فيلتمان يستعرض مع قيادات «14 آذار» انعكاسات الأزمة السورية على لبنان

حزب الله: زيارته تشكل تدخلا مفرطا في السيادة اللبنانية

TT

يختتم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، زيارته للبنان التي استمرت ثلاثة أيام، والتقى فيها عددا من الرؤساء الثلاثة وقيادات «14 آذار»، وخصصت للبحث في مستجدات أوضاع المنطقة، لا سيما الأزمة السورية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية. وفي وقت قوبلت فيه هذه الزيارة بحفاوة من فريق المعارضة، فإنها أثارت استياء فريق 8 آذار الذي وصفها بأنها «زيارة فتنة، هدفها تخريب حياة اللبنانيين». بينما وضعها حزب الله في خانة «إثارة المزيد من النعرات والمساس المفرط بالسيادة اللبنانية والتدخل في شؤونها».

وكان برنامج المسؤول الأميركي أمس مزدحما بالمواعيد، إذ استهل جولته بلقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، وبحث معه في شؤون المنطقة والأوضاع الراهنة. كما زار رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، وعرضا للأوضاع اللبنانية والإقليمية، حيث اعتبر الجميل أن «الزيارة تؤكد أن لبنان لا يزال محورا للحراك الدبلوماسي في المنطقة، وكان اللقاء مناسبة للتأكيد على نهج الديمقراطية وحماية الحريات والتضامن الداخلي لمواجهة التطورات في لبنان والمنطقة، وإن موقف لبنان يجب أن يكون واضحا من الأحداث في سوريا، لجهة التعاطف مع القوى التي تطالب بالحرية والسيادة والاستقلال من دون التدخل في الشؤون الداخلية، والحيلولة دون استيراد المشاكل السورية إلى الساحة اللبنانية». قبل أن ينتقل فيلتمان إلى منزل النائب بطرس حرب ويعقد معه اجتماعا على مأدبة غداء بحضور عدد من نواب وسياسيي «14 آذار»، وبعدها انتقل للقاء رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.

واعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري، أنه «من مصلحة لبنان التواصل مع كل دول العالم باستثناء العدو الإسرائيلي، وأن يقوم اللبنانيون بما لديهم من أجل بلدهم». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «لكون الولايات المتحدة دولة عظمى فإن منطق الأمور يفرض علينا أن نستمع لرأيها، لكن في نهاية المطاف نعمل ما هو لمصلحتنا». وردا على اتهامات فريق 8 آذار بأن الزيارة هي للتحريض على حزب الله، رأى حوري أن «هذا الفريق يحاول اختلاق الحجج لتغطية فشله المتنقل».

وتعليقا على هذه الزيارة رأى عضو كتلة التغيير والإصلاح، النائب فادي الأعور، أن زيارة فيلتمان «تهدف إلى تسويق مشاريع أميركية». وأكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة هي لتعميم الفتنة وتخريب حياة اللبنانيين»، مؤكدا أن «كل الأزمات القائمة في المنطقة يديرها الأميركيون، ويمولها العرب». وقال «لا شك أن فريق 14 آذار وسع أولوياته التي كانت تتمحور حول السيادة والحرية والاستقلال، أما الآن فباتت هذه الأولوية إسقاط النظام السوري لعلهم يستعيدون السلطة في لبنان، لكن هذا الأمر غير مضمون لا بالشكل ولا بالنتائج». وسأل «لماذا نسمع من فيلتمان ولا نسمع لبعضنا بعضا، ونضع أولوياتنا ونتفق عليها ونرتاح جميعا». وختم بالقول «إنها زيارة فتنة على المستويين اللبناني والإقليمي».

أما عضو كتلة حزب الله، النائب علي عمار، فعلق زيارة فيلتمان للبنان، بالقول «عودتنا الإدارة الأميركية، سواء من خلال حضورها المباشر أو من خلال حضورها الطارئ والعارض، وتحديدا السيد جيفري فيلتمان، أنه ما حل في لبنان يوما إلا في سبيل إثارة المزيد من النعرات والمساس المفرط بالسيادة اللبنانية والتدخل في شؤونها». ورأى أنه «آن الأوان للبنانيين جميعا أن يعوا أن الإدارة الأميركية لم يحصل منها خير للبنان، وهي الداعم الأساسي لربيبها العدو الإسرائيلي الممعن في الاعتداءات علينا يوميا، وما نشهده من بعض أيادي الإدارة الأميركية على مستوى الاضطرابات التي تحصل في العالم العربي المحيط، نتلمس منه أن مشروع الإدارة الأميركية هو مشروع تفتيت المنطقة وتقسيمها وتحويلها إلى دائرة النزاعات الطائفية والعرقية»، داعيا اللبنانيين لأن «يعوا جيدا أنه ليس هناك مكان لوجهات النظر السياسية الطائشة، وأن يتحدوا ويتضامنوا ويعوا تماما من هو العدو ومن هو الصديق».