بن حلي لـ «الشرق الأوسط»: 70 من المعارضة السورية في مؤتمر بالجامعة العربية الأسبوع المقبل

الدقباسي: نقل مقر البرلمان العربي من دمشق يحتاج لقرار القادة العرب

TT

كشف نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في تصريحات لـ«لشرق الأوسط» أمس عن مشاركة أكثر من 70 شخصية من المعارضة السورية تمثل كل التنظيمات والأطياف على رأسها المجلس الوطني، قائلا: إن الجامعة العربية وجهت الدعوات منذ أيام وقامت بإعداد كل الجوانب اللوجستية التي تؤدي إلى نجاح أعمال المؤتمر على مدار يومي 17 و16 الشهر الجاري وفق قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.

ومن جانبها طالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي والجامعة العربية بوحدة الموقف والجدية في اتخاذ القرار الذي يؤدي إلى وقف إطلاق النار وفق القرار الدولي وخطة العمل التي حملها كوفي أنان إلى نظام الأسد ولم يلتزم بها. يأتي ذلك في وقت وصف فيه علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي الانتخابات البرلمانية في سوريا والتي جرت قبل نحو أسبوع بأنها «أشبه بمسرحية هزلية»، قائلا: إن نقل مقر البرلمان العربي من دمشق بصورة دائمة يستوجب قرارا من قادة الدول العربية.

وأشار بن حلي أمس إلى أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا سوف تشارك كملاحظ في اجتماع المعارضة المرتقب، إضافة إلى ممثلين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على مستوى كبار المسؤولين كما يشارك نائب المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة الدكتور ناصر القدوة. وأضاف بن حلي أنه سيشارك أيضا ممثلون عن كل من تركيا وتونس بوصفهما الدولتين المضيفتين لمؤتمر أصدقاء سوريا.

ومن المعروف أن اللجنة الوزارية المعنية بسوريا تضم وزراء خارجية كل من السعودية وقطر والعراق والكويت والجزائر ومصر والإمارات وسلطنة عمان.

وردا على سؤال يتعلق بمراحل الحل للأزمة السورية حيث تعتمد الأولى على وقف إطلاق النار والثانية على عقد مؤتمر للمعارضة، قال بن حلي: نحن لم نغفل المرحلة الأولى التي تطالب بوقف إطلاق النار وسحب المعدات العسكرية من المدن والقرى.

وأضاف بن حلي أن التنسيق مع الأمم المتحدة شمل استكمال عدد المراقبين الذي بلغ حتى هذه اللحظة 100 مراقب حتى يصل إلى 300 مراقب خلال الفترة المقبلة، وتابع بقوله: إننا ندعو مجددا الحكومة السورية لوقف العنف والاقتتال كما أبدينا القلق من استمرار العنف ووجهنا نداءات تطالب بالالتزام والتنفيذ لخطة أنان لأن بقاء الوضع على ما هو عليه يؤدي إلى مزيد من توسيع العنف والأزمة، ولا يؤدي إلى الحل الذي يمكن الشعب السوري من تحقيق طموحاته في التغيير والإصلاح والديمقراطية.

وفي السياق ذاته قال المعارض السوري عبد الله أبا زيد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن وفد المعارضة الذي يجتمع في الجامعة العربية يوم 16 الشهر الجاري يضم كلا من المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية والمنبر السوري والمنبر الديمقراطي، وبعض الأطياف والتكتلات الموجودة في الشارع السوري، وتيار العمل الوطني الديمقراطي وعدد من التنظيمات المختلفة.

وقال أبا زيد: نأمل من الجامعة العربية أن تدعم الشعب السوري وأن يكون لها مصداقية وأن تطالب المجتمع الدولي بذلك لتوحيد الرؤية الدولية والخروج بموقف يجنب الشعب السوري المزيد من الدماء والدمار. وحمل أبا زيد النظام السوري مسؤولية ما يحدث من جرائم وتفجيرات داخل المدن والقرى السورية. وقال أبا زيد: نحن لا نريد سقوط سوريا إلى الهاوية ونذكر بأن الشعب السوري يخوض الحرب بالوكالة بعد انكشاف مساندة كل من روسيا وإيران وحزب الله للنظام السوري.

وحول أجندة اجتماع المعارضة السورية في الجامعة أوضح أبا زيد أنه لا توجد معارضة في العالم متحدة، ورغم ذلك فإن المعارضة السورية متعاونة ومتفقة في الرؤية والهدف والتصور لما بعد نظام الأسد الذي «نرى أنه سوف يسقط قريبا»، موضحا أن تصعيد العنف والعمليات التخريبية التي يسندها إلى تنظيم القاعدة خير دليل على فقدان النظام للسيطرة على الأوضاع. وحول رؤية المعارضة لمهمة المبعوث المشترك كوفي أنان، قال أبا زيد إن فرصها ضعيفة لأنها ولدت ميتة لأن النظام لم يلتزم بالبند الأول الخاص بوقف إطلاق النار وسحب الآليات العسكرية الثقيلة وبالتالي فإن النظام مسؤول بالدرجة الأولى عن فشل مهمة أنان.

ومن جانبه وصف علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي الانتخابات البرلمانية في سوريا والتي جرت قبل نحو أسبوع بأنها «أشبه بمسرحية هزلية»، قائلا: إن نقل مقر البرلمان العربي من دمشق بصورة دائمة يستوجب قرارا من قادة الدول العربية بموجب النظام العام للمنظمة، مؤكدا أن البرلمان العربي لن يكتفي بتجميد أنشطة البرلمان من سوريا فقط، معربا عن اعتقاده بأن الوضع السوري بات يخص الإنسانية كلها وليس شأنا داخليا أو عربيا.

وقال الدقباسي في تصريحات للصحافيين أمس قبيل مغادرته القاهرة: إن قرار نقل مقر البرلمان من سوريا بصورة دائمة يستوجب قرارا من قادة الدول العربية بموجب النظام العام للمنظمة، واصفا ما جرى من انتخابات برلمانية في سوريا خلال اليومين الماضيين بأنه أشبه بـ«مسرحية كبيرة».

ويواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد انتفاضة شعبية ضد حكمه منذ أكثر من عام، ووصفت منظمات دولية الوضع في البلاد بأنه «حرب أهلية»، لا تزال جهود الأمم المتحدة منصبة على إيجاد مخرج سياسي للأزمة بعد فشلها في تمرير قرارات تلزم الأسد الابن بالتنحي عقب فيتو صيني - روسي.

وأكد الدقباسي أن التحدي الأكبر أمام البرلمان هو ما يحدث في سوريا حاليا من قتل وتنكيل للشعب السوري الشقيق، متسائلا «إلى متى يستمر هذا الوضع وأن يقتل أشقاؤنا بدم بارد ويقف العالم متفرجا على ما يحدث في سوريا».

وقال الدقباسي إنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتوصل البرلمان إلى ما يلبي طموحات الشعب السوري بوقف نزيف الدم، مشيرا إلى أن ما يحدث في سوريا لم يعد شأنا داخليا أو عربيا أو إسلاميا بل بات شأنا إنسانيا وجميع دول العالم مسؤولة على ما يجري في سوريا الآن.

واعتبر رئيس البرلمان العربي أن القيم والقانون الدولي وغيرها من الشعارات الكبرى التي يرفعها المجتمع الدولي باتت أمام امتحان كبير، مؤكدا أنه تم تجميد أنشطة عمل البرلمان من مقره في دمشق احتجاجا على عمليات القتل للشعب السوري الشقيق ونقلها إلى القاهرة.