مواقف متضاربة لمرشحي الرئاسة من مليونيتي القاهرة

أبو الفتوح وصباحي والأشعل أيدوا الاعتصام «السلمي».. وموسى وشفيق لم يعلقا

مسيرة لمؤازرة المظاهرات أمام وزارة الدفاع المصرية عقب ورود أنباء عن اشتباكات في محيط العباسية أمس (أ.ف.ب)
TT

وضعت الأحداث المتتالية التي تشهدها مصر في الوقت الراهن، المرشحين لمنصب الرئيس المقبل في مواقف صعبة؛ اعتبرها مراقبون اختبارا حقيقيا لهؤلاء المرشحين.. فبدلا من نزول هؤلاء المرشحين في حملاتهم الدعائية لتعريف المواطنين ببرامجهم الانتخابية، كان عليهم اتخاذ القرارات والمواقف إزاء ما يدور في البلاد.

وتزامنت بداية أحداث ميدان «العباسية» التي شهدت اشتباكات دامية، مع بدء الحملات الدعائية رسميا للمرشحين. وما إن بدأت تلك الحملات، حتى علقها بعض المرشحين احتجاجا على الأحداث. وكانت مظاهرات أمس حاضرة بقوة على أجندة مرشحي الرئاسة، ما بين مؤيدين لها وداعين أنصارهم للمشاركة فيها، ورافضين أو مبتعدين عن التعليق.

وأيدت جماعة الإخوان المسلمين وحملة الدكتور محمد مرسي مرشح «الإخوان» لرئاسة الجمهورية المظاهرة المليونية، على أن تقتصر على ميدان التحرير وعدم المشاركة في أي مظاهرات بميدان العباسية، وأن تمتد فعالياتها ليوم واحد فقط. وكانت الجماعة قد دعت جموع المصريين للمشاركة في مظاهرة حاشدة بميدان التحرير، وذلك للتعبير عن الرفض لممارسات المجلس العسكري من عمليات القتل واستخدام العنف ضد المتظاهرين.

من جانبها، أكدت حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المستقل للرئاسة، أن الحملة شاركت في مظاهرات أمس للتعبير عن رفضها لإراقة دماء المصريين والمطالبة بحقنها، والقصاص ممن ارتكب جرائم سفكها أو كان مسؤولا عن ذلك. وقالت إيمان عبد القادر، المتحدثة الإعلامية باسم الحملة، إن: «أبو الفتوح يُحمّل المجلس العسكري الذي يدير البلاد في الفترة الانتقالية ومجلس وزرائه استمرار حالة الفوضى والانفلات الأمني المتعمد»، وتابعت عبد القادر: «هذا الأمر يعد استمرارا لحالة التخبط والبطء وسوء إدارة الدولة، الأمر الذي يجعل من المجلس العسكري مشاركا في سقوط شهداء جدد وتفجر الأوضاع بشكل مريب كلما اقتربنا من تسلم السلطة التنفيذية».

وأضافت عبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «أبو الفتوح كان من أول من وصلوا لميدان العباسية منذ بداية الأحداث للتضامن مع المعتصمين هناك، ولكنه لم يستطع المشاركة في جمعة الزحف، وذلك لارتباطاته الخاصة بحملته الانتخابية، حيث كان سيعقد مؤتمرا جماهيريا يوم الجمعة في منطقة السيدة زينب لاستعراض برنامجه الانتخابي يليه ندوة لشباب نادي المعادي».

وكان موقف حملة المرشح حمدين صباحي متفقا مع أبو الفتوح، وقالت هدى عبد الباسط، المتحدثة الإعلامية باسم حملته، إن صباحي غير موجود في مظاهرات اليوم، حيث إنه في محافظة كفر الشيخ ضمن جولته الانتخابية. إلا أن عبد الباسط أكدت لـ«الشرق الأوسط»: «أن صباحي يتضامن مع المعتصمين بالعباسية ومع حرية الرأي والتعبير وضد استخدام العنف أو القتل ضد متظاهرين سلميين، مهما كانت أسباب تظاهرهم»، وقالت عبد الباسط إن صباحي أيضا ضد الدعوات التي تنادي بالزحف لوزارة الدفاع أو اقتحامها، ويرى أن الاعتصام لا بد أن يكون سلميا. وأن «التصعيد بالزحف لوزارة الدفاع ليس من مصلحة الوطن، حيث إن الوقت قد أزف، وخلال أيام معدودة ستنتهي الفترة الانتقالية وستسلم السلطة لرئيس جمهورية منتخب».

أما المرشح الرئاسي خالد علي، فقد أعلن انضمامه لمعتصمي العباسية، كما طالب أعضاء حملته بالنزول والمشاركة في جمعة «الزحف» أو «النهاية» والانضمام للمعتصمين.

من جهته، يرى المرشح الرئاسي د. عبد الله الأشعل أنه يجب على المجلس العسكري تسليم السلطة فورا، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه «إذا تمت الانتخابات في هذه الأجواء من تلاعب المجلس العسكري، سيتم تزوير الانتخابات لصالح الفريق أحمد شفيق أو السيد عمرو موسى»، مؤكدا أنه مع هذه المظاهرات قلبا وقالبا، ولكنه لم ينزل إلى ميدان العباسية أو ميدان التحرير لاعتبارات كثيرة، من بينها الاعتبارات الأمنية.

إلى ذلك، لم يعلن المرشحان عمرو موسى وأحمد شفيق عن موقفيهما من مليونية الأمس، حيث قام شفيق أول من أمس باستكمال جولاته الانتخابية وعقد مؤتمرا جماهيريا في نزلة السمان بمحافظ الجيزة وسط حضور الآلاف من مؤيديه وأنصاره. أما عمرو موسى، فقد نظم مؤتمرا في مقر حزب الغد الليلة قبل الماضية، أكد فيه وجود قوى تستهدف منع تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب وتريد تعديل الجدول الزمني المتفق عليه لانتقال السلطة.