بكاء وإغماءات وصراخ في جلسات محاكمة رموز النظام السابق

وزيرة سابقة سقطت من الإعياء.. ودموع نواب سابقين ظهرت في القفص

TT

وسط بكاء وإغماءات وصراخ من بعض المتهمين وذويهم، في جلسات محاكمة رموز النظام السابق، واصلت السلطات القضائية المصرية، أمس، محاكمة أكثر من عشرين متهما بينهم قيادات سياسية وحكومية وبرلمانية، في واحدة من أشهر المحاكمات التي تشهدها البلاد منذ سقوط حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

وبالإضافة إلى تهم بارتكاب وقائع فساد خلال العهد السابق، تأتي قضية موقعة الجمل على رأس القضايا المنظورة المثيرة للجدل، وهي الواقعة التي ارتبطت بمحاولة فاشلة لفض مظاهرات ميدان التحرير قبل نحو أسبوع من خضوع الرئيس السابق لمطالب ملايين المحتجين، والتخلي عن سلطاته، وتكليف المجلس العسكري بإدارة البلاد.

وفي بداية الجلسات التي واصلت المحكمة خلالها أمس نظر قضية موقعة الجمل، سقطت المتهمة عائشة عبد الهادي، وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة، داخل قفص الاتهام، بعد أن أصيبت بحالة من الإعياء، وقال شهود عيان إنه تم إسعاف عبد الهادي في حينه، وإن سبب سقوطها يرجع لإصابتها بإعياء شديد وصعوبة في التنفس، خاصة مع حالة الازدحام التي تشهدها المحكمة.

وقال شهود عيان إن عددا من المتهمين في قضية «موقعة الجمل» غلبهم البكاء أثناء الجلسة، أمس، بسبب طول مدة الحبس الاحتياطي والمشاكل الصحية التي يعانونها، وإن من بينهم اثنين من المتهمين هما عضوا البرلمان السابقين، محمد عودة ورجب هلال حميدة (كان نائبا معارضا لمبارك).

وأضاف شهود العيان أن البكاء غلب عودة خلاله حديثه للمحكمة وقوله إنه يعاني أمراض القلب وكبر السن، وتابع شاهد حضر جلسة أمس بقوله إن حميدة انخرط أيضا في البكاء من داخل قفص الاتهام بعد أن قال موجها حديثه لمنصة القضاة إنه ليست له أي علاقة بالحزب الوطني الذي كان يرأسه مبارك.

ويبلغ عدد المتهمين في قضية «موقعة الجمل» 24 متهما بينهم قيادات سابقة في الحزب الحاكم (المنحل) والبرلمان، بينهم فتحي سرور وصفوت الشريف. وتجري التحقيقات في القضية منذ منتصف العام الماضي. واستمرت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار مصطفى عبد الله، أمس، في نظر القضية بعد أن حضر المتهمون في الساعات الأولى من الصباح إلى مقر المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة.

وقال شهود عيان إن المئات من أنصار المتهمين احتشدوا في أروقة مبنى المحكمة، وسط مشادات وصراخ وإصابة عدد منهم بإغماءات بسبب الزحام، وإنه تم، خلال الجلسة، عرض مقاطع فيديو بدا فيها أشخاص فوق جمال وخيول حاملين عصيا وصور الرئيس السابق، وهم يقتحمون مقر المتظاهرين في ميدان التحرير في فبراير (شباط) من العام الماضي، في محاولة لفض المظاهرة، ومواجهة المتظاهرين لهم. كما أظهر مقطع فيديو آخر مجموعة من راكبي الخيول والجمال وهم ينطلقون من منطقة قريبة من القاهرة، يعتقد وفقا للمحامين في جلسة أمس أن تكون منطقة «نزلة السمان». وسمع صوت مرافق لصور الفيديو يحث راكبي الخيول والجمال على التوجه إلى ميدان التحرير. وبدا في عرض الفيديو شخص يقول إن السلطات (أيام مبارك) وعدته بعطايا مالية له ولعشرات من أقرانه مقابل إخلاء ميدان التحرير من المتظاهرين.

وتم عرض مقطع فيديو آخر ظهر فيه المحامي المصري مرتضى منصور، أحد المتهمين في القضية، وهو يدعو - عبر برامج تلفزيونية في الأيام الأخيرة لحكم مبارك، لإخلاء ميدان التحرير بالقوة. ولم يظهر منصور في جلسة أمس، على الرغم من تأكيد المحكمة في وقت سابق للسلطات التنفيذية بضرورة ضبط وإحضار منصور ونجله ونجل شقيقته، لسؤالهم في القضية.

وقال مصدر قضائي إن منصور قدم عذرا لعدم الحضور أمس. وأعلن المحامى هاني عبادة، أن بين منصور (وهو قاض سابق) ورئيس المحكمة التي تنظر القضية «خصومة» لم يتم الفصل فيها بعد.