طالباني: الادعاء أن تقرير المصير يعني الانفصال خطأ

قيادي في حزبه يقر بوجود خلافات مع حزب بارزاني بشأن المواجهة مع المالكي

TT

اعترف قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني بوجود خلافات عميقة بين حزبه وحليفه الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في ما يتعلق بالمواجهة الحالية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وأكد أن «الاتحاد الوطني لن ينجر إلى أتون مواجهة تندرج في إطار صراع إقليمي طرفاه تركيا وإيران». في حين أوضح الرئيس طالباني موقفه بشكل أكثر وضوحا في ما يتعلق بالدعوات الكردية لممارسة حق تقرير المصير للشعب الكردي حين حدد ذلك الحق بالفيدرالية.

ففي اجتماع له أول من أمس مع عدد من كوادر المنظمات الديمقراطية والاجتماعية ونقابة العمال والبيشمركة القدامى والشبيبة والرياضيين، عقد في مقر المكتب السياسي في أربيل، أشار طالباني إلى أن «الاتحاد الوطني الكردستاني، ومنذ تأسيسه، ناضل من أجل تحقيق العديد من الشعارات، ومنها الديمقراطية للعراق وحق تقرير المصير للشعب الكردي، وكلا الشعارين تم تحقيقهما، وحق تقرير المصير يعني أن من حق جميع الشعوب أن يقرروا مستقبلهم، سواء ضمن إطار الدولة المستقلة أو الكونفدرالية أو الفيدرالية أو الحكم الذاتي، وكل ما يقرره ويختاره». وأكد الرئيس طالباني أن «حق تقرير المصير لا يعني الانفصال دائما، أو الاستقلال، نحن حينما صوتنا على الدستور في العراق، حددنا حق تقرير مصيرنا في الفيدرالية، والآن الفيدرالية موجودة، وهي نوع من حق تقرير المصير، وحق تقرير المصير كان شعار الاشتراكيين في القديم، والذين يدعون أن حق تقرير المصير يعني الانفصال، مفهومهم خاطئ».

وفي الوقت الذي شدد فيه الرئيس طالباني مجددا على أهمية التحالف الاستراتيجي بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني ودوره في تحقيق الاستقرار لإقليم كردستان والحفاظ على المكتسبات التي حققها الشعب الكردي، اعترف قيادي بحزبه بوجود خلافات أساسية بين الحزبين في ما يتعلق بالصراع الدائر حاليا بين أربيل وبغداد، خاصة المواجهة بين قيادة الإقليم وحكومة المالكي. فقد قال القيادي الكردي الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» إن «الصراع الحالي يندرج في إطار محاولات استقطاب إقليمية طرفاها تركيا وإيران، وإن التعقيدات التي تواجه الأزمة السياسية الحالية في العراق نتيجة لتداخل وتشابك الأجندات الإقليمية في ما يتعلق بالصراع السني الشيعي، فهناك المحور التركي الذي يستقطب عددا من دول الخليج ومعها قيادات سنية عراقية، والمحور الإيراني، الشيعي يتصارعان على الساحة الإقليمية، وكل منهما يحاول استقطاب الجانب الكردي لدعم فريقه، ولكننا في الاتحاد الوطني لن ننجر إلى أتون هذه المواجهة التي نعتقد أنها لا تخدم المصلحة الكردية، وسنكون مرة أخرى ضحية لصراعات إقليمية لا شأن لنا بها على الإطلاق».

وكشف القيادي الكردي أن «المؤتمر الوطني الذي كان مقررا انعقاده لإجراء مصالحة بين الكتل العراقية كان كفيلا بتحقيق انفراج كبير في الأزمة السياسية بالعراق، فرئيس الوزراء نوري المالكي كان بصدد تقديم تنازلات مهمة لتخفيف حدة التوتر، منها استعداده لتقديم قائمة بأسماء قادة الفيالق العسكرية إلى البرلمان العراقي للموافقة على تعييناتهم، ومبادرته بتقديم قائمة مماثلة لإنهاء مشكلة الوكلاء في المناصب المهمة، إلى جانب استعداده لإدراج المشكلتين الأساسيتين وهما بحث مسألة مجلس السياسات، وهو خلافه مع القائمة العراقية، واتفاقية أربيل وهي الخلاف الأساسي بينه وبين الكتل السياسية الأخرى في مقدمتها الكتلة الكردية.