الجيش السوري يقتل لبنانيا ويجرح 5 آخرين بالقرب من الحدود

مصدر أمني: بدأنا تحقيقا لجلاء الغموض الذي يلف الحادثة

TT

قتل اللبناني عبد الغني زهري الجباوي وجرح خمسة آخرون، هم شقيقاه وثلاثة آخرون، بإطلاق النار عليهم من قبل الجيش السوري بعد منتصف ليل أول من أمس، عندما كانوا داخل مزرعة لهم في خراج بلدة عرسال القريبة من الحدود مع سوريا.

وأفاد مصدر أمني أن «القتيل والجرحى كانوا متواجدين في منطقة جبلية بين مشاريع القاع وخراج بلدة عرسال وهي قريبة من الحدود السورية، عندما فتح الجيش السوري النار عليهم من أحد مراكزه المواجهة لمكان تواجدهم حيث قتل عبد الغني الجباوي وأصيب رفاقه الباقون بجروح مختلفة». وأكد المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط» أن «القوى الأمنية فتحت تحقيقا بالحادث بإشراف القضاء العسكري الذي يضع يده على كل الحوادث التي تقع على الحدود اللبنانية السورية»، مشيرا إلى أن «ثمة غموضا يكتنف الحادثة ومسبباتها، والتحقيق يركز على أسباب تواجد هؤلاء الأشخاص في المنطقة الجبلية بعد منتصف الليل، وما إذا كان الجنود السوريون أطلقوا النار عليهم من داخل مركزهم العسكري أم من داخل الأراضي اللبنانية».

وشيعت بلدة عرسال البقاعية بعد ظهر أمس ابنها عبد الغني الجباوي وسط حالة من الحزن والغضب، وخاصة أن القوات السورية قتلت عددا من أبناء هذه البلدة في أوقات مختلفة منذ بدء الانتفاضة السورية. وسبق أن حصلت حوادث إطلاق نار عدة خلال الأشهر الماضية في منطقتي مشاريع القاع وعرسال شرقا ومناطق حدودية في الشمال، من الأراضي السورية نحو الأراضي اللبنانية، أو عمليات توغل لجنود سوريين في أراض لبنانية أثناء ملاحقتهم فارين أو بحثهم عن مهربي سلاح، بحسب التقارير الأمنية، وتسببت هذه الحوادث بسقوط قتلى وجرحى، وأثارت غضبا بين سكان هذه المناطق الحدودية.

وأوضح نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، أن القتيل ورفاقه «كانوا داخل مزرعتهم في أراضي بلدة عرسال عندما أطلق الجيش السوري النار عليهم». وأكد الفليطي لـ«الشرق الأوسط» أن «القتيل عبد الغني زهري الجباوي كان برفقة شقيقيه حسن الجباوي وبهيج الجباوي ونايف عبد الله عودة وعبد الله حسن عودة، حيث كانوا يبيتون داخل منزل في إحدى المزارع التي يملكونها من أجل قطاف موسم الكرز والمشمش، وبعد منتصف الليل فوجئوا بإطلاق النار عليهم من مكان قريب، فما كان منهم إلا أن استقلوا سيارتهم وهي من نوع بيك آب وحاولوا الفرار، لكن ما إن أقلعوا فيها حتى وقعوا بمصيدة كمين عسكري للجيش السوري داخل هذه المزرعة، أمطرهم بوابل من الرصاص فقتل عبد الغني الذي كان يقود السيارة وعمره 37 عاما، وأب لستة أطفال بأكثر من 17 رصاصة وجدت في جسمه، بينما أصيب نايف عودة الذي كان يجلس على يمينه والثلاثة الآخرون الذي كانوا جالسين في صندوق البيك آب»، لافتا إلى أن «الرصاص أطلق عليهم من مسافة لا تتعدى العشرين مترا».

وتساءل الفليطي «أين رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) مما يتعرض له أبناء عرسال الذين سقط منهم حتى الآن 5 شهداء برصاص الجيش السوري؟»، وقال: «نحن نعتبر أن من يمثلنا هما النائبان (عن منطقة عكار شمال لبنان، عضوا كتلة المستقبل) معين المرعبي وخالد ضاهر، أما نواب منطقتنا (بعلبك الهرمل) فهؤلاء لا يمثلوننا إنما يمثلون النظام السوري، لأنهم يتبنون رواياته ولا يهتمون بمعاناتنا». وناشد الفليطي رئيس الجمهورية ميشال سليمان بـ«وضع حد للهجمات السورية علينا، كي لا تتطور الأمور نحو الأسوأ لأن الوضع في عرسال متوتر للغاية وهناك مطالبة من الفعاليات في البلدة للسلطات اللبنانية من أجل ضبط الأوضاع وحماية المدنيين».