انفجار جديد يهز دمشق وقصف في حلب وحمص وإدلب وريف حماه

تواصل القصف على الرستن ومحاولة اقتحامها

صورة مأخوذة من موقع «شام» التابع للمعارضة السورية يظهر سيارة لمراقبي الامم المتحدة تدخل حي الخالدية في حمص بوجود عناصر من الجيش السوري الحر (أ.ف.ب)
TT

بعد أقل من يومين على الانفجار الذي ضرب حي القابون في العاصمة السورية دمشق موديا بحياة أكثر من 5 أشخاص، أفاد المرصد السوري عن مقتل 3 أشخاص بالأمس في انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة على طريق مطار دمشق الدولي، من دون تحديد ما إذا كانت الحافلة مدنية أو عسكرية. في هذا الوقت تحدث ناشطون عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا جراء القصف الذي استهدف يوم أمس مناطق في حلب وحمص وإدلب وريف حماه.

وفي حمص، أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية النظامية واصلت قصف مدينة الرستن محاولة التسلل إلى داخلها، إذ يتحصن فيها عدد كبير من المنشقين وبينهم ضباط برتب رفيعة. ولفت المرصد إلى أن وتيرة القصف تصل إلى قذيفة واحدة كل دقيقة.

من جهة ثانية، قال المرصد إن مواطنا قتل في بلدة القصير برصاص قناص، مشيرا إلى أن أحياء مدينة حمص تتعرض لقصف القوات النظامية بالتزامن مع سماع أصوات طلقات رشاشات ثقيلة. وبث ناشطون سوريون صورا تظهر قصف الجيش النظامي حي القصور في مدينة حمص. وظهرت ألسنة اللهب تتصاعد من أحد المنازل بعدما قصفه الجيش النظامي، حسب ما قال ناشطون. ويتزامن القصف مع وجود المراقبين الدوليين في المدينة.

وفي دمشق، أفاد المرصد السوري عن مقتل 3 أشخاص في انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة على طريق مطار دمشق الدولي، لكنه لم يحدد ما إذا كانت الحافلة مدنية أو عسكرية، مشيرا إلى أنه سمعت أصوات انفجارات ليلا في حرستا والقطيفة والمعضمية التي سقط فيها جرحى بنيران القوات النظامية.

بدورها أفادت الهيئة العامة للثورة عن تصاعد أعمدة الدخان في منطقة بساتين برزة والقابون في دمشق بالقرب من فرع الاستخبارات الجوية، في ظل سماع لصوت القذائف. وكان ناشطون أفادوا باقتحام حي برزة بالمدرعات وسط إطلاق نار وحملة اعتقالات ومداهمات واسعة، وأضافوا أن انتشارا أمنيا كثيفا سجل في جوبر ودمر والقدم بدمشق.

أما في حلب، فأفيد عن استمرار القصف على مدينتي أتارب وأعزاز. وقال محمد الحلبي الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري اتخذ من عملية اختطاف عدد من اللبنانيين في المنطقة حجة لاقتحام أعزاز وسط إطلاق نار كثيف سقط خلاله عدد من الجرحى»، وأوضح الحلبي أنه «تم على الأثر استقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة وما يفوق الـ10 دبابات كون النظام يولي أهمية كبيرة لأعزاز الواقعة على الحدود مع تركيا»، لافتا إلى أن «منطقة أتارب أيضا لا تزال تتعرض لقصف مستمر منذ 5 أيام سقط ضحيته ما لا يقل عن 6 شهداء وسط نزوح كثيف من الريف الحلبي».

وبالتزامن، نفذ محامون ومواطنون في مدينة حلب اعتصاما يوم أمس الأربعاء في قصر عدل المدينة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات الأمن السورية عملت على تفريق الاعتصام»، مشيرا إلى اعتقال عدد من المشاركين فيه. وقال ناشطون إن عدد المعتصمين تجاوز الألف، وإن المشاركين فيه يرفعون لافتات تضامنا مع جامعة حلب التي قتل فيها 4 طلاب برصاص الأمن إثر مظاهرة تنادي بإسقاط النظام في الثالث من الشهر الجاري.

إلى ذلك، أفاد ناشطون آخرون عن خروج مظاهرة في حي الفردوس في حلب تطالب بإسقاط النظام، فرقتها قوات الأمن بإطلاق الرصاص.

وفي درعا، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات الأمن والجيش اقتحمت مدينة الشيخ مسكين بالدبابات والمدرعات، وشنت حملة مداهمات واعتقالات واسعة بحق المدنيين مع تحطيم للمنازل وسرقة محتوياتها والاعتداء على الأهالي بالضرب.

وبجديد المظاهرات التي تعم المحافظات السورية كافة مطالبة بإسقاط النظام، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن خروج مظاهرة صباحية وصفت بالحاشدة، في حي العوينة باللاذقية قامت قوات الأمن بتفريقها. واستنادا لمقاطع فيديو بثها معارضون على شبكة الإنترنت، خرجت مظاهرات ليلية في العاصمة دمشق وريفها تطالب بإسقاط النظام السوري.

وقد بث ناشطون صورا لمظاهرات في حيي كفرسوسة وجوبر، طالب خلالها المتظاهرون برحيل النظام، وذكر ناشطون أن المظاهرات خرجت أيضا في مناطق العسالي وقبر عاتكة والقدم وغيرها. أما في محافظة ريف دمشق فقد خرجت مظاهرات ليلية في دوما وداريا ويبرود وزملكا والضمير. كما خرجت بمدينة حمص مظاهرات ليلية رغم الحصار الذي يفرضه جيش النظام على المدينة، وبالتحديد في حيي الوعر وجورة الشياح، وردد المتظاهرون شعارات تندد بالنظام والحصار الأمني.

وفي درعا، خرج أكثر من 15 ألف شخص في تشييع شخصين قتلا برصاص الأمن ليلا في داعل، وتحول التشييع إلى مظاهرة طالبت برحيل النظام. أما ما يخص حركة المراقبين الدوليين، فأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن أن وفدا من المراقبين الدوليين التقى يوم أمس أنس ناعم محافظ حماه وبحث آليات التنسيق اللازمة مع زيادة عدد المراقبين بالمحافظة إلى 28 مراقبا. وزار الوفد حيي الأربعين وجنوب الملعب والمشفى الوطني بمدينة حماه وبلدة صوران في ريفها.

كما زارت وفود من المراقبين، بحسب «سانا»، حيي كرم اللوز وعكرمة الجديدة وفرع منظمة الهلال الأحمر وضاحية الوليد ومناطق دوار الرئيس والنزهة وثمانية آذار ومساكن الشرطة في مدينة حمص ويلتقي الأهالي فيها. وزار وفد آخر مدينة المعضمية بريف دمشق ومشفى تشرين العسكري بدمشق. كما زارت وفود أخرى درعا البلد ومدينتي داعل وخربة غزالة بريف المحافظة وحي الجورة وشارع السجن ومدينة موحسن في دير الزور وناحية تادف التابعة لمنطقة الباب بريف حلب.