بعد «المذبحة».. فرنسا تدعو المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة

لندن تطالب بـ«رد دولي قوي» ووزير الخارجية الألماني «مصدوم» المراقبون الدوليون يدينون «المأساة الوحشية» في الحولة السورية.. والعربي يصفها بـ«الجريمة المروعة»

رئيس بعثة المراقبين روبرت مود يتحدث أمام الصحافيين أمس (رويترز)
TT

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، أن فرنسا تدين «المجازر» التي وقعت في الحولة بسوريا، و«الفظائع» التي يتحملها الشعب السوري، وتدعو المجتمع الدولي إلى المزيد من التعبئة.

وقال فابيوس في بيان: «إنني أجري فورا اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول أصدقاء الشعب السوري»،في المنطقة الواقعة وسط سوريا، منددا بـ«الانجراف الدامي» للنظام السوري نحو العنف. وتابع: «يتعين على المجتمع الدولي أن يتجند أكثر لوقف قتل الشعب السوري».

وقال الوزير: «إن نظام دمشق ارتكب لتوه مجازر جديدة. إنني أدين الفظاعات التي يمارسها يوميا بشار الأسد ونظامه على شعبه».

وأضاف: «إزاء هذا الانجرار الدامي للعنف الذي ندد به مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مرة أخرى، يتعين على مراقبي الأمم المتحدة التمكن من إنهاء انتشارهم للقيام بمهمتهم كما يتعين تنفيذ خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي أنان، بلا تأخير»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جهته طالب وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، أمس، بـ«رد دولي قوي» إثر «مجزرة» الحولة، وأعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن «خلال الأيام القليلة المقبلة».

وقال الوزير البريطاني في بيان: «باشرنا اتصالات عاجلة مع حلفائنا تمهيدا لبلورة رد دولي قوي»، مضيفا: «سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة».

وأعرب وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، عن «صدمته» لقصف منطقة الحولة في محافظة حمص السورية، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 90 شخصا بينهم 25 طفلا.

وقال الوزير في بيان «لقد صدمني وأرعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم الكثير من الأطفال، في هجمات لقوات نظام (الرئيس بشار الأسد)». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف أن «عدم وضع النظام السوري حدا لأعمال العنف الوحشية بحق شعبه هو أمر يثير الصدمة. ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة». ورحب فسترفيلي بتوجه مراقبي الأمم المتحدة إلى منطقة الحولة «بهدف اقتفاء أثر هذه الأعمال الشائنة».

ومن جهتهم دان المراقبون الدوليون في سوريا، السبت، «المأساة الوحشية» في مدينة الحولة في محافظة حمص بوسط البلاد، التي أدت إلى مقتل 92 شخصا، بينهم 32 طفلا، بحسب ما جاء في بيان تلاه رئيس بعثة المراقبين روبرت مود أمام الصحافيين.

وقال مود أمام الصحافيين إن المراقبين «يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية» في الحولة الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غربي مدينة حمص، مؤكدا أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف عن «استخدام مدفعية الدبابات» في قصف المدينة.

وأكد أن المراقبين الذين ذهبوا إلى الحولة صباح السبت تمكنوا من إحصاء «أكثر من 32 طفلا تحت سن العاشرة إلى جانب عدد من الجثامين التي تعود إلى نساء ورجال يقدر عددها بنحو ستين مقتولين».

وأضاف مود أن مقتل 32 طفلا «يمثلون مستقبل سوريا شيء مؤسف جدا» و«غير مقبول».

وأشار إلى أن الظروف التي أدت إلى هذه المأساة «ما تزال غير واضحة»، مضيفا: «كائنا من كان الذي بدأ، وكائنا من كان الذي رد، وكائنا من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسؤولية».

ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية إلى «وقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وكل الأطراف إلى وقف العنف بكل أشكاله»، مضيفا: «هذا ما نحتاج إليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي». وحذر مود من أن «الذين يستخدمون العنف لأجنداتهم الخاصة سيتسببون بمزيد من عدم الاستقرار وبمزيد من الأحداث غير المتوقعة، وقد يقودون البلاد إلى حرب أهلية».

وأصدر الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بيانا وصف فيه ما جرى في الحولة بأنه جريمة مروعة، وحث مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة (حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض الذي يتمتعان به لحماية سوريا) إلى وقف تصعيد القتل والعنف الذي تقوم به العصابات المسلحة والقوات العسكرية الحكومية.