«الحفة» تقصف منذ يومين والمجلس الوطني يحذر من وقوع مجزرة

ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: انشقاقات كبيرة في المنطقة وتوجه لإعلانها منطقة محررة

TT

تستمر الحملة الأمنية التي تشنها قوات الأمن السورية منذ صباح يوم الثلاثاء الماضي على منطقة الحفة في ريف اللاذقية على وتيرتها المرتفعة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين عناصر منشقة والجيش النظامي أدت وبحسب الناشطين في المنطقة لمقتل ما يزيد عن 60 من العناصر التابعة للنظام.

في هذا الوقت، حذر المجلس الوطني السوري من وقوع مجزرة في الحفة مشابهة للمجزرة التي وقعت في مدينة الحولة بتاريخ 25 مايو (أيار). وأفاد المجلس بأن «نحو 100 سيارة عسكرية ومدنية تقل عناصر من (شبيحة) النظام السوري يحيطون بمدينة الحفة ويستعدون لاقتحامها بغية ارتكاب مجزرة مروعة فيها». وقال المجلس إن «النظام السوري شرع منذ صباح الثلاثاء 5 يونيو (حزيران) بحملة قصف شديدة، أدت إلى هدم عدد من المنازل على رؤوس ساكنيها، مما أدى إلى استشهاد قرابة 17 مدنيا وجرح عشرات آخرين». وإذ دعا المجلس فريق المراقبين الدوليين إلى التحرك العاجل إلى مدينة الحفة، أكد أنه يجري اتصالات مكثفة مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لهذا الشأن.

وفي هذا السياق، حذر عضو المجلس الوطني محمد سرميني من محاولة النظام استهداف المناطق الريفية بشكل خاص، مع ما يترافق ذلك من اعتقالات وقصف وتهجير، مشيرا إلى أنه يعتمد منهجية معينة في التعاطي مع المناطق الثائرة في الأرياف، وهي المناطق التي لا يتمكن من السيطرة عليها بشكل دائم على غرار المدن.

وتوجه سرميني عبر «الشرق الأوسط» للمراقبين الدوليين، داعيا إياهم للتوجه فورا إلى الحفة ليروا بأم أعينهم كيف أن النظام يقصف المشيعين بالطيران ضاربا مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان عرض الحائط.

وتدور اشتباكات الحفة، بحسب ناشطين، في قرى بكاس وشيرقاق وبابنا والجنكيل والدفيل. ويقول عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية عمار الحسن إنها المرة الأولى منذ اندلاع الثورة في 15 مارس (آذار) 2011 التي تشهد فيها الحفة قصفا بهذه الوحشية، لافتا إلى أن أهالي المنطقة «اعتادوا على الاقتحامات والمداهمات التي كانت تنتهي باعتقال عدد من الناشطين، ولكنهم لم يشهدوا يوما هذا الكم من العنف».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «النظام اليوم يستخدم الطيران لقصفنا تماما كما الثكنات العسكرية القديمة كونه يعلم تماما أن وعورة الأراضي في الحفة وضيق القرى لا تسمح له بإدخال آلياته العسكرية الثقيلة».

ويرد الحسن استهداف النظام للحفة كونها تشهد مظاهرات يومية يشارك فيها حتى بعض أبناء مدينة اللاذقية الذين لا يتمكنون من التظاهر بحرية كما يحصل في القرى، ويضيف: «الاشتباكات الحاصلة بين الجيش السوري الحر والعناصر النظامية أدت وحتى الساعة لمقتل ما يزيد من 60 عنصرا تابعا للنظام.. الجيش الحر المتواجد في الحفة يسعى لحماية المدنيين مع اقتراب إعلانها منطقة محررة».

وكانت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» تحدثت بالأمس عن أن «مجموعات إرهابية مسلحة اعتدت على المواطنين وقوات حفظ النظام بمدينة الحفة في ريف اللاذقية، وحاولت تخريب المؤسسات العامة والخاصة بعد تدميرها لسيارتي إسعاف تستخدمها الطواقم الطبية في المدينة». وأضافت الوكالة أن «الجهات المختصة تصدت للمجموعات الإرهابية واشتبكت معها، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الإرهابيين»، مبينة أن «الاشتباك أسفر عن استشهاد عنصرين من الجهات المختصة».

يذكر أن الحفة تبعد نحو 27 كيلومترا من مركز محافظة اللاذقية، ويبلغ عدد سكانها نحو 23 ألف نسمة. وقد تم تصنيفها كواحدة من أجمل المدن في المشرق العربي، وتشتهر بزراعة الزيتون واللوزيات والتين والعنب والحمضيات.