اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومنشقين في دير الزور.. وقصف لأحياء حمص القديمة

مظاهرات في ريف دمشق وحلب وحماه تطالب بإسقاط النظام تواكبها حملة اعتقالات

مراقب يلتقط صورة لزميليه ومترجمة أمام أحد دبابات الجيش السوري في بلدة بريف دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

بقي الوضع الأمني المتفجر على حاله في كافة المحافظات والمدن السورية، التي عاشت أمس يوما دمويا عصيبا، تمثل باشتباكات دارت بين الجيش السوري النظامي وبين منشقين عنه في أكثر من منطقة، وذلك غداة عودة مسلسل التفجيرات الدموية إلى العاصمة دمشق وإدلب وحلب الذي أوقع عددا من الضحايا بين قتيل وجريح.

ففي المشهد الميداني دارت صباح أمس اشتباكات داخل مدينة دير الزور، بين القوات النظامية وبين منشقين عنها أوقعت عددا من القتلى، في وقت أعلن الناشط أبو محمد العدوي لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر من الجيش السوري الحر الذين انشقوا حديثا عن الجيش النظامي، شنوا ليل أول من أمس هجوما على مربض مدفعية للجيش الأسدي يقع جنوب غربي المدينة، وأوقعوا فيه إصابات محققة».

وأوضح العدوي أن «القوة المهاجمة استخدمت في عمليتها هذه قذائف الـ(آر بي جي) والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة التي استحوذت عليها أثناء انشقاقها عن الجيش، وذلك انتقاما من هذا الموقع الذي اعتاد على قصف منازل المدنيين وقتل الأبرياء، خصوصا الأطفال والنساء والعجائز»، واصفا «عمليات الجيش والقوات النظامية في دير الزور والبلدات المحيطة بها بأنها أشبه بعمليات التطهير العرقي والديني، والتي يزيد من حالات الغضب الاحتقان غير المسبوقة».

أما مدينة دوما بريف دمشق فكانت صباح أمس عرضة لقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة ورصاص القناصة التي سقطت على عدة جهات في المدينة، بينما نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات عشوائية ومداهمات في منطقة الجامع العمري داخل مدينة قطنا في ريف دمشق، وترافقت هذه الاعتقالات مع إطلاق نار في المنطقة. غير أن هذه الإجراءات القمعية لم تحل دون خروج مظاهرة حاشدة من ساحة الرويس في مدينة يبرود طالبت بإسقاط النظام.

إلى ذلك أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن «القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القورية التابعة لدير الزور»، في حين أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية»، بأن «قوات النظام هدمت 31 منزلا في قرية المباركية بريف حمص بشكل كامل، إضافة إلى هدم بقية منازل القرية بشكل شبه كامل وتهجير كافة سكانها منها»، مشيرة إلى أن «قوات النظام اقتحمت منطقة سهل الغاب في حماه صباح اليوم (أمس) وتمركزت في منازل المواطنين بعد طردهم منها»، في وقت أكد فيه «عضو مجلس ثوار حمص» جواد الحمصي لـ«الشرق الأوسط»، أن «أحياء حمص القديمة كانت (أمس) هدفا لمدفعية الهاون العائدة لجيش النظام، والتي قصفت المنازل في باب الدريب والورشة ودير بعلبة والقرابيص وجوبر صباحا بوابل من القذائف»، مشيرا إلى أن «القناصة حاصروا الناس في المنازل في أحياء الخالدية والإنشاءات، كما كان حي القصور عرضة لإطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة وخفيفة من حاجزي المحورة والحميدية، فضلا عن قصف وقنص تعرضت له شوارع مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية».

إلى ذلك، قالت شبكة «شام» الإخبارية «إن انفجارين هزا مدينة إدلب صباح اليوم (أمس)، في الوقت الذي شهدت فيه بلدات معرة حرمة بإدلب وكفرنبوذة بحماه وطفس وناحتة بدرعا، مظاهرات صباحية مناهضة للنظام». وجاءت هذه المظاهرات غداة المظاهرات الحاشدة التي خرجت في مدينة حلب ليل أول من أمس تضامنا مع جامعتها ومطالبة بإسقاط النظام، وأعلن ناشطون أنه «لدى وصول المتظاهرين إلى حي سيف الدولة أطلقت قوات الأمن السوري الرصاص عليهم لتفريقهم». وقد أفاد الناشط في مدينة حلب عمر جراب (اسم مستعار)، بأن «قوات الأمن والشبيحة منعوا خروج مظاهرة في شارع المستودعات بحي الفردوس وفرقوا المتظاهرين بالقوة». وأكد هذا الناشط لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات النظام نفذت حملة اعتقالات داخل مدينة حلب، طالت عددا من الطلاب الذين اقتيدوا من منازلهم، كما أن الاعتقالات لم توفر المتقدمين في السن من آباء الناشطين والطلاب الذين يشكلون رأس حربة الانتفاضة الطلابية في مدينة حلب الجامعية».