علي سالم البيض آخر رئيس لدولة الجنوب يتعهد بمكافحة «القاعدة» في اليمن

زعيم انفصالي يمني: نرحب بأي أحد يريد التعاون معنا.. ونفضل أشقاءنا في الدول المجاورة لإنقاذنا من هذا التنظيم

جنود يمنيون يصدون متظاهرون خارج إقامة الرئيس عبد ربه منصور في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

أوضح زعيم انفصالي يمني أن على حكومات الدول الأخرى أن تدعم الانفصاليين الذين يريدون إعادة إنشاء دولة جنوب اليمن لأنها ستسحق الإسلاميين المتشددين الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من المنطقة.

وقال علي سالم البيض، آخر رئيس لدولة الجنوب الاشتراكية التي تداعت وحدتها مع الشمال التي تشكلت في عام 1990 لتنزلق إلى حرب أهلية بعد ذلك بأربع سنوات، إن الدولة اليمنية الموحدة التي تقاتل الآن إسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة في حالة من الضعف لا تسمح بإنقاذها.

وأضاف البيض بشأن الدولة التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي خلف علي عبد الله صالح في فبراير (شباط) الماضي بعد اضطرابات استمرت نحو عام «إنها توليفة من العصب القبلية والعسكرية والأمنية التي تتناحر بشأن من يسيطر على السلطة». وقال «إنهم غير قادرين على بناء دولة ديمقراطية مدنية. العقلية الشمالية لا تستطيع أن تعيش داخل دولة، بينما العقلية الجنوبية لا تستطيع أن تعيش بلا دولة»، حسبما ذكرت «رويترز». وتتصاعد المشاعر الانفصالية في الجنوب، حيث التف الحراك الجنوبي، وهو حركة انفصالية فضفاضة في عامي 2006 و2007، حول ضباط جنوبيين تم تسريحهم من الجيش. ويقود الحراك حملة احتجاجية واجهتها قوات الأمن بالقوة، ويقول نشطاء من الحراك الجنوبي إن قوات الأمن لجأت أيضا إلى الاعتقالات والتعذيب. ويمثل البيض خطا متشددا في الحراك يريد الاعتراف بالجنوب كدولة ذات سيادة كما كان قبل عام 1990 خلال محادثات بشأن مصير اليمن. ويقترح آخرون حكما اتحاديا يستمر لما بين ثلاثة وخمسة أعوام قبل إجراء استفتاء على الانفصال.

وتشارك ألمانيا في جهود لإقناع الجنوبيين بالمشاركة في حوار وطني نصت عليه المبادرة التي توسطت فيها دول الخليج والتي بموجبها تخلى صالح عن السلطة. وستتناول هذه المحادثات شكاوى الجنوب في إطار يمن موحد. وشهدت الانتفاضة العام الماضي انقسام الجيش إلى فصائل مؤيدة وأخرى مناوئة لصالح تقاتلت وقاتلت ميليشيات قبلية، مما زاد مخاوف الولايات المتحدة والسعودية من اندلاع حرب أهلية وانهيار الدولة، وهو ما من شأنه أن يزيد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب جرأة.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم أحبطوا في الفترة الماضية مؤامرة للتنظيم لتفجير طائرة ركاب كانت الأحدث ضمن سلسلة هجمات فاشلة خطط لها التنظيم ضد أهداف أميركية وسعودية انطلاقا من اليمن منذ عام 2009. وترفع جماعة أخرى هي أنصار الشريعة علم تنظيم القاعدة فوق أجزاء من جنوب اليمن استولت عليها من القوات الحكومية أثناء الانتفاضة العام الماضي، وفي مارس (آذار) الماضي هزمت القوات اليمنية التي حاولت استردادها. وأثار تقدمها اتهامات بأن صالح الذي لعب دورا بارزا لفترة طويلة في استراتيجية مكافحة الإرهاب الأميركية سلم أراضي للمتشددين ليخلق عدوا جديدا تكون هناك حاجة إلى صالح لقتاله.

وأشار البيض إلى استخدام الإسلاميين ضد الجنوب في الحرب الأهلية كدليل على علاقة مستمرة منذ فترة طويلة. وقال «هذه القوة لا تهددنا وحسب، بل تهدد الدول المجاورة والملاحة في بحر العرب، وأي تطلعات إلى التحضر». وأضاف «نريد من القوى الدولية والإقليمية التنبه إلى هذه الحقيقة ودعمنا في مواجهة (القاعدة) لإخراج بلادنا من هذه الكارثة». وقال «نستطيع القضاء على (القاعدة) بقليل من الدعم الدولي».

وقال البيض، الذي عاش بالمنفى في ألمانيا وعمان منذ سحقت قوات صالح القوات الجنوبية في الحرب الأهلية، إن قوات الحراك تلعب دورا بين الميليشيات الإقليمية التي تقاتل جماعة أنصار الشريعة حاليا في محافظة أبين بالجنوب. وشنت حكومة هادي حملة على جماعة أنصار الشريعة في أبين، بمشاركة بعض المدربين العسكريين من الولايات المتحدة التي كثفت حملة هجمات بطائرات من دون طيار منذ تولي هادي الحكم. واعترف البيض بوجود انقسامات في الحراك الجنوبي، لكنه قال إن هناك توافقا بشأن هدف إعادة إنشاء الدولة التي كانت لديها مؤسسات قوية نسبيا ومعايير أفضل للتعليم والتنمية من أغلب الدول العربية. وقال «90 في المائة من الجنوبيين أيا كانت انتماءاتهم السياسية يتفقون على استعادة دولتهم وليس الانفصال لأننا عرضناه طوعا لخدمة مشروع أعظم واحتللنا منذ ذلك الحين». وأضاف أنه مستعد لتلقي دعم من المنطقة لتعزيز هذه القضية بما في ذلك من إيران التي تتهمها الولايات المتحدة بالتدخل في جنوب اليمن لتوسيع نفوذها. وتابع «نرحب بأي أحد يريد التعاون معنا، ونفضل أشقاءنا في الدول المجاورة الذين يعرفوننا والذين هم الأقرب لنا ليأخذوا زمام المبادرة لإنقاذنا من (القاعدة)».