشيخ الشريف» من الممكن أنها كانت موجهة إلى أسامة بن لادن، بل إنها قد وجهت إلى زعيم كبير آخر. وفيها تفاصيل عن إطلاق سراح مجاهدين محتجزين، ويسميهم «الإخوة»، وأسرهم، في إيران. والإشارة إلى أنه من المتوقع أن يطلق سراح المزيد، بما في ذلك أعضاء في أسرة بن لادن. ويبدو أن الإفراج كان جزئيا ردا على عمليات قامت بها «القاعدة» ضد إيران ومصالحها.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000013 مسودة وثيقة صارت متاحة للجمهور، في سلسلة تصريحات أيمن الظواهري عن «الربيع العربي». وتمكن ملاحظة تصحيحات لغوية في التصريح. ورغم أنه ليس واضحا إذا كان بن لادن نفسه هو الذي صحح التصريح، من فعل ذلك أثبت قوة لغته النحوية، وأن لغته، على الأقل، أفضل من لغة الظواهري.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000014

* رسالتان موجهتان إلى «أبو عبد الرحمن» (عطية عبد الرحمن). ويبدو أن مرسلها طالب في معهد ديني، وتربطه علاقات برجال دين في السعودية. الرسالتان تبدوان مثل تقييم استخباراتي عن «رأي عام حول (القاعدة)، ودولة العراق الإسلامية، من وجهة نظر علماء سعوديين». ويقدم المرسل ملخصات موجزة لجلسات سرية مع بعض هؤلاء العلماء، مع تقييم مستوى التأييد الذي تتمتع به «القاعدة» وسط بعض رجال الدين في السعودية.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000015

* رسالة من بن لادن إلى «الشيخ محمود» (عطية). وتركز على قضايا أفغانستان وباكستان. في الرسالة يعلق بن لادن على: الوضع الأمني في وزيرستان. والحاجة إلى نقل أعضاء «القاعدة» من المنطقة. ومراقبة الذين يتابعون تحركات ابنه حمزة داخل باكستان. وتعيين ثلاثة نواب لمساعدة «عطية». والخطة الإعلامية للذكرى السنوية العاشرة للهجمات على أميركا. والإفراج عن سجين أفغاني كانت «القاعدة» اعتقلته. ومحاكمة فيصل شاهزاد في نيويورك (أميركي - باكستاني حاول تفجير ميدان «تايمز سكوير» في نيويورك). وفي الرسالة إشارات إلى: أيمن الظواهري، وأبو يحيى الليبي، وسيف العدل، وآدم غادهان (طالباني أميركي).

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000016

* رسالة موجهة إلى «أبو بصير» (ناصر الوحيشي، قائد «القاعدة في شبه الجزيرة العربية») من شخص ما. ربما بن لادن أو «عطية». وهي رد على استفسارات منه، تقول له في وضوح أن يركز على استهداف الولايات المتحدة، لا الحكومة اليمنية أو قوات الأمن اليمنية. وتناقش الرسالة استراتيجية إعلامية للمنظمة في اليمن، وأهمية علاقات المنظمة مع القبائل في اليمن.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000017

* سلسلة فقرات تطابق الموجودة في الوثيقة رقم: سوكوم-2012-0000016. وتناقش استراتيجية «القاعدة». وتدعو إلى أهمية استهداف الولايات المتحدة (أو حتى ضد أهداف أميركية في جنوب أفريقيا، حيث تقول إن «الإخوة» هناك غير نشطة). وأيضا أهمية العلاقات القبلية في دول مختلفة.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000018

* رسالة موجهة إلى بن لادن من «شقيق حبيب، هو يعرفك وأنت تعرفه». وينتقد المرسل تركيز «القاعدة» على عمليات إرهابية في «الدول الإسلامية بشكل عام، وشبه الجزيرة العربية خاصة». وعدد المرسل الآثار السلبية العديدة لعمليات إرهابية داخل السعودية، وأن الناس صدمهم المصطلح الفني لكلمة «الجهاد»، وأنه منع استخدامه في المحاضرات. وطلب من بن لادن تغيير استراتيجيته.

الوثيقة رقم:

سوكوم-2012-0000019

* رسالة طويلة كتبها بن لادن بعد وفاة «الشيخ سعيد» (مصطفى أبو يزيد). وهي موجهة إلى «الشيخ محمود» (عطية) الذي عين خلفا لسعيد. وتركز رسالة بن لادن على أنه يود البدء في «مرحلة جديدة»، وأن هناك أخطاء ارتكبت على أيدي فروع «القاعدة» في مختلف الدول، وأن آلاف المسلمين قتلوا بسبب هذه العمليات «من دون داع»، وأن الهدف من «المرحلة الجديدة» هو استعادة ثقة المسلمين.