النظام السوري يبحث عن إثباتات لإبعاد الشبهات عنه في التفجيرات الأخيرة

قدم لائحة بـ26 اسما من «القاعدة» أوقفوا في سوريا لمجلس الأمن

سيارات تابعة لبعثة الأمم المتحدة أثناء إنزالها من الطائرة في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

وجّه المندوب السوري في مجلس الأمن بشار الجعفري رسالة إلى رئيس المجلس قال إنّها تحتوي على أسماء 26 شخصا اعتقلوا في سوريا، مرفقة بمعلومات حول جنسياتهم وتاريخ توقيفهم وانتمائهم وسبب توقيفهم.

وقال الجعفري في رسالته: «اللائحة تظهر أن كل الأسماء فردية باستثناء واحد كان يهرب أسلحة إلى سوريا نفّذ عمليات إرهابية ضد الجيش السوري وقوات الأمن السورية، استجابة لفتوى منبثقة من متطرفين دينيين تونسيين وليبيين»، لافتا إلى أن معظم الأسماء دخلت سوريا عن طريق تركيا، وأن عشرين اسما من أصل 26 ينتمون إلى تنظيم القاعدة.

وتضم اللائحة التي نشرت على بعض مواقع الإنترنت أسماء 19 تونسيا، و4 لبنانيين، وأردني ومصري وليبي.

وبينما وصفت قوى المعارضة السورية هذه اللائحة بـ«السخيفة»، وحديث النظام عن وجود قاعدة في سوريا بـ«الفبركات»، شدّد المعارض السوري هيثم المالح على أن «ما يقول النظام إنها مستندات وتحقيقات أجراها مع بعض من ألقى القبض عليهم ليست إلا عبارة عن إفادات، وإن وجدت، أُخذت من المتهمين تحت وطأة التعذيب».

وقال المالح لـ«الشرق الأوسط»: «ليس أتفه من الجعفري إلا النظام الذي يمثله. كلنا يعلم أن النظام السوري هو من سهّل مرور عناصر القاعدة من سوريا باتجاه شمال لبنان للمشاركة في معارك مخيم نهر البارد في عام 2007 وبالتالي فإن النظام هو الذي يتعامل مع القاعدة».

واعتبر المالح أن «النظام السوري يصر على الحديث عن القاعدة ويخرج بما يقول إنّها إثباتات عن وجود عناصر للتنظيم في سوريا، ليحرف نظر الرأي العام الدولي عن جرائم النظام بحق الشعب السوري»، وأضاف: «إذا بقي الغرب على موقفه الحالي المتردد، مستمعا لتلفيقات النظام فذلك سيجعل منه شريكا بالجرائم وسيكون مسؤولا عن دفع الأمور في سوريا إلى حرب أهلية».

بدوره، ردّ المعارض السوري محمد رحال على ما نُقل عن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن أن الانفجارين اللذين شهدتهما العاصمة السورية دمشق مؤخرا، يحملان بصمات تنظيم القاعدة، متحدثا عن أن عناصر تنظيم القاعدة بدأت تتخذ من سوريا ملاذا لها، مستغلة حالة الفوضى التي تسود البلاد. وقال رحال لـ«الشرق الأوسط»: «حديث الولايات المتحدة عن وجود القاعدة هو بالنسبة لنا تهرب من قبلها من واجباتها في تحرير سوريا من نظام الأسد»، معربا عن تخوفه من أن تكون هذه المواقف «لعبة أميركية جديدة خصوصا أن أميركا تبدو متواطئة مع النظام، بحيث لم تقم بأي خطوة تتعدى فرض بعض العقوبات الرمزية». وأضاف: «وإذا كان الأميركيون يعتقدون بوجود قاعدة في سوريا فليحددوا مكان وجودها علما أنه بالنسبة لنا إذا كانت (القاعدة) قادرة على تحرير سوريا فنحن معها».

وإذ أكد أنه لا وجود إطلاقا لـ«القاعدة» في سوريا متهما النظام بافتعال التفجيرات لإيهام الرأي العام الدولي بوجود قاعدة في سوريا، دعا رحال الولايات المتحدة إلى «عدم التنصل من مسؤوليتها الأخلاقية تجاه الثورة السورية ودعم الثوار الذين لا يطالبون إلا بالتحرر من نظام الأسد».

وكانت صحيفة «الثورة» الحكومية السورية وفي افتتاحيتها يوم أمس وتزامنا مع نشرها للائحة التي سبق ذكرها، اتّهمت دولا عربية وإقليمية بتقديم التمويل والتسهيلات لتنظيم القاعدة لتنفيذ «عمليات إرهابية» في سوريا بدعم من الغرب والولايات المتحدة، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: «إذا كانت التفجيرات فيها بصمات (القاعدة)، فإن الأطراف التي ساعدتها أو ساعدت عناصرها وموّلتهم وحرّضتهم وقدّمت لهم التسهيلات، تحمل في نهاية المطاف بصمات أميركا والغرب عبر أدواتهم القائمة في المنطقة سواء في الجوار التركي أم لدى مشيخات النفط». وأضافت الصحيفة: «إن بصمات القاعدة موجودة في التفجيرات الإرهابية التي شهدتها وتشهدها المدن السورية.. هذا صحيح.. والصحيح الآخر الموازي له وبالقدر ذاته، أن تلك هي بصماتهم.. من مشيخات الخليج الممولة إلى الظاهرة التركية الحاضنة مرورا بدول وأفراد وأحزاب وتنظيمات، تبرعت بالخدمة لأميركا والغرب وإسرائيل».