قوات الأمن السورية تواصل عملياتها العسكرية في ريف دمشق.. وقصف على حمص واللاذقية وإدلب

المراقبون الدوليون زاروا قلعة الحصن وبلدات في القلمون وجبل الزاوية

أسرة سورية لدى وصولها إلى منزل مؤقت في بلدة تلدو أمس عقب فرارها من بلدة الحولة التي شهدت مجزرة الشهر الماضي (رويترز)
TT

واصلت قوات الأمن السورية عملياتها العسكرية ضد عدد من المناطق السورية، حيث رصدت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 42 شخصا حتى السادسة من مساء أمس؛ تسعة منهم في اللاذقية وعشرة في حمص وثمانية في حماه.. وذلك بعد يوم دام حصد 55 قتيلا، بينهم 26 عنصرا في القوات النظامية.

وشهدت محافظة ريف دمشق أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومنشقين، تحديدا في بلدات جسرين وكفر بطنا وسقبا. وقال عضو المكتب الإعلامي في ريف دمشق محمد السعيد لـ«الشرق الأوسط» إن «مدينة حمورية شهدت منذ ساعات الفجر الأولى انفجارات نتيجة قصف عنيف من الدبابات وقذائف الهاون، تلاها سلسلة انفجارات قوية هزت المنطقة الواقعة بين حمورية وعربين». وذكر أن «مدينة الغوطة الشرقية تعرضت لقصف بدأ منذ الرابعة فجرا وأدى لسقوط عدد من الجرحى وتهديم عدد كبير من المنازل».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت ليل الثلاثاء - الأربعاء بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة معارضة في مدينة حرستا وفي بلدة جديدة عرطوز. وأوضح أن المقاتلين المعارضين اشتبكوا أيضا مع عناصر عدد من الحواجز في محيط دوما وعربين وزملكا، وحصل تبادل إطلاق نار كثيف بين مسلحين وحواجز أمنية في حيي القابون وتشرين في دمشق استمر منذ الليلة السابقة. كما انفجرت عبوة ناسفة صباح أمس في حي الزاهرة الجديدة بدمشق ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

وقال ناشطون في تنسيقية مدينة دوما إن إطلاق نار كثيفا وأصوات انفجارات سمعت من الحواجز الموجودة في شارع الكورنيش خلال نهار أمس، كما دوى قصف عنيف بقذائف «بي إم بي» وقذائف في منطقة العب، مما أدى إلى تهدم العديد من المنازل، وسقط ثلاث قذائف على المنازل أسفرت عن إصابة العديد من المدنيين، ثلاثة منهم حالتهم خطيرة. وذكرت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» أن بعثة المراقبين الدوليين زارت مدينة الرحيبة في القلمون (ريف دمشق) لمدة عشر دقائق، لافتة إلى أن قوات الأمن والشبيحة التي أرسلها النظام قابلت المراقبين متنكرة في زي مدني.

وفي محافظة اللاذقية، قال المرصد السوري إن «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة اقتحموا مفرزة الأمن السياسي وقسم الشرطة في بلدة سلمى في جبل الأكراد وسيطروا عليهما بعد اشتباكات عند منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء». وكانت مناطق عدة في اللاذقية، لا سيما منطقة الحفة، شهدت الثلاثاء اشتباكات عنيفة تسببت بمقتل 33 شخصا، بينهم 22 عنصرا من القوات النظامية وتسعة مسلحين معارضين ومدنيين اثنين. واستمرت هذه الاشتباكات أمس، لتطال قرى بكاس وشيرقاق وبابنا والجنكيل والدفيل، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى.

وفي حلب، تعرضت مدينة أعزاز لقصف ليلي استخدمت فيه المروحيات، فيما حاولت القوات النظامية السيطرة على أحياء في المدينة خارجة عن سيطرة السلطات السورية منذ أشهر. وكان المجلس الوطني السوري أدان حملة القصف الوحشية على قرى وبلدات تقع غرب حلب، استخدمت فيها المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ. ودعا فريق المراقبين الدوليين إلى «التوجه السريع إلى المناطق المستهدفة»، والأمم المتحدة إلى «التحرك العاجل لمنع قيام النظام بارتكاب مجزرة يجري التحضير لها منذ فترة».

كما قتل بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء طالب جامعي من قرية دار عزة إثر إصابته في القصف الذي تعرضت بلدة حريتان. وقالت مصادر محلية إن بلدتي حريتان وبيانون تعرضتا لقصف عنيف صباح أمس الأربعاء. وكان القصف طال ليلا مدينة أعزاز في محافظة حلب واستخدمت فيه المروحيات، بحسب المرصد الذي ذكر أن «القوات النظامية تحاول السيطرة على أحياء في المدينة خارجة عن سيطرة السلطات السورية منذ أشهر».

وفي جامعة حلب، خرجت مظاهرة للتنديد بالقصف على الريف الحلبي والمطالبة بالحرية وإسقاط النظام، وذكرت لجان التنسيق أن قوات الأمن لاحقت طلابا في الجامعة واعتقلت عددا منهم، فيما أشار المرصد السوري إلى مقتل شخصين من قرية الشيخ عيسى بريف حلب إثر إطلاق الرصاص عليهما.

وفي إدلب، زار المراقبون الدوليون قرية أورم الجوز في جبل الزاوية، حيث خرجت مظاهرة بالتزامن مع وجودهم طالبت بإسقاط النظام. وتعرضت بلدة خان السبل لقصف بالطيران الحربي، استخدمت خلاله الصواريخ والرشاشات واستهدف المدنيين العزل. وقالت لجان التنسيق إن الطيران المروحي حلق في سماء معرة النعمان بموازاة قصف بالصواريخ والرشاشات أدى إلى احتراق محاصيل القمح والشعير في المنطقة.

أما في حمص، فقد زار وفد من المراقبين الدوليين قلعة الحصن، حيث تعرضت لإطلاق نار من حاجز قيمير. وقالت لجان التنسيق إن الناشطين تمكنوا وبصعوبة بالغة من إقناع المراقبين برؤية آثار الدمار والمظاهر المسلحة لجيش النظام في المنطقة. وأفادت عن مقتل المواطن سامر خالد عز الدين تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري في حمص، من دون أن يتم تسليم جثته إلى ذويه خوفا من وفد المراقبين الدوليين. كما تجدد القصف المدفعي أمس على مدينة القصير، لا سيما منطقة البساتين، مما أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة أتلفت عددا من المحاصيل الزراعية.

وتعرض الريف الغربي لحماه لقصف عنيف من الدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، طال كلا من جريجس، ومعرزاف، وخربة التويم وخربة الكبير، وتواردت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى، بينما أعلن المرصد عن مقتل مواطن إثر انفجار عبوة ناسفة في حي الكرامة، وقتل مواطن آخر إثر إصابته في إطلاق رصاص على جسر المزارب بالمدينة.