«الإخوان» يستبدلون «لاب توب» البرلمان بـ«موبايل» للرئاسة

أنصار بعض المرشحين يخدعون الناخبين بالرموز الانتخابية

مصريات في طابور التصويت لأول انتخابات رئاسية بعد الثورة (أ.ف.ب)
TT

شهدت مدينة الإسكندرية أمس صراعا وتنافسا بين حملات المرشحين، وابتكار حيل جديدة من شأنها التأثير على أصوات الناخبين وتوجيههم لانتخاب مرشحيهم، ولو كانت بطرق خادعة، بحجة أن الضرورات تبيح المحظورات.

ففي منطقة الورديان، غرب الإسكندرية، تعرضت سيدة مسنة للخداع من جانب أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين أمام لجنتها الانتخابية، فبعد أن سألته عن رمز المرشح عبد المنعم أبو الفتوح لأنها لا تعرف القراءة والكتابة، أخبرها بأن عليها أن تختار رمز «الميزان»، رغم أنه الرمز الانتخابي للمرشح الإخواني محمد مرسي.

وهو المشهد الذي تكرر في مناطق أخرى بالإسكندرية بحسب ناخبين وتقارير عدد من المراكز الحقوقية. فوفق تقرير لمركز الشهاب الحقوقي، قام أعضاء من حملة المرشح عمرو موسى الرئاسية بالتوقف أمام العديد من اللجان بغرب الإسكندرية حيث تنتشر العشوائيات والعزب الفقيرة التي يكثر فيها وجود ناخبين لا يجيدون القراءة والكتابة، وسألوهم بواسطة ميكروفونات مثبتة على سيارات عمن يريد اختيار مرشح حزب الحرية والعدالة، فقامت أعداد كبيرة من الناخبين برفع أيديهم، فأرشدوهم بأن عليهم اختيار رمز «الشمس»، رغم أنه الرمز الانتخابي للمرشح عمرو موسى.

وكما كان جهاز الكومبيوتر المحمول «لاب توب» هو الورقة الرابحة بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان الأخيرة بغرفتيها (الشعب والشورى)، حيث كان يجلس الشباب المنتمون للجماعة أمام اللجان وإرشاد الناخبين إلى دوائرهم وأماكنها ثم يوجهونهم لاختيار مرشحيهم؛ فإن جهاز الهاتف الجوال كان هو ورقة الجماعة الرابحة بانتخابات الرئاسة الحالية.

ورصدت «الشرق الأوسط» توقف مجموعات من شباب الجماعة أمام اللجان الانتخابية ويقومون بإيقاف الناخبين قبل دخولهم للجان ويعرضون المساعدة عليهم لمعرفة رقم لجنة كل منهم ورقمه بالكشف الانتخابي، حيث يتصلون بالهاتف الجوال بزملاء لهم يجلسون في أماكن غير معلومة ويقومون بإملائهم بيانات بطاقة الرقم القومي (الهوية) الخاصة بكل ناخب، ثم يقوم الطرف الثاني على الخط بإملائه بمكان اللجنة الانتخابية ورقم الناخب، ومع نقل المعلومات للناخبين يوصونهم بانتخاب مرشح الجماعة محمد مرسي وشارحا مشروع النهضة الذي طرحته الجماعة كبرنامج انتخابي لمرشحها.

وفيما يشبه لعبة القط والفأر، تصدت الدعوة السلفية للخطة الإخوانية التي تعتمد على الوقوف أمام اللجان، حيث تمركز شباب السلف على بعد نحو مائتي متر من اللجان في الشوارع الرئيسية والميادين المؤدية لكل لجنة لاستقبال الناخبين قبل أن يقعوا فريسة للشباب الإخواني، حيث يقومون بإقناعهم بانتخاب مرشحهم عبد المنعم أبو الفتوح.