دمشق تسقط مجددا في دوامة شائعات اغتيال أركان النظام

مسؤولون نفوا.. والجيش الحر: المعلومات ليست دقيقة.. وناشطون: النظام يسعى للبلبلة

متظاهر ضد النظام السوري يعدو بجوار النيران المشتعلة في أحد الشوراع بوسط دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما نفى مصدر رسمي المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام حول «اغتيال عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين» السوريين، وقال إن هذا الخبر «عار عن الصحة تماما»، وإن الذين ذكرت أسماؤهم «على رأس عملهم»؛ وصفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر تلك المعلومات بـ«المعلومات المسربة غير الدقيقة»، مشددة في اتصال مع «الشرق الأوسط» على أن «قيادة الجيش الحر لم تعلن شيئا من هذا القبيل ولا تملك معطيات مؤكدة في هذا الخصوص».

وكان السوريون قد انشغلوا الليلة قبل الماضية بشائعات سرت بسرعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي قبل أن تأخذ طريقها إلى القنوات الإخبارية العربية، عن استنفار وانتشار أمني غير عادي وسط العاصمة وإغلاق الطرق في محيط مشفى الشامي، تلته شائعة عن مقتل عدد من كبار المسؤولين السوريين في عملية نفذتها ما تسمى بـ«كتيبة الصحابة»، واستهدفت «خلية إدارة الأزمة» في سوريا، والتي تضم عددا من كبار قادة الدولة في الحكومة والأجهزة الأمنية والجيش.

وتبع ذلك قيام بعض القنوات الإخبارية العربية ببث مقطع فيديو يظهر فيه شخص عسكري يقرأ من شاشة كومبيوتر محمول بيانا باسم «كتيبة الصحابة»، مقدما نفسه باسم «الملازم أول محمد أحمد تقية، أحد القادة الميدانيين لـ(كتائب الصحابة) في دمشق وريفها». وقال إن سرية «المهام الخاصة» التابعة لـ«كتائب الصحابة» قامت بعملية «أمنية متقنة، وقامت على مدى شهرين بمراقبة أشخاص ما يسمى (خلية إدارة الأزمة في سوريا)، وقام أحد أبطالنا في المكان بعملية أمنية متقنة، وقام بقتلهم بطريقة معينة أتحفظ على ذكرها الآن».

وأكد المتحدث أنه «تم قتل كل من آصف شوكت صهر عائلة الأسد مدير المخابرات العامة، ومحمد الشعار وزير الداخلية، وداود راجحة وزير الدفاع، وحسن تركماني رئيس الخلية ونائب فاروق الشرع، واللواء هشام بختيار رئيس فرع الأمن القومي، ومحمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد».

وقال الناطق الإعلامي: «أتحدى النظام السوري أن يظهر أحدا من أفراد خلية الأزمة على وسائل الإعلام».. وأكد خالد الحبوس، رئيس المجلس العسكري في دمشق وريفها، الخبر عبر تسجيل مصور بث عبر وسائل الإعلام.

وقد نفى التلفزيون الرسمي السوري النبأ بالكامل، ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن العماد حسن توركماني، معاون نائب رئيس الجمهورية، أن «ما تناقلته قناتا (الجزيرة) و(العربية) عار عن الصحة تماما، وهو منتهى الإفلاس والتضليل الإعلامي». وأضاف العماد توركماني في بيان وزعته «سانا»: «أنا وزملائي بخير ونقوم بواجبنا بخدمة الوطن بكل اطمئنان وليس لدينا ما نشكو منه، وكل هذه الدعايات مغرضة وتذهب من دون صدى وشعبنا يعرف أن هذا كذب مكشوف».

بدوره، قال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار: «أنا أتحدث من مكتبي بوزارة الداخلية، وجميع زملائي على رأس عملهم. ومن المؤسف أننا اعتدنا على مثل هذه الأخبار المضحكة من المحطات المفلسة التي تقود حملات الكذب والافتراء منذ بداية الأزمة في سوريا».

من جهته، اعتبر ضابط قيادي في الجيش الحر، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن التصريح الذي أدلى به رئيس المجلس العسكري للمعارضين في دمشق وريفها هو «تصريح خاطئ»، ملمحا إلى حصول عملية نوعية في دمشق، رافضا الحديث عنها أو عن تفاصيلها قبل امتلاك كل المعلومات اللازمة.

بينما حذر ناشطون من مغبة تصديق تلك الشائعات، وسخر ناشط من حمص من تلك الأنباء بقوله «إن مقتل كل هؤلاء لا يمكن أن يتم إلا بعملية عسكرية للناتو!»، بينما اعتبر ناشط آخر من دمشق أن تلك الشائعات «تبثها الأجهزة الأمنية للنظام لغرضين: إما عملية اختراق إلكتروني لتتبع الناشطين - عبر رابط الخبر - وإما ضمن عملية التمييع الإعلامي وخلط الأوراق عبر توريط القنوات الإخبارية العربية ببث أنباء كاذبة تطعن بمهنيتها ومصداقيتها، وبشكل يخلط الأوراق ويجعل الأمر ملتبسا على المشاهد السوري».

يشار إلى أن شائعة أخرى سرت يوم الخميس الماضي عن مقتل ماهر الأسد، شقيق الرئيس، على يد أحد مرافقيه بثلاثين رصاصة، أدخل بعدها إلى مشفى حيث مكث هناك خمسة عشر يوما قبل أن يفارق الحياة. وسرعان ما كذب ناشطون هذه الشائعة، ووجهوا تحذيرات من فتح أي رابط على شبكة الإنترنت يحمل عنوان مقتل ماهر الأسد، وجاء بالتحذير أن هذا العنوان يحمل رابطا لسرقة حسابات الناشطين على موقعي «فيس بوك» و«يوتيوب».