قتلى وجرحى في انفجارات هزت حلب ودمشق

العقيد رياض الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: صبرنا نفد.. ونقوم بترتيب الصفوف والتحضير للعودة إلى العمليات الدفاعية

سوريون متجمعون في المكان الذي شهد تفجيرا وتسبب في قتل خمسة أشخاص على الأقل في حلب أمس (رويترز)
TT

في مشهد أصبح مألوفا منذ وصول بعثة المراقبين الدولية إلى سوريا، كانت كل من حلب ودمشق أمس على موعد مع تفجيرات أودت بحياة عدد من القتلى والجرحى، بينما كانت قوات الأمن في مكان آخر تستهدف المشيعين والمظاهرات التي خرجت في مناطق سورية عدة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تفجيرين هزا مدينة دمشق، صباح أمس، وقع أحدهما بالقرب من قصر العدل، بينما وقع الآخر بالقرب من سوق الخجا في شارع الثورة، مما أدى إلى إغلاق قوات الأمن السورية ساحة السبع بحرات وبعض الشوارع الرئيسية، وفق ما أوردته شبكة «شام» الإخبارية. وبعد ساعات قليلة وقع انفجار آخر في منطقة السكري بمدينة حلب. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن أحد التفجيرين في دمشق استهدف سيارة عسكرية ودمر نحو عشر سيارات كانت في محيط السيارة العسكرية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «قتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار استهدف منطقة تل الزرازير في أطراف مدينة حلب»، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، مضيفا «تزامن انفجار العبوة مع مرور حافلة لم يعرف ما إذا كانت مدنية أو عسكرية».

وعن تفجير حلب، قال ياسر النجار عضو مجلس قيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط»: «وقع الانفجار في منطقة تشهد في الأيام القليلة تحركا شعبيا ملحوظا ويخرج فيها العديد من المظاهرات، وها هو النظام نفذ التفجير بعدما عجز عن إقناع الأهالي بعدم الانضمام إلى الثورة». وأضاف «هناك حاجزان مركزيان في هذه المنطقة يتولى فيهما العناصر مهمة تفتيش السيارات، وبالتالي كيف يمكن أن يقع التفجير في حي مضيق عليه أمنيا بهذا الشكل؟!»، مضيفا «كيف يمكن أن تقوم المعارضة بتفجير كهذا في منطقة ينشط فيها الحراك الثوري؟! وبالتالي هذا دليل على أن النظام يقوم بها لتخويف الأهالي من جهة، ولإيهام المجتمع العربي والدولي بأنها يد الإرهابيين و(القاعدة)». ولفت النجار إلى أنه تم التأكد من وصول الحصيلة الأولية لعدد قتلى التفجير إلى 6 ويتراوح عدد الجرحى بين 13 و15، لكننا لم نستطع التأكد من العدد النهائي للجرحى، نظرا لصعوبة الوصول إلى المستشفيات الحكومية حيث نقل المصابون.

وعن تزايد وتيرة الانفجارات المتنقلة في الفترة الأخيرة، اعتبر قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد، أن خطة أنان فاشلة، وهذا ما تعكسه تصريحات مسؤولي دول عدة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يقوم بهذه التفجيرات ويتهمنا ويتهم المعارضة بها»، مضيفا «لدينا معلومات مؤكدة تفيد بأن جيش النظام جمع شبيحته وشكل منهم كتائب تحت تسميات عدة مدعين أنها تنتمي إلى الجيش الحر، بهدف إلصاق التهمة بنا». وأشار إلى أن «النظام قام بإرسال عناصر منه إلى الجيش الحر على أنهم منشقون لزجهم بين صفوفنا في محاولة منهم للقول إن الجيش الحر هو مخترق وغير منضبط، لكننا كشفنا أمرهم وسنعلن عن أسمائهم في فيديو مصور في الأيام القليلة المقبلة». وعن خطة أنان قال «كيف يمكن القول بنجاح الخطة في حين أن التفجيرات وعمليات الاعتقال والقتل لا تزال مستمرة ومنتشرة في كل المناطق السورية؟! وخير دليل على هذا الفشل هو عمل المراقبين الذين تحولوا إلى شهود زور، كما أن وجودهم في أي منطقة تحول إلى نقمة على الناشطين الذين يتم اعتقالهم فور خروجهم من منطقتهم». وسأل «كيف يمكن لـ50 مراقبا فقط وحتى 300 بعد ذلك، أن يقوموا بهذه المهمة في كل المناطق السورية، في حين أنه تم نشر آلاف العناصر في الجنوب اللبناني وحده، من قوات حفظ النظام الدولية (اليونيفيل)؟!». واعتبر أن هناك تقدما في مواقف بعض الدول في ما يتعلق بتسليح الجيش الحر، و«نعتبر أن فشل هذه المبادرة سينعكس إيجابيا على مساعدة الدول لنا».

