جورج إسحاق: اجتماعات مع القوى السياسية للاتفاق على دعم مرشح رئاسي في جولة الإعادة

أول منسق لحركة كفاية لـ «الشرق الأوسط» : اتهام المسيحيين بالتصويت لشفيق باطل

جورج إسحاق
TT

كشف القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، جورج إسحاق، أول منسق عام للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، عن أن القوى السياسية المختلفة في مصر بدأت سلسلة من الاجتماعات عقب النتائج غير الرسمية لانتخابات الرئاسة المصرية، التي أشارت إلى تصدر المرشح الإخواني محمد مرسي والمرشح أحمد شفيق، لبحث موقفها من التصويت في جولة الإعادة.

وقال إسحاق لـ«الشرق الأوسط» إنه «من المبكر جدا الحديث عن دعم أي مرشح في الإعادة، فالنتائج الرسمية لم تصدر بعد، وكل ما جرى إعلانه من نتائج حتى الآن هو غير رسمي، بالإضافة إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تشاورا دقيقا قبل إعلان أي موقف، وأنا شخصيا لم أحدد بعد لمن سأصوت في جولة الإعادة».

وأسس جورج إسحاق في نهاية عام 2004 الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» مع نحو 400 من المثقفين والسياسيين المعارضين لنظام الرئيس السابق حسني مبارك، واختار أعضاء كفاية إسحاق كأول منسق عام للحركة للتأكيد على الوحدة الوطنية، وظل في منصبه حتى خلفه المفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري عام 2007 في إطار مبدأ تداول السلطة الذي قررته الحركة لنفسها، ودعت نظام حسني مبارك لتطبيقه.

وأضاف إسحاق: «الجولة الأولى من التصويت أظهرت عدة مفاجآت، أهمها أن حمدين صباحي المرشح الثوري كان الحصان الأسود في تلك الجولة وحقق نتائج غير متوقعة، وهو ما يعكس رغبة المصريين في استكمال ثورتهم».

وتابع إسحاق قائلا: «المفاجأة الثانية كانت حصول المرشح أحمد شفيق على نسبة عالية من الأصوات، أهلته إلى خوض جولة الإعادة، بحسب النتائج غير الرسمية التي أعلنت حتى الآن»، معتبرا أن سوء إدارة الفترة الانتقالية من كل الأطراف أدت إلى تلك النتيجة.

ويتهم البعض شفيق بأنه من المحسوبين على نظام مبارك، ويرى البعض أن فوزه بمنصب الرئاسة سيمثل انتكاسة للثورة وعودة إلى ما قبل ثورة 25 يناير.

وبرر إسحاق حصول شفيق على نسب عالية من أصوات الناخبين قائلا: «فلول نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك والحزب الوطني الديمقراطي المنحل وبعض المسيحيين والمتخوفين من الدولة الدينية وكل من يخاف من الثورة صوتوا لشفيق». ورفض إسحاق اتهام المسيحيين بأنهم السبب في حصول شفيق على المركز الثاني، وقال إن «اتهام المسيحيين بأنهم صوتوا لشفيق باطل وغير حقيقي، لأن المسيحيين ليسوا كتلة تصويتية واحدة، فعلى سبيل المثال شباب المسيحيين صوتوا لحمدين صباحي، وكبار السن بعضهم صوت لصباحي أيضا ولشفيق وموسى، إذا الأمر ليس كما يحاول البعض تصويره، كما أن الكنيسة لم تعلن عن دعمها لأي من المرشحين بعكس الانتخابات السابقة التي كانت غالبا ما تدعم فيها الكنيسة الرئيس مبارك».

وقال إسحاق: «إن الانتخابات الرئاسية شهدت بعض التجاوزات، لكنها لم تصل إلى مرحلة التجاوزات الجسيمة»، معتبرا أن أغلب من صوت لصالح شفيق من المتخوفين من قيام دولة دينية في مصر.

وأعرب إسحاق عن اعتقاده أن الشعب المصري لن يسمح بسرقة ثورته منه، وطالب المصريين بالاحتكام إلى العقل وتحديد أولوياتهم في التصويت بجولة الإعادة التي سيخوضها طبقا للنتائج غير الرسمية كل من محمد مرسي وأحمد شفيق. وأغلقت صناديق الاقتراع يوم الخميس الماضي بعد يومين من التصويت أدلى خلالهما الناخبون المصريون بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، الذي ظل في الحكم لمدة 30 عاما، وشابت الانتخابات الرئاسية في عهده كثير من التجاوزات، بحسب تقارير حقوقية. وتجري عمليات فرز الأصوات على قدم وساق منذ غلق صناديق الاقتراع وسط مؤشرات غير رسمية على خوض كل من محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، والفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء عينه الرئيس السابق حسني مبارك، قبل أن تطيح ثورة 25 يناير بنظامه. ويشترط القانون لإعلان فائز بالانتخابات من الجولة الأولى أن يحصل على أكثر من 50 في المائة من أصوات الناخبين، وإذا لم يفز أي من المرشحين بهذه النسبة تجري جولة الإعادة بين اثنين من المرشحين حصلا على نسبة أصوات في الجولة الأولى.