عائلة «أبو حفص المصري» صهر بن لادن تكشف معلومات جديدة عن ابنها: زار مصر لآخر مرة عام 1985 وانقطعت رسـائله بعد تفجيرات دار السـلام ونيروبي

TT

ذكرت مصادر صحافية في القاهرة ان الاصولي المصري «ابو حفص المصري» الذي كان يتولى مسؤولية الجناح العسكري بتنظيم القاعدة، وقتل في احدى الغارات الاميركية على كابل، لم يكن يوما ضابطا او مساعدا في الشرطة المصرية حسبما ورد في تقارير صحافية عنه في السابق. ونشرت مجلة «روز اليوسف» المصرية صورة من بطاقته الشخصية في عددها الذي يصدر اليوم، وتشير تفاصيل البطاقة الصادرة عن السجل المدني بقسم كفر الدوار بمحافظة البحيرة بغرب الدلتا الى أنه يحمل درجة البكالوريوس في الزراعة عام .1980 وجاء في التحقيق الذي نشرته المجلة عن صبحي محمد أبو ستة الذي كان يحمل اسم محمد عاطف ويكنى بـ«أبو حفص المصري» من بيت ريفي عادي، له مدخل لا يتعدى عرضه المترين، به 4 شقق فقط، شقة بكل دور. وقال الحاج عبد العزيز الجوهزي أبو ستة، والد الاصولي صبحي، انه كان واحدا من بين 7 أولاد، اكل وشرب وتربى وتعلم مثلهم. واضاف «لم افرق بين احدهم لا في المعاملة ولا في التربية ولا حتى في الفرص». وقال ان صبحي حاصل على بكالوريوس الزراعة بجامعة الاسكندرية عام .1980 وقال شقيقه الاكبر محمد عبد العزيز أبو ستة ان صبحي يصغره مباشرة وانه الان على المعاش ويعمل الآن في المقهى الذي تملكه الاسرة، وقال انه حصل على دبلوم الصنايع وقرر العمل حتى يضيف دخلا لاسرته، مشيرا الى ان صبحي كان يصغره ولكن مجموعه بالثانوية العامة اهله للالتحاق بكلية الزراعة بجامعة الاسكندرية عام .1975 وقال ان صبحي كان مقربا منه جدا لتقارب السن بينهما. واوضح شقيقه ان صبحي لم يكن طفلا أو شابا غير عادي، وحتى عندما التحق بالجامعة لم يطرأ عليه أي تغيير سواء من حيث المظهر أو المضمون، وكان يذهب يوميا الى كليته ويعود لان المسافة الى الاسكندرية لا تتعدى 20 كيلومترا، وحتى اصدقاؤه كلهم من ابناء عزبة الادكاري التابعة لمدينة كفر الدوار محل اقامتهم. واضاف انه كان انسانا عاديا جدا عندما انهى دراسته وحصل على البكالوريوس وتقدم الى القوى العاملة للحصول على وظيفة حكومية كمهندس زراعي وكنت انا وهو واصدقاؤه نجلس على المقهى يوميا الى ان تم استدعاؤه لاداء الخدمة الوطنية. وقال شقيقه ان صبحي كان يريد ان يصبح مهندسا زراعيا الا ان رد القوى العاملة لم يأت فبدأ يفكر في السفر الى أي دولة عربية يبدأ فيها حياته، ولكن صبحي عرف ان عقود العمل تحتاج الى مبالغ كبيرة وعلاقات، وان العائلة لا تملك «لا هذا ولا ذاك»، وقال ان صبحي قال له انه سيسافر الى اليمن ليجرب حظه هناك. وأضاف «كل هذا ولم الاحظ اي تغيير على صبحي لا في علاقاته ولا تصرفاته ولا حتى في تحركاته، وسافر فعلا صبحي الى اليمن أو الاردن وانا غير متذكر ولم يعترض الوالد أو الوالدة لان السعي خلف الرزق امر مشروع». وحول ما اذا كانت لصبحي اي افكار متطرفة قال شقيقه «لا، لقد كان مثل أي مسلم طبيعي ملتزم بالعبادات اولها الصلاة ولم يكن متزمتا أو متطرفا لان البيئة المحيطة لا تفرز تلك النوعية، ولم يكن صبحي صاحب فكر سياسي أو غيره ولم يتبن أي قضايا فالرزق هو الذي كان يشغلنا فقط». وقال محمد شقيق صبحي ان «كل العائلة من الطبقة العمالية البسيطة ولم اسمع ان هناك في العائلة أو حتى المحيط السكاني من أهل القرية من له تلك الانتماءات المتشددة، ولكن صبحي كان شخصية قوية ولديه طموح، وهو ما يفسر حصوله على شهادته العليا ومحاولته السفر لتحسين الدخل والمستوى». وقال «ان صبحي سافر الى اليمن أو الاردن وكان حريصا على ارسال مبالغ مالية بانتظام تتراوح ما بين 200 الى 300 دولار بشيك باسم الوالد، الا ان تلك المبالغ بدأت تتناقص ولم تعد منتظمة وقد اخبرنا في رسالة اخرى انه التحق بالعمل هناك بمنطقة بيشاور كمراسل صحافي لاحدى الصحف الناطقة بالعربية». واضاف شقيقه الاكبر «التغيير الذي بدأنا ملاحظته من خلال رسائل صبحي أو «أبو حفص» كما كنا نراسله ان لهجته في رسائله بدأت تتبدل حيث بدأ يشفع كل جملة مفيدة اما بآية قرآنية كريمة أو بحديث نبوي شريف كنصائح تنفعنا في دنيانا وآخرتنا مثل ان نحافظ على الصلاة رغم انه تعلم الصلاة وواظب عليها داخل البيت. وفي عام 1985 فوجئنا جميعا بحضور صبحي الى كفر الدوار يطرق علينا الباب وقد تغيرت ملامحه حيث اطلق لحيته اضافة الى مظهره حيث ارتدى الجلباب القصير والبنطال والطاقية مثله مثل الافغان، ولكنه كان يغير مظهره واصبح طبيعيا في الشارع فقط اما في المنزل فكان يرتدي هذا الزي وقضى معنا شهرا ونصف شهر». وقال: في عام 1986 ارسل الينا رسالة يطلب فيها من والدي ان يزوجه ابنة عمنا «امال الحاصلة على دبلوم التجارة» بتوكيل وارسالها اليه في باكستان، وكانت وقتها تبلغ من العمر 17 عاما، وصبحي كان عمره 28 عاما وبالفعل تمكنا من ارسال امال الى باكستان بعد ما يقرب من العام الى صبحي. وتوقفت اعانات صبحي المالية لنا تماما وعلمنا انه انجب اولى بناته «خديجة» التي تزوجت كما شاهدنا عبر شاشات التلفزيون ابن اسامة بن لادن «محمد» ثم انجب بعدها فاطمة ثم عائشة ثم محمد. وبعد تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام التي اتهم بها انقطعت رسائله عنا تماما.