وأكد رياض الأسعد أن الجيش الحر لا يزال ملتزما بقرار وقف إطلاق النار، لكنه قال في الوقت عينه «صبرنا نفد، ولن نبقى طويلا متقيدين بهذا القرار، ونحن اليوم نتعرض لضغط شعبي كبير للعودة إلى المواجهة والدفاع عن المواطنين الذين يطالبوننا بالتحرك، وها نحن اليوم في صدد ترتيب الصفوف وتحضير أنفسنا للعودة إلى العمليات الدفاعية، ولن نتراجع رغم الإمكانات العسكرية الضئيلة التي نملكها».

في المقابل، أعلن العميد غازي جابر العبود قائد الفوج «147» للإنزال الجوي في الجيش السوري، انشقاقه عن جيش النظام السوري، بينما أفيد بتعرض بساتين برزة في دمشق منذ ساعات صباح أمس الأولى لقصف عنيف، كما قصفت المدفعية الثقيلة المثبتة على تل النقيرة حي جوبر المليء بالنازحين، بينما قامت القوات بحملة دهم واعتقالات في ريف دير الزور الشرقي.

كذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اغتيال مسؤول في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا أمس (السبت) في محافظة إدلب. ولم يقدم بيان المرصد أي تفاصيل عن اسم المسؤول ومنصبه.

وذكر ناشطون أن القوات السورية اقتحمت مناطق قرب الحدود التركية صباح أمس مما أدى إلى إصابة عشرين شخصا على الأقل. وقال الناشط فراس إدلبي، إن قصفا مكثفا استهدف إحدى المناطق التي تقع شمال إدلب، وهي أحد معاقل الجيش الحر قبل اقتحام القوات النظامية لها وترويعها للسكان.

وأفادوا بأن منطقة سلقين، على الحدود التركية - السورية في محافظة إدلب، تعرضت لعملية عسكرية واسعة فجر أمس أدت إلى مقتل تسعة أشخاص. كما أكد اتحاد تنسيقيات الثورة تعرض مدينة أريحا في إدلب طوال ليل السبت، إلى قصف طال العديد من المنازل مما أدى إلى انهيار جزئي لعدد من المباني.

كذلك، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، أن حي القصور في حمص تعرض لقصف عنيف، بينما قام ثوار في حي الميدان بدمشق بقطع طريق المجتهد بالمواد المشتعلة بالقرب من الأمن الجنائي نصرة لحيي كفرسوسة والتضامن.

وفي اللاذقية، ذكر أنه سجل انتشار أمني كثيف في شيخ ضاهر وخاصة عند بوابة مدرسة جول جمال (التي تحولت إلى معتقل) مع غياب شبه تام للمجندين وانتشار الشبيحة والأمن بلباس مدني بالعتاد الكامل. كما سمع دوي أصوات قصف مدفعي في دوما.

وذكر اتحاد التنسيقيات أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري الحر وكتائب الأسد على مدخل مدينة الرستن الشمالي قرب السد، بينما نفذت حملة اعتقالات عشوائية في مدينة جاسم المحتلة في درعا.

وفي منطقة البساتين بحي برزة في دمشق، قال ناشطون إن القوات النظامية اقتحمت المنطقة وهدمت عدة منازل، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.

وفي دير الزور شنت قوات الأمن حملة دهم واعتقال في بلدة القورية. أما في ريف حلب فقد اقتحمت القوات الحكومية منطقة قباسين بأكثر من ثلاثين سيارة محملة بالعناصر وعشر سيارات مثبت عليها رشاشات ثقيلة. وفي حمص تعرضت الرستن لإطلاق نيران وجرت فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي، كما تجدد القصف العنيف على قلعة الحصن.

وفي درعا، شهدت بلدة النعيمة انتشارا كثيفا للمدرعات والآليات العسكرية، كما جرى اقتحام البلدة مما تسبب في سقوط جرحى. كما اقتحمت القوات النظامية بلدة تسيل. وقالت الهيئة العامة للثورة إن الطيران الحربي حلق فوق مدينة إزرع، كما تجدد القصف العنيف على بلدة المسمية لليوم الثاني على التوالي، وشن الأمن والشبيحة حملة دهم واعتقالات في النجيح والصنمين بمحافظة درعا.