«شهداء» الثورة.. الغائب الحاضر في انتخابات الرئاسة

مئات الناشطين حملوا صورهم لتذكير الناخبين بدمائهم

TT

حلقت أرواح الكثير من شهداء الثورة المصرية أمس فوق العديد من اللجان الانتخابية لتنافس بقوة اللافتات الانتخابية للمرشحين الرئيسيين، وأثار ظهور صور الشهداء مظاهر متباينة من التعاطف والتأثر، وأخرى من الامتعاض من قبل قطاع واسع من الناخبين الذين تفاعلوا معها بشكل كبير.

وقام مئات من الناشطين بحمل لافتات لعدد من شهداء الثورة أبرزهم الشيخ الأزهري عماد عفت والناشط القبطي مينا دانيال والمشجع الطفل أنس حسن في محاولة منهم لاستمالة عواطف الناخبين وتذكيرهم بدماء الشهداء، ضمن حملة أوسع تستهدف توعية الناخبين بأن الشهداء هم من منحوهم حق الانتخاب الحر في الانتخابات الرئاسية لأول مرة ودون معرفة نتائج الانتخابات مسبقا.

وأمام لجنة انتخابية بحي المقطم بجنوب القاهرة، وقف ثلاثة من النشطاء حاملين صورة متوسطة الحجم للشيخ عماد عفت الذي قتل في أحداث مجلس الوزراء قبل عدة أشهر، ولافتة أخرى كتب عليها بلون الدم الأحمر «شكرا لشهدائنا».

وهو الأمر الذي لاحظت «الشرق الأوسط» تكراره في تسع لجان انتخابية بالقاهرة، وقال محمود محمد (17) عاما، «ليس لي حق التصويت ولكنني جئت بالنيابة عن شهداء الثورة لأشهد تلك اللحظة التاريخية».

وأوضح أدهم محمد (19) عاما، طالب بكلية الهندسة، جامعة عين شمس أنه جاء بتلك الصور لتذكير الناخبين بمن فقدوا أرواحهم من أجل أن يمنحوا الآخرين الحق في الانتخاب. وقال أدهم، بينما تجمعت حوله سيدات وشباب بعضهم شرع في قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء: «هذه رسالة عرفان منا لهم».

وتبادل المصريون أمس على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل افتراضية من رموز الشهداء توصيهم بعدم التصويت للمرشحين المحسوبين على نظلم مبارك.

وقال فريد سيد (23 عاما) طالب محاسبة، إن حملتهم لا تنتمي سياسيا لأحد، مشددا على أنها تنتمي لثورة يناير فقط، مضيفا أن الأمر كله بدأ من خلال شبكة التواصل الاجتماعي تماما كما بدأت الثورة نفسها، وأضاف سيد «لعل صور الشهداء تذكر داعمي الفلول أنهم سيضعون أصابعهم في الدماء لا الحبر الفوسفوري».

اللافت أن الشباب المشاركين شددوا على أنه لم يقتل أحد من أصدقائهم في الثورة، أو في موجات العنف التي تلتها. وقال فريد: «معظم المرشحين تجاهلوا الحديث عن الشهداء ناسين فضل دمائهم على قدرتهم على الترشح لانتخابات الرئاسة اليوم».

مشهد الشهداء أثار جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض، وقالت سيدة خمسينية رفضت ذكر اسمها إن صور الشهداء أثارت مشاعرها وجعلتها أكثر يقينا من صحة اختيارها، لكنها قالت: «صورهم لم تذكرني بهم لأنني أبدا لم أنسهم».

فيما قالت علا السيد (26 عاما) موظفة ببنك استثماري: «صدمت وتأثرت بشدة عندما رأيت تلك الصور وحسمت قراري بالتصويت لمرشح قادر على القصاص لأهاليهم».

على النقيض من ذلك، دخل الكثير من الناخبين في صدام مع النشطاء واتهموهم باللعب على دغدغة مشاعر الناس، وقال أحمد عبد الرحيم (47 عاما) تاجر سيارات، بصوت عال: «أنتم تثيرون مشاعرنا للتصويت لمرشح معين»، وتابع عبد الرحيم بانفعال: «الحي أبقى من الميت، نريد الاستقرار». وقالت أخرى بتوسل: «دعونا نختر من نشاء دعونا نعد بناء الوطن» وهو ما رد عليه الناشطون بأن الله أمرهم بالقصاص.