«جبهة النصرة» تتبرأ من نسب تفجيري دمشق الأخيرين إليها

«الإخوان المسلمون» و«الجيش الحر» يؤكدان وقوف النظام السوري وراء العملية

TT

نفت «جبهة النصرة لأهل الشام» الإسلامية أن تكون قد تبنت الهجوم المزدوج الذي استهدف دمشق الخميس الماضي، وأسفر عن 55 قتيلا، وقالت في بيان لها يحمل تاريخ 13 مايو (أيار) الحالي «لقد نسبت وكالات ومواقع وقنوات هذا العمل إلى جبهة النصرة، مستندة في ذلك إلى مقطع فيديو نشر على يوتيوب». وأكدت أن «هذا المقطع والبيان الذي تضمنه، مفبرك مكذوب على لسان الجبهة».

وأضافت الجبهة التي لم تكن معروفة حتى اندلاع الأحداث في سوريا قبل 14 شهرا، «لم يصلنا من القسم العسكري في الجبهة أي تأكيد أو نفي أو معلومة عن العملية المذكورة، وفي حال وصول أي معلومة، فسيتم نشرها عبر المنتديات الجهادية الرسمية».

في هذا الوقت اعتبر نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي، أن نفي هذه الجماعة لتفجيري دمشق «يعزز فرضية وقوف النظام السوري وراء كل التفجيرات التي تحصل في سوريا، خصوصا أن هذه التفجيرات تتشابه إلى حد كبير». وأكد الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «تفجيري دمشق الأخيرين لا قدرة لمجموعات إسلامية أو أشخاص عاديين أن ينفذوها، فهي تحتاج إلى قدرة دولة وأجهزة محترفة وعمليات مراقبة وقدرات مالية ولوجستية هائلة». مذكرا بأن «هذين التفجيرين مشابهان تماما للتفجير الذي أودى بحياة الرئيس (حكومة لبنان الأسبق) رفيق الحريري».

وشدد الكردي على أنه «لا وجود لتنظيمات متشددة مثل (القاعدة) أو غيره، لكن هناك مجموعات استنسخها النظام الأمني الأخطبوطي في سوريا، واستخدمها في العراق ولبنان ويستخدمها في سوريا ضد المدنيين الأبرياء، وهو ماضٍ في ذلك طالما أنه يعتقد أن ثمة فرصا مواتية له لإخماد الثورة، لا سيما أن المجتمع الدولي يعطيه المهل لذلك». وأوضح أن «المخاوف من أن توصل الثورة إسلاميين متشددين إلى الحكم في سوريا ليست في مكانها، فمنطقتنا العربية وخصوصا سوريا ولبنان، فيها تعايش تاريخي بين كل الأديان والقوميات، وهذا التعايش لا يسمح بوجود إسلام متشدد في الحكم كما يروّج البعض».

أما عضو قيادة جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا ملهم الدروبي، فأشار إلى أن «جبهة النصرة معروفة بارتباطاتها بتنظيم القاعدة، ولو كانت تقف وراء تفجيرات دمشق لاعترفت بذلك كما هو دأب (القاعدة) والجماعات المرتبطة بها». وقال في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «نحن نعلم علم اليقين أن وراء تفجيرات دمشق نظام بشار الأسد، الذي أراد أن يقول للعالم إن تنظيم القاعدة دخل إلى سوريا وبدأ بعملياته، والهدف من ذلك تخويف العالم من الثورة السورية». معتبرا أن «تبرؤ جبهة النصرة من تفجيري دمشق الأخيرين هو دليل آخر على أن من يقف وراء هذه التفجيرات عصابات الأسد».

وأكد الدروبي أن «هذا النظام لا يتورع عن أي عمل دنيء، حتى إنه لا يتردد في قتل أبناء الطائفة العلوية من أجل أن يضمن بقاءه في الحكم»، لافتا إلى أن «المعلومات تشير إلى أن ضحايا التفجيرين في دمشق هم من المعتقلين الأبرياء وبعض الضباط والجنود الذين يريدون أن يتخلصوا منهم».

يذكر أن «جبهة النصرة لأهل الشام» هي منظمة غير معروفة على وجه الدقة، وإن كانت المعلومات المتاحة حولها تقول إنها تنتمي إلى السلفية الجهادية، وتم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال أحداث سوريا، وقد تبنت عدة هجمات في حلب ودمشق. ودعت في بيانها الأول، الذي أصدرته في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري، وأعلنت عن تشكيل «كتائب أحرار الشام».