ملاذ بن لادن المحتمل في أفغانستان جبال يصل علوها إلى 10 آلاف قدم وسكانها يعيشون في عزلة منذ ألف سنة

TT

طرق ضيقة تطل مباشرة على منحدرات صخرية، بعضها يقود الى كهوف نائية تخفيها الصخور، والبعض الاخر يقع على ارتفاع الاف الاقدام ويخفي الممرات الجبلية. هذه الطرق التي استخدمها المهربون لقرون طويلة يمكن ان تكون طرق هروب محتملة لاسامة بن لادن. وذكر قائد سابق لاحدى جماعات المجاهدين عاش في الكهوف لسنوات طويلة خلال الحرب ضد الغزاة السوفيات، ان هناك العديد من مثل هذه الاماكن يمكن لابن لادن الاختباء فيها. كما يعتقد غلام محمد ايضا انه من السهل على بن لادن وحلفائه السير عبر ممرات وعرة في الجبال والتسلل الى منطقة متعاطفة معهم في غرب باكستان.

ونقلت وكالة «الاسوشييتد برس» عن محمد قوله ان نفس الكهوف التي حمت رجال المقاومة الافغانية من القوات السوفياتية في الثمانينات يمكن ان تحمي رجال القاعدة الذين يختفون من الكوماندوز الاميركيين الذين يحاولون تدمير الشبكة.

ووصف محمد الظروف في جبال مارو حيث حارب مع قوات الحزب الاسلامي خلال الحرب ضد القوات السوفياتية. وتجدر الاشارة الى ان الحزب الاسلامي كان واحدا من جماعتين للمقاومة لديها قواعد مختفية داخل الجبال. وتربط جبال مارو اقليم نانغرهر في شرق افغانستان بوادي تيراه الباكستاني النائي.

ولم تعد نانغرهر تحت سيطرة طالبان، ولكن صديق بن لادن القديم الملا يونس خالص ما يزال يسيطر على مساحات كبيرة في الاقليم حيث يملك مزرعة.

وقد ذكر رجال الحراسة في المزرعة ان بن لادن كان في المزرعة قبل القصف الجوي الاميركي في 7 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وهو موقع مثالي للاختفاء ومنطقة انتقال مثالية في حالة الهروب. فسكانها يعيشون في عزلة منذ اكثر من الف سنة. وقد تمكن رجال القبائل المسلحين تسليحا ثقيلا من وقف محاولات السلطات الباكستانية في العقد الاخير لبناء طريق هناك. وخلال الحرب السوفياتية، كان الوادي مسلكا للمجاهدين المدعومين من الولايات المتحدة لنقل الاسلحة والامدادات من باكستان الى افغانستان. وقد استغرق عبور الوادي الوعر ثلاثة ايام بلياليها.

ويرتفع الممر الجبلي من الوادي الى افغانستان الى عشرة الاف قدم وهو ممر خطر لا يمكن عبوره الا بالبغال أو سيرا على الاقدام. وذكر محمد الذي كان في مدينة جلال اباد الواقعة في الشرق عندما انسحبت قوات طالبان من كابل في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ان عشرات من المقاتلين العرب الاعضاء في شبكة القاعدة التي يرأسها بن لادن، قد توجهوا الى بندر في سفح جبل مارو.

وقال محمد «ليس من الممكن الوصول الى قواعد مارو بدون مشاهدة الجنود هناك. اعلم ذلك، لقد عشت هناك لثلاث سنوات. وهي عميقة داخل الجبال. ويمكننا رؤية الافراد من كل الاتجاهات».

ورسم خارطة للجبال، محددا قاعدة الحزب الاسلامي والمخابئ القريبة التي يستخدمها الاتحاد الاسلامي. وقال ان الجماعتين تضمان مجموعات من المقاتلين العرب والباكستانيين. وقال محمد ان عبور وادي تيراه ومتابعة مجموعة من الممرات للتسلل الى منطقة الحدود الشمالية الغربية الباكستانية ليس بالامر الصعب. وقال ان رجال المقاومة ضد السوفيات قاموا بذلك لاكثر من 10 سنوات.

وخلال الحرب السوفياتية، ايدت الحكومة الباكستانية رجال المقاومة الافغان ولذا كان من السهل عليهم الانتقال من وإلى الوادي. وهذا الطريق ليس الممر الوحيد بين البلدين، فهناك ممر سادا في اقليم كونار الواقع في شمال شرقي افغانستان، يؤدي الى منطقة ملاقند في باكستان. وهذه المنطقة يسيطر عليها انصار رجل الدين المتشدد صوفي محمد، الذي حكم عليه الاسبوع الماضي بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد تجنيده آلاف من الباكستانيين للانضمام الى طالبان.

واوضح محمد ان استخدام الطريق المباشر بالسيارات لن ينجح. فحراس الحدود الباكستانيون اوقفوا ثماني سيارات تحمل مجموعات من الباكستانيين والعرب الذين يحاولون الدخول الى ملاقند بعد ايام من انهيار طالبان. واضاف «كان يوجد العديد من العرب في نانغرهر. وكلهم يحاولون العثور على اماكن يمكنهم الاختفاء فيها، او يحاولون العودة الى باكستان».