محمد مرسي.. مغامر رغم أنفه

دفعت به جماعة الإخوان بديلا للشاطر ويراهن على «مشروع النهضة»

محمد مرسي
TT

رغم أن الانتخابات الرئاسية في مصر تتسم بطابع المغامرة المفتوحة على شتى الاحتمالات والتكتلات السياسية، فإن خوض مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي لها، وكبديل لمرشحهم الأساسي جعلها مغامرة محفوفة بالمخاطر. فرغم أن مرسي يترأس الذراع السياسية للجماعة المتمثلة في حزب الحرية والعدالة، فإن خسارة الإخوان المسلمين كثيرا من شعبيتهم في الشارع بعد أدائهم الباهت في البرلمان، ونكوصهم عن وعدهم بعدم المنافسة على الرئاسة، سينعكس بدوره - بحسب مراقبين - على فرص الدكتور مرسي في الفوز بالمنصب الرفيع.

اليوم؛ وفي ماراثون الانتخابات الرئاسية يحاول الإخوان الدفاع عن شعبيتهم ومواصلة رحلة الصعود السياسي باقتناص كرسي الرئاسة، مراهنين على مرشحهم الذي يقف على كف «الميزان» ينتظر وزنه الحقيقي في الميدان.

فقد وجد محمد مرسي، المرشح رقم 13 في قائمة المرشحين ورمزه «الميزان»، نفسه فجأة على خط المواجهة في أعقاب استبعاد مرشح الجماعة الأول خيرت الشاطر من السباق الرئاسي، والمواجهة هنا تأخذ مستويات متعددة.. فهو يواجه غضب الشارع لإثبات الشعبية، و12 مرشحا أغلبهم من الوزن الثقيل يشاركونه السباق نحو كرسي حكم مصر، ويواجه الأحزاب والقوى السياسية لإثبات مشروع «النهضة» الذي تتبناه الجماعة، وكذلك شباب الجماعة أنفسهم الذين ينقسمون حول مرشحهم للرئاسة.

مرسي، المولود في محافظة الشرقية عام 1951، نشأ في قريته وسط عائلة مصرية بسيطة لأب فلاح وأم ربة منزل، وتلقى تعليما عاليا أميركيا، حيث حصل على الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا، بعد أن درس الهندسة وحصل على الماجستير من جامعة القاهرة. وخدم بالجيش المصري (1975 - 1976) كجندي بسلاح الحرب الكيماوية بالفرقة الثانية مشاة.

انتمى محمد مرسي للإخوان المسلمين فكريا عام 1977، وتنظيميا أواخر عام 1979، وعمل عضوا بالقسم السياسي بجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأته عام 1992، ثم عضوا في مكتب الإرشاد، وتزعم الكتلة البرلمانية للجماعة من عام 2000 حتى 2005، وفي ظل حظر مفروض على الجماعة سياسيا.

شارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير عام 2004، كما شارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية عام 2010، وشارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبا وتيارا سياسيا.

وتحت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، تعرض مرسي للمضايقات من السلطات، وحوكم عدة مرات، حاله حال قيادات الجماعة التي فرض عليها مبارك حظرا صارما ولاحق أعضاءها لنحو 30 عاما. وفي انتخابات 2005 خسر مرسي عقب دخوله جولة الإعادة مع مرشح الوطني المنحل.

اعتقل مرسي عدة مرات، ففي عام 2006، قبض عليه من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية وهم المستشارَين محمود مكي وهشام البسطويسي (منافسه الحالي على الرئاسة) بسبب موقفيهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005، واعتقل معه 500 من الإخوان المسلمين، وأفرج عنه بعد 7 أشهر ووضع قيد الإقامة الجبرية في منزله.

ثم كان اعتقاله في سجن وادي النطرون صباح يوم «جمعة الغضب» 28 يناير (كانون الثاني) 2011 في أثناء ثورة 25 يناير مع 34 من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات لمنعهم من المشاركة في المظاهرات، وقام الأهالي بتحريرهم يوم 30 يناير بعد انسحاب الشرطة وفتح أبواب السجون خلال الثورة.

