بدء عملية إخلاء مخيمات المعتصمين في «ساحة التغيير» في صنعاء

القيادي في ثورة الشباب خالد الآنسي: الهدف مغازلة رعاة «الخليجية» لممارسة مزيد من الضغط على صالح

بلدوزر يزيل خياما ومباني أقامها المحتجون ضد نظام حكم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في «ساحة التغيير» في صنعاء أمس (أ ف ب)
TT

بدأت السلطات اليمنية بإزالة عدد من الخيام للمعتصمين في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء، تمهيدا لإخلاء معظم الساحة من المعتصمين. بينما قال خالد الآنسي أحد أبرز قيادات ثورة الشباب في اليمن إنه «اللقاء المشترك» يسعى إلى إزالة خيام المعتصمين في ساحة التغيير لإرسال رسالة سياسية للمجتمع الدولي ورعاة المبادرة الخليجية مفادها: «مارسوا مزيدا من الضغط على صالح، وسنرفع الخيام». بدأت السلطات اليمنية، أمس، الأربعاء، بإزالة القسم الأكبر من الخيام التي نصبها محتجون من الشباب ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بحسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. ويأتي ذلك تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية التوافقي، عبد ربه منصور هادي، ولجنة الحوار الوطني. وتقوم جرافات بإزالة الخيام والمنشآت التي أقامها المحتجون في الشوارع المحيطة بجامعة صنعاء التي تحولت خلال الأشهر الأخيرة إلى مدينة كاملة من الخيام.

وذكر ناشطون من الشباب أنه سيتم الإبقاء على نحو 100 خيمة كرمز على استمرار مطالبة الشباب بـ«الدولة المدنية» ومحاكمة «رموز الفساد».

وكان المحتجون المناوئون للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بدأوا هذا الاعتصام في فبراير (شباط) 2011، بموازاة اعتصامات مشابهة أخرى في كبرى المدن اليمنية. وعلى الرغم من تشعب الأزمة والمواجهات المسلحة التي شهدها اليمن وصولا إلى تخلي صالح عن السلطة بموجب المبادرة الخليجية، استمر الشباب باعتصامهم ولو بزخم أقل. وقال خالد الآنسي، أحد أبرز قيادات ثورة الشباب في اليمن، في تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» في لندن، إنه من «الواضح من خلال تصريحات سابقة لبعض رموز تكتل اللقاء المشترك أن هناك قرارا بإخلاء الساحات، والإخلاء الجزئي هو رسالة من (المشترك) مفادها نحن نملك قرار رفع الساحات، وسوف نقوم بذلك بشكل تدريجي حتى لا يحدث صدام مع الشباب أو الأطراف الأخرى التي من الممكن أن توظف إخلاء الساحات ضد (المشترك)». واعتبر الآنسي أن «إخلاء الساحات مسألة وقت، تعتمد على تقدير المصالح السياسية بين (المشترك) والرئيس هادي». واستدرك الأنسي بالقول: «يبدو أنه إلى الآن لا تزال أطراف سياسية ترى أن مصلحتها في بقاء الساحات، ما دام أن هيكلة القوات المسلحة والأمن لم تستكمل بعد، وما دام أن بعض قرارات الرئيس هادي لم يتم تنفيذها»، وعاد الآنسي للقول: «إن ما حدث هو نوع من الغزل السياسي بين (المشترك) والرئيس هادي من جهة، والمجتمع الدولي من جهة أخرى، مفاد هذا الغزل أنه أيها المجتمع الدولي مارس (آذار) مزيدا من الضغط على صالح، ونحن في المقابل سنخلي الساحات». واعتبر الآنسي أن «القرار الثوري اغتصب منذ وقت مبكر، ولم تتم عملية استعادة هذا القرار، وأن الساحات، اليوم، أصبحت ساحات للصراع السياسي بين القوى السياسية المختلفة، ولم تعد فعلا ثوريا»، وأضاف الآنسي: «الفعل الثوري اليوم مربك لأنه لم يتخلق بعد نظام جديد في اليمن حتى نستطيع تحديد موقفنا منه بالثورة عليه أو إعطائه فرصة»، وأشار إلى أن «النظام الوليد هو مسخ من السلطة السابقة والمعارضة السابقة، والكل يمارس دور السلطة ولا يريد أن يعترف بأنه سلطة»، وأكد «كنت من البداية ضد فكرة الاعتصامات في بداية الثورة، كنت أرى أن الاعتصامات ينبغي أن تكون في نهاية المطاف، لأن الاعتصام أدى إلى اختصار الثورة في مكان محدد خطط النظام لأن يحصرها فيه».

وقال: «كان من المفترض أن يكون التظاهر منذ البداية بخروج الشباب من أماكن غير محددة والتظاهر في الساحات والشوارع، كما يحدث الآن في سوريا، ولكي ننجح فلا بد من العودة إلى البداية قبل نصب خيام في ساحة محددة، حتى تكون كل الشوارع والساحات مكانا للثورة، وبالتالي يصعب السيطرة عليها».

وقال الآنسي: «بقايا النظام تريد اليوم توظيف الفعل الثوري، و(المشترك) يريد توظيف الفعل الثوري، ومن المفارقات أن علي عبد الله صالح يتحدث عن الثورة وكأنه هو الذي يرعاها».

وأكد الآنسي أن مهمة ساحة التغيير في صنعاء لم تعد مهمة ثورية، وأن «هذه المهمة تتلخص في منع اندلاع الحرب في صنعاء»، وشبه الأنسي الساحات في صنعاء «بجماعات السلام التي تكون مهمتها الفصل بين القوتين أو القوى المتحاربة حتى لا تحدث حرب شوارع في العاصمة»، وأضاف: «والمهمة الثانية لهذه الساحات هي أن تكون وسيلة ضغط في يد (المشترك) والرئيس هادي».

وعلى الرغم من أن ساحة التغيير في صنعاء لم تعد تؤدي دورها، حسب تصريحات الآنسي، فإنه قال: «لست مع إزالة الخيام لأنها واحدة من أدوات منع الحرب في العاصمة».