«الطابور» يجمع المصريين حول «الرئيس» رغم شدة الحرارة

أصبح سوقا لحوارات الناخبين والبعض حاول توظيفه لمرشح معين

مصريات في انتظار التصويت بلجنة انتخابية في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

على عكس طوابير الخبز التي اعتاد عليها المصريون دشن ماراثون الانتخابات الرئاسية ثقافة الطابور في ذاكرتهم، وأكسبها بريقا وطعما خاصا، وذلك من خلال اصطفافهم أمس للإدلاء بأصواتهم في الاقتراع الرئاسي، ورغبتهم في ممارسة حياة ديمقراطية حقيقية تقود البلاد لمستقبل أفضل.

وبينما بدا الفرح على وجوه المصطفين في الطوابير الانتخابية بمختلف انتمائهم ومستوياتهم المجتمعية متحدين حرارة شمس الصيف الحارقة خاصة في محافظات صعيد مصر، اشتعلت فترات الانتظار الطويلة بالمناقشات السياسية الساخنة وتغلب الناخبون على طول الانتظار بالأحاديث عن توجهاتهم السياسية وتفضيلاتهم الشخصية بين مرشحي الرئاسة، وقال سامي عيّاد (مدرس 42 عاما): «نريد انتخاب الأفضل فهي أربع سنوات قادمة نحتاج فيها لاستقرار وتقدم والاختيار بأيدينا». وتابع: «لن أنتخب من يتمسح بالدين مرة أخرى أريد الأصلح.. هناك أبو الفتوح وموسى وشفيق وجميعهم سيخدم هذا الوطن بعيدا عن انتمائه الديني»، وأضاف عياد (مسيحي الديانة): «لن أنتخب محمد مرسي ولكن أبو الفتوح قد يكون وجها مقبولا لدي لأنني لا أفكر بمنطق الدين ولكني أفكر بمنطق الأصلح لمصر حتى لو كان مسلما ولكنه معتدل».

ووسط تأمين مكثف من رجال الجيش لعملية الاقتراع ووجودهم بالقرب من طوابير الناخبين، توجه سيد حسين (عامل ميكانيكي 27 عاما مؤيد لشفيق) بسؤال لأحد قيادات الجيش الموجودين أمام مقر أحد اللجان جنوب محافظة المنيا (256 كلم جنوب القاهرة) قائلا بعفوية: «لماذا لم تأخذوا الحكم وتريحونا من هذا الاختيار الصعب»، إلا أن الرد كان عفويا هو الآخر وسريعا وجاء: «إحنا بالشارع من سنة ونصف وتعبنا يا أستاذ عاوزين نروح بيوتنا إحنا مش متعودين على الشوارع».

وانتشر أنصار الإخوان المسلمين بمختلف الطوابير في لجان الاقتراع محاولين توجيه الناخبين خاصة الأميين منهم، وفي طوابير السيدات كان دور المنتقبات، والملتحين في طوابير الرجال من المنتمين للجماعة التي كانت محظورة في عهد مبارك لحث المصوتين على انتخاب مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي، حيث كان يقف الملتحي كأي ناخب عادي حضر إلى اللجنة للإدلاء بصوته ولكنه يبدأ في الحديث مع المواطنين ويقدمهم مكانه بعد أن يبلغهم بضرورة انتخاب (رمز الميزان في زيل الورقة) ويحرص الملتحي أو المنتقبة على الوقوف في الطابور أكثر وقت ممكن والتأثير على الناخبين وهو ما يعد مخالفة لقواعد العملية الانتخابية إلا أن المراقبين ومنظمات المجتمع المدني تغيبوا عن المشهد خاصة في القرى النائية والبعيدة والتي انتشر بها أنصار الجماعة جيدة التنظيم بينما تغيب أيضا أنصار أغلب المرشحين عن اللجان النائية.

وتقول عواطف حسن، أمية (45 عاما) عقب إدلائها بصوتها في إحدى القرى: «انتخبت الميزان.. قالت لي السيدة المنتقبة في الطابور إنه سينصر الإسلام وانتخبته أيضا المرة الماضية بنفس الطريقة».