والشيء الذي لا تعرفه عائلة صبحي وكشفته الاجهزة الامنية ان محمد عاطف وصل الى اليمن عام 1983 وهناك التقى ببعض العناصر التابعة لتنظيم «الجهاد المصري» والمسؤولة عن الدفع بتلك العناصر الى باكستان للتدريب في معسكرات تنظيم القاعدة، تمهيدا للدفع بهم الى افغانستان والانضمام الى صفوف المجاهدين العرب في مواجهة مع القوات السوفياتية على الاراضي الافغانية أو للقيام بأي مهام اخرى يتم تكليفهم بها. ولكن خبرة صبحي كضابط احتياط اهلته كي يتخطى تلك المراحل التدريبية وبدأ كمعلم وهناك التقى بايمن الظواهري الذي كلفه بمهمتين لا ثالث لهما; الاولى تجميع الكوادر وابداء الرأي فيهم ومدى صلاحيتهم للقيام بالمهام التخريبية والقتالية والعسكرية التي يمكن القيام بها حسب مؤهلاتهم النفسية والبدنية والذهنية، والمهمة الثانية فتح قنوات مع تجار السلاح وجمعها لامداد عناصرهم بها وذلك بمعسكر «الانصار». وبدأ صبحي يكتسب ثقة الظواهري مما جعله الحارس الشخصي والمستأمن لقائد التنظيم اسامة بن لادن.