مقتل سوري وجرح فتاة أثناء تسللهما إلى لبنان

مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»: إصابة النازحين تمت داخل الأراضي اللبنانية

TT

قتل النازح السوري سليمان العيداوي، وجرحت نازحة تبلغ من العمر 16 عاما، حين أطلقت عناصر أمنية سورية تابعة للنظام النار عليهما أثناء محاولتهما التسلل من الأراضي السورية إلى منطقة وادي خالد الحدودية في شمال لبنان.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الحادثة «وقعت في التاسعة مساء أول من أمس، مقابل بلدة المقيبلة الواقعة على بعد كيلومتر من الحدود السورية»، مؤكدة أن إصابة العيداوي والفتاة التي كانت ترافقه «تمت داخل الأراضي اللبنانية على مسافة مائة وخمسين مترا من النهر الكبير».

وفي تفاصيل الحادث، أشارت المصادر عينها إلى أن مجموعة من السوريين نجحت باجتياز المعبر غير الشرعي من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، «غير أن حاجزا متنقلا تابعا للجيش النظامي السوري، كشف أمرهم، فأطلق النار باتجاههم، مما أدى إلى إصابة العيداوي بطلق ناري أسفر عن مقتله، وإصابة الفتاة بقدمها، مما استدعى نقلها إلى مستشفى السلام في منطقة القبيات». أما باقي النازحين، فقد نجحوا بالوصول إلى الأراضي اللبنانية، ولم يُعرف عددهم بالتحديد.

ولفتت المصادر إلى أن العيداوي، نجح أكثر من مرة في إيصال نازحين سوريين من قرى تابعة لمحافظة حمص إلى الأراضي اللبنانية عبر معبر الريداني، وهو معبر مائي غير شرعي، ويتوجب على المارين عبره قطع النهر الكبير، وقد بات هذا المعبر مكشوفا للقوات الأمنية السورية التي أطلقت النار أكثر من مرة على العابرين منه إلى وادي خالد.

ويقيم العيداوي، بحسب المصادر، منذ فترة «لدى عمته في قرية الهيشة اللبنانية، علما أنه يتحدر من قرية العرموطة الواقعة ضمن قرى ريف حمص»، مشيرة إلى أنه دُفن أمس في قرية الهيشة، وسُلّمت دراجته النارية التي كان يستخدمها للمرور إلى الداخل السوري، إلى قوى الأمن الداخلي اللبناني.

ونُقلت النازحة السورية المصابة في الحادث (مواليد عام 1995)، إلى مستشفى السلام في القبيات حيث تلقت العلاج اللازم، وسجلت إفادتها لقوى الأمن اللبنانية. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن النازحة المصابة «كانت ثيابها مبللة بالماء جراء عبورها النهر، لكن إصابتها بسيطة».

وتخضع المعابر غير الشرعية بين قرى ريف حمص ومناطق شمال لبنان لمراقبة دقيقة من قوات الأمن السورية التي تطلق النار على السوريين الذين يحاولون التسلل عبرها إلى الأراضي اللبنانية، كما تعمل القوات النظامية على ضبط الحدود بشكل كثيف، منعا للتسلل إلى داخل الأراضي السورية، في محاولة لتقييد تهريب السلاح إلى الداخل السوري.

وتعرضت القرى اللبنانية الشمالية عدة مرات إلى إطلاق نار من الجانب السوري، مما أدى إلى إصابة لبنانيين ونازحين سوريين، وأجبرت تلك الأحداث كثيرين على النزوح داخل الأراضي اللبنانية هربا من إطلاق النار المتكرر.