البحرين توقف قنواتها على القمر العربي «عربسات» احتجاجا على «تجاوزات» الإعلام الإيراني

الشيخ فواز آل خليفة لـ «الشرق الأوسط»: خلافنا حول 70 قناة فائضة من الباقة الإيرانية

الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة حرم العاهل البحريني لدى مشاركتها في الاحتفال بيوم «نخلة الحرية» الذي أقيم بجوار كاتدرائية نوتردام بباريس أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت البحرين أمس عزمها وقف بث باقتها على المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) اعتبارا من الأول من يونيو (حزيران) المقبل احتجاجا على «تجاوزات القنوات الإيرانية».

وقال الشيخ فواز آل خليفة رئيس هيئة شؤون الإعلام البحريني، لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار البحرين وقف بث قنواتها على القمر العربي «عربسات»، «نهائي ولن تتراجع عنه حتى نرى تغييرات حقيقية في الإدارة ورئاسة مجلس إدارة (عربسات)».

وأوضح أن خلاف البحرين مع المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) ليس على القنوات الإيرانية التي تبث مثل قناة «العالم» وغيرها من باقة القنوات الإيرانية التي أشار إلى أنها «تمارس تحريضا على الشعب البحريني»، ولكن الخلاف - كما أكد آل خليفة - جزء منه يرتكز على الفائض من الباقة الإيرانية التي تزيد على الـ70 قناة وعلى طريقة استغلالها التي لمح إلى أن لها مخاطر أمنية.

وأشار الشيخ فواز آل خليفة إلى أن الحكومة الإيرانية قامت بشراء باقة مكونة من 120 قناة من مؤسسة «عربسات»، مشيرا إلى أنه «غير صحيح ما يقال إن القنوات الإيرانية التي تبث على (عربسات) قنوات لا علاقة لها بالحكومة الإيرانية ولا بالتوجهات الإيرانية المعادية لدول الخليج، والبحرين والسعودية على وجه الخصوص»، مدللا على ذلك بأن القنوات تبث على الباقة تم شراؤها من قبل الحكومة الإيرانية.

وأوضح رئيس هيئة شؤون الإعلام البحريني، أن الخطوة التي اتخذتها الحكومة البحرينية «لم تأت متأخرة»، وقال «كانت هناك عدة محاولات لإقناع مجلس إدارة المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) بأن الحكومة الإيرانية تمارس تجاوزات ضد الشعب البحريني والقيادة البحرينية مستغلة القمر العربي في ذلك»، وأضاف «من هذه الأدلة ما قدمته الحكومة البحرينية والذي تضمن 30 ساعة من البث الإعلامي المعادي للشعب البحريني والقيادة البحرينية، ولكن ردود إدارة المؤسسة لم تكن مقبولة»، بحسب تعبيره.

وتمتلك دول الخليج قرابة الـ60 في المائة من أسهم مؤسسة «عربسات»، بينما تمتلك السعودية قرابة الـ30 في المائة من المؤسسة، وتمتلك الكويت نسبة تصل إلى 15 في المائة، وفي المقابل تمتلك البحرين والإمارات ما نسبته 6 في المائة لكل دولة.

وقالت هيئة شؤون الإعلام البحرينية التي تعد الجهة المسؤولة التي تتولى الإشراف على الإعلام الحكومي في بيان رسمي بثته أمس، إنها قررت وقف بث الباقة البحرينية على المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) اعتبارا من الأول من يونيو.

وأضافت أنها اتخذت هذا القرار «احتجاجا على عدم اتخاذ المؤسسة إجراء رسميا بوقف تجاوزات القنوات الإيرانية العدائية عبر القمر العربي ضد مملكة البحرين والسعودية الشقيقة وتحريضها على الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار بما يخالف جميع الاتفاقات والمواثيق العربية والدولية». وقالت الهيئة البحرينية إن قرارها جاء «بعد خطابات واتصالات متواصلة» منذ 20 فبراير (شباط) 2011، طالبت خلالها الهيئة بوقف بث القناة الإيرانية وتجاوزاتها وقدمت الأدلة على ذلك.

وأضافت أن «الجهاز التنفيذي لـ(عربسات) لم يستجب لهذه الطلبات رغم إغلاقه لقنوات مخالفة متعلقة بالسحر والشعوذة، وتكليفه من الجمعية العمومية في أبريل (نيسان) الماضي بمراقبة المحتوى الإعلامي واتخاذ ما يلزم بوقف الفضائيات المخالفة».

وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي قرروا في قمتهم الأخيرة بالرياض بحث مشروع اتحاد خليجي، وعلى أثر ذلك صعدت إيران لهجتها ضد المشروع، داعية الإيرانيين إلى الاستنفار ضد ما تعتبره طهران محاولة لـ«ضم» البحرين إلى السعودية، وحثت مواطنيها على التظاهر بالآلاف تلبية لدعوة النظام ضد هذا المشروع.

وبحسب البيان الذي أصدرته هيئة شؤون الإعلام البحرينية، فإن المعارضة الشيعية في البحرين تتلقى دعما من إيران، حيث ترفض المعارضة مشروع الاتحاد.

وأدانت الهيئة استغلال القنوات الإيرانية لـ«عربسات» في بث مواد إعلامية مسيئة تتضمن التحريض على الطائفية والكراهية والعنف والإرهاب وإشاعة الأكاذيب والإساءات بحق القيادات السياسية والمجتمعية في البحرين والسعودية. كما اتهمت القنوات الإيرانية بـ«تشويه العلاقات الأخوية والودية التاريخية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على المستويين الرسمي والشعبي».