رياض حجاب رئيس حكومة «بعثي» في زمن «الإصلاح»

ترأس لجنة أمنية وظيفتها متابعة عمليات القمع بحق المتظاهرين

رئيس الحكومة السورية الجديدة رياض حجاب
TT

قوبل تكليف الرئيس السوري بشار الأسد لرياض فريد حجاب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة. بمقتضى مرسوم جمهوري حمل الرقم 149 بغضب المعارضين السوريين. فرئيس الوزراء المكلف ترأس - في بداية الثورة ضد نظام الحكم - لجنة أمنية مهمتها متابعة مجريات الوضع في محافظة اللاذقية وما حولها، وذلك إضافة إلى منصبه كمحافظ للمدينة. ووفقا لناشطين معارضين فإن اللجنة التي ترأسها حجاب كانت وظيفتها تنحصر بإدارة عمليات القمع ضد المظاهرات السلمية، كما ساهمت قراراتها بارتكاب الكثير من المجازر في المدينة.

ويظهر حجاب في شريط فيديو في نهاية شهر مارس (آذار) من العام الماضي وهو يخاطب المتظاهرين داخل حي الصليبة في اللاذقية، مغدقا عليهم الوعود بتحسين ظروف حياتهم وتأمين وظائف لهم، إلا أن هذه الوعود كما يقول الناشطون كانت جميعها «كاذبة ومحاولة لكسب الوقت من أجل تنفيذ حملة أمنية ضد المتظاهرين وإنهاء الثورة في المدينة».

ويشير عدنان، أحد أعضاء تنسيقيات مدينة اللاذقية للثورة السورية، إلى «أن رياض حجاب مسؤول عن ارتكاب مجزرتين في مدينة اللاذقية، إحداهما وقعت في منطقة السكنتوري وأخرى في حي الصليبة قرب مقهى العلبي»، ويضيف: «كان على رأس لجنة أمنية تقوم بإعطاء الأوامر لتنفيذ المجازر بحق سكان المدينة، تكليفه لرئاسة الوزراء إهانة جديدة لأرواح الشهداء الذين سقطوا».

من جانبه، يؤكد عادل، أحد الناشطين في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، أن «حجاب جاء إلى مدينة جبلة في بداية الأحداث وتحاور مع منسقي المظاهرات ووجهاء المدينة، حاول إغراء الناس بالمناصب والوظائف لإيقاف المظاهرات ضد نظام الحكم، لكن الجواب كان بشكل واضح أن أهالي المدينة يريدون إسقاط النظام». ويضيف الناشط: «بعد رحيل حجاب قام الأمن بتنفيذ أول اقتحام ضد جبلة، ثم تتالت الاقتحامات والاعتقالات والقمع».

ويرى عادل أن تعيين حجاب من قبل الأسد هو ترجمة للخطاب التصعيدي الذي ألقاه الرئيس في مجلس الشعب، فـ«هذا الرجل مناسب لإدارة المرحلة القادمة التي أكد الأسد أنها ستشهد المزيد من المجازر والدماء والقتل والتنكيل بحق المتظاهرين المطالبين بالحرية، والمصرين على إسقاط النظام السوري».

يذكر أن حجاب هو من مواليد محافظة دير الزور عام 1966، متزوج وله أربعة أولاد، ويحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية. وتولى مهمة عضو قيادة فرع حزب البعث منذ عام 1998 وحتى 2004، إضافة إلى رئاسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور منذ عام 1989 وحتى 1998. كما تولى مهمة أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور منذ عام 2004، ثم تولى مهمة محافظ القنيطرة عام 2008.. وفي عام 2011 انتقل إلى اللاذقية كمحافظ.

ويعتقد أن حجاب من المقربين جدا من الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان، وهذا ما يعطيه نصيبا أكبر بالثقة فيه في تشكيل الحكومة من قبل الرئيس السوري بشار الأسد.

وكانت حكومة محمد ناجي عطري (الثانية) قد أعلنت استقالتها في 29 مارس من العام الماضي، وتم تكليف عادل سفر تشكيل الحكومة، حيث شكلت في 14 أبريل (نيسان) 2011 ثالث حكومة سورية في عهد الرئيس بشار الأسد، وتكونت من ثلاثين وزيرا، 15 منهم كانوا في الحكومة السابقة، في حين شملت التعديلات الأساسية الوزارات الاقتصادية والوزارات الخدماتية، فضلا عن وزارة الداخلية. ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة بعد نحو شهر على انتخاب برلمان جديد، في سياق ما سمي من قبل النظام الإصلاحات المزمع تنفيذها.. حيث تعتبر حكومة سفر بحكم المستقيلة، بحسب التعديلات الدستورية الجديدة.