مصر: الفريق شفيق يغازل أنصار حمدين وأبو الفتوح وشباب الثورة

مراقبون لـ «الشرق الأوسط»: محاولة منه للتصالح وكسب أرضية في الإعادة

TT

أثار خطاب الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي أمس، جدلا في الأوساط السياسية، وبينما اعتبر مراقبون الخطاب لكسب أرضية في جولة الإعادة مع الدكتور محمد مرسي مرشح حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، المقرر لها يومي 16 و17 يونيو (حزيران) المقبل، ومحاولة تصالح ومغازلة لأنصار المرشحين الخاسرين، نفى ما لصق به من اتهامات خاصة بالتقول على شباب الثورة، لكن آخرين يرون أن «الخطاب لن يغير مواقف التيارات السياسية الرافضة له».

وأكد شفيق في خطاب ألقاه من مقر حملته في ضاحية الدقي بمحافظة الجيزة أنه «لا خصومة له مع أحد، وأنه يمد يده للجميع ويرحب بالجميع»، مضيفا أنه «لا إقصاء لأي فئة أو شخص، خاصة وأنه عانى شخصيا من محاولات الإقصاء».

وتوجه شفيق بالشكر إلى المرشحين السابقين الذين نافسوا في الجولة الأولى، وحرص على ذكر أسمائهم، ومن بينهم حمدين صباحي الذي حل ثالثا في الترتيب ووصفه بـ«المنافس الصلب الشاب المجتهد والنشط المحبوب». وقال عن عبد المنعم أبو الفتوح الذي حل رابعا إنه «الطبيب والسياسي المرموق»، بينما وصف عمرو موسي بـ«الدبلوماسي المصري العلامة»، بينما وصف محمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين الذي سينافسه في الجولة الثانية، بأنه «شريكي في الجولة الثانية من السباق الرئاسي».

وأكد شفيق على إنصاته وتفهمه «لما يموج بين الشعب الحالم والغاضب، الطموح والمحبط، المسلم والمسيحي، الليبرالي والإسلامي واليساري، أبناء حركة 6 أبريل وشباب الألتراس الأهلاوي (أنصار النادي الأهلي لكرة القدم، وهو من أكبر الأندية المصرية)».

وعن احتمال نزول المعارضين له في الشارع والتظاهر ضده قال: «إيه المشكلة.. طالما أن النزول سيكون بمنهج محترم».

ومن جانبه، اعتبر حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، خطاب الفريق شفيق بأنه يأتي في إطار الاستعداد لمرحلة الإعادة في انتخابات الرئاسة، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «غازل شفيق بعض المرشحين وأنصارهم للتقرب لهم مثل صباحي وأبو الفتوح، وحاول إزالة آثار اشتباكات جرت في الجولة الأولى مع بعض المرشحين مثل موسى».

وأضاف أبو سعدة أن «شفيق قدم خطابا تصالحيا ومهد لكسب أنصار جدد له، ونفى ما لصق به من بعض الاتهامات الخاصة بالتقول على ثورة 25 يناير وعلى شباب الثورة، لخلق حالة من التعاطف معه، كما قدم نفسه للمسيحيين وأبناء سيناء والنوبة».

وحول تأثير خطابه على كسب مؤيدين جدد في جولة الإعادة، قال أبو سعدة: «أثبتت الانتخابات أن المصري يكوِّن اتجاهاته حسب خطاب المرشحين»، معربا عن اعتقاده أن شفيق كسب أرضية كبيرة أمس من المسيحيين (تقدر نسبتهم من عدد السكان بنحو 10 إلى 15 في المائة)، وتابع أن «الجزء المهم من خطابه الذي قد يمنحه العديد من الأصوات، هو تأكيده على نظرية إعادة الأمن واحتياج مصر لرئيس قوي».

ويرى الدكتور معاذ عبد الكريم، عضو ائتلاف شباب الثورة، أن «خطاب الفريق شفيق لن يغير مواقف بعض التيارات السياسية منه»، وحول موقف الائتلاف من دعم أحد المرشحين في جولة الإعادة، قال عبد الكريم لـ«الشرق الأوسط»: «خلافنا مع الإخوان خلاف سياسي؛ لكن خلافنا مع شفيق خلاف جنائي عن جرائم ارتكبت في عهد النظام السابق الذي كان جزءا منه، وربما نختلف مع الإخوان في أدائها السياسي؛ لكن عندما يكون الصراع بين الثورة والنظام السابق، فنحن سننضم للثورة أيا كان الأمر وأيا كانت الخلافات»، وأردف قائلا: «لكن ربما يكون تأييدنا لمرشح الإخوان من خلال إضافة مجموعة ضمانات ليست في صورة مناصب لشباب الثورة؛ لكن في كيفية إدارة المرحلة الانتقالية».