إلى أن كان 30 أبريل (نيسان) من العام الماضي عندما استقر مجلس شورى الإخوان المسلمين على تسميته رئيسا لحزب الحرية والعدالة، وبموجب هذا القرار استقال من عضوية مكتب إرشاد الجماعة، وظل عضوا في مجلس شورى الجماعة العام الذي يضم 110 من قيادات الإخوان.

وبعد عام كامل، قاد خلاله حزب الحرية والعدالة في الانتخابات البرلمانية، حل مرسي على ماراثون الرئاسة مرشحا «بديلا» للمهندس خيرت الشاطر الذي تم استبعاده من المنافسة، حيث عللت الجماعة بأن اختياره جاء كإجراء احترازي خوفًا من احتمالية وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر، وهو ما وقع بالفعل، لتعلن الجماعة والحزب أنهما ماضيان في المنافسة على منصب رئاسة الجمهورية، من خلال مرشحهما الدكتور محمد مرسي.

وتؤكد جماعة الإخوان المسلمين أن «لديها مشروعات لنهضة الوطن في مختلف المجالات»، وأن مرشحها يحمل هذا المشروع الذي يؤيده الشعب المصري، وتسعى إلى تحقيقه لتعبر مصر إلى بر الأمان.

لكن كونه «بديلا» لم يكن ليمر مرور الكرام، حيث واجه انتقادات لاذعة، وفجر مجالا من السخرية والدعابة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه نشطاء بـ«الاحتياطي» و«الاستبن»، إلى جانب سيل من النقد على غرار «انتخبوا صاحب صاحب مشروع النهضة»، «الشاطر أردوغان مصر.. ومرسى عبد الله جول مصر.. كله شغال». كما اعتبر البعض أن ترشح مرسي دليل على إصرار الإخوان على الانفراد بجميع السلطات داخل الوطن لمرشح من داخل التنظيم بغض النظر عن إمكانياته وقدرته على إدارة الدولة.

لكن مرشح الإخوان يرفض وصفه بـ«الاحتياطي»، معتبرا أن هذا دليل على حيوية جماعة الإخوان وأنها صاحبة مشروع ولا تقف عند أشخاص بعينهم. ويتفاخر مرسي بانتمائه إلى جماعة الإخوان، ويسعى إلى تقديم نفسه كرجل دولة وليس شيخا، ويتحفظ على وصفه بمرشح حزب الحرية والعدالة.

* بطاقة تعريف: الاسم: محمد محمد مرسي عيسى العياط الشهرة: محمد مرسي تاريخ الميلاد/ السن: 8 أغسطس (أب) 1951 – 61 عاما محل الميلاد: الشرقية الحالة الاجتماعية: متزوج وله 5 أبناء و3 أحفاد المؤهل العلمي: بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975، ودكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982.

الوظيفة: رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.

الرمز الانتخابي ورقمه: الميزان - رقم 13 شعار الحملة: «النهضة إرادة شعب» الصفة الانتخابية: عن حزب الحرية والعدالة ترتيبه في آخر استطلاعات شبه رسمية: (الرابع) في استطلاع مجلس الوزراء بـ6 في المائة، و((الرابع) في استطلاع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بـ9.4 في المائة.

* الملامح الرئيسية - تطبيق الشريعة الإسلامية.

- بناء نظام سياسي قوي وإعادة هيكلة الدولة المصرية العميقة وتحويلها من دولة مهيمنة إلى دولة مؤسسات، لها صلاحيات محددة تحترمها ولا تتجاوزها.

- التحول السريع والشامل من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد قيمة مضافة في إطار مجتمع المعرفة والإنتاج ومن خلال مائة مشروع قومي (يفوق كل منها المليار دولار).

- تقوية وتمكين المجتمع المدني ومؤسساته المختلفة لتأمين الديمقراطية والحفاظ على الحيوية الشعبية.

- تحقيق الأمن وضبط مؤسساته وهيكلة جهاز الشرطة بما يحولها إلى مؤسسة تقوم على حفظ الأمن الداخلي.