من معسكرات «القاعدة» في أفغانستان إلى شواطئ ساحرة اسمها «غوام»

الولايات المتحدة تفكر بعزل «الأفغان العرب» في قاعدتين أميركيتين بأرخبيل تائه في المحيط الهادئ

TT

لا يحسد «الأفغان العرب» وسواهم من مقاتلي تنظيم «القاعدة» الأجانب، ممن بدأوا يستسلمون لقوات التحالف هذه الأيام، سوى اليابانيين، فهم أكثر الحالمين بتمضية العطلات في أرخبيل ساحر من جزر منسية، بالكاد يمكن رؤيتها بالعين المجردة كنقاط سوداء على خريطة المتاهات المائية في المحيط الهادئ.. انه أرخبيل «غوام» كما يسمونه بلغة سكانه البالغين 158 ألف نسمة، وهو الموقع الذي تفكر الولايات المتحدة في أن تعزل فيه المستسلمين من أعضاء «القاعدة» عن العالم، الى حين محاكمتهم فيها، لأن «غوام» بقوانينها هي قطعة من الأرض الأميركية في الماء، علما بأن متحدثة باسم القيادة الأميركية في جزيرة هاواي، بالمحيط الهادئ، أعلنت أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن المكان الذي سيؤوي «القاعدة» أو السجناء الآخرين من أفغانستان قبل أن يواجهوا اتهامات رسمية، معلنة في الوقت نفسه أن «غوام» هي أحد الاقتراحات التي يتم درسها، وفق ما بثته وكالة «رويترز» عن لسانها أمس. لكن وكالة «غوام» المحلية للأنباء أكدت أمس أيضا أن رئيس الأرخبيل، وهو الرئيس الأميركي جورج بوش، وقع الأربعاء الماضي على مرسوم بضرورة تهيئة قاعدتين بحريتين من أصل 3 قواعد تملكها الولايات المتحدة في «غوام» التي تبلغ مساحتها 541 كيلومترا مربعا، لاستقبال المستسلمين من تنظيم «القاعدة» في أفغانستان، بهدف عزلهم عن العالم في الجزر التي اكتشفها الاسبان عام 1521 وتنازلوا عنها للادارة الأميركية من ضمن اتفاقية باريس الموقعة عام 1898 بين الدولتين. ويزور «غوام» كل عام ما يزيد على مليون سائح، أكثر من 90 في المائة منهم من اليابان، التي ورثت منها الولايات المتحدة قاعدتين بحريتين كانتا لها في الحرب العالمية الثانية، وهما القاعدتان اللتان يجري تحضيرهما الآن كمأوى للمقاتلين المستسلمين في أفغانستان. و«أراضي غوام» كما تسميها الادارة الأميركية، محسودة أيضا من جيرانها الأرخبيلات الى الشرق من أستراليا في المحيط الهادئ، لأن الدخل السنوي للفرد فيها يزيد على 19 ألف دولار، لأن انتاجها القومي السنوي، الآتي اليها من السياحة والصيد السمكي وموازنة المصروفات الأميركية على 3 قواعد بحرية للولايات المتحدة هناك، يزيد على 3 مليارات دولار، لذلك تنعم «غوام» باستقرار لا يجد معه مجلس نوابها المؤلف من 15 نائبا، منهم 12 يمثلون الحزب الجمهوري و3 الحزب الديمقراطي، ما يناقشه من تشريعات ومشكلات للسكان الذين لم يشهدوا جريمة قتل في الأرخبيل منذ 68 سنة، في حين لم تتعد السرقات العام الماضي الا اثنتين مسجلتين، لذلك يطلقون على «غوام» ألقابا بالعشرات، وجميعها تمتدح ميزاتها كجزر آمنة ومزدهرة، ربما لأنها بعيدة عن العمران في اليابان وأستراليا والفلبين والصين، ولا تجد مهاجرين يأتون اليها لاقامة دائمة، وسط ترقب أميركي بكل راغب في زيارتها لغير السياحة. ويحسدون «غوام» أيضا على ما فيها من رخاء، كمحطتين اذاعيتين ومحطتين للتلفزيون ووكالتي أنباء و3 صحف يومية مع مجلة أسبوعية، وفنادق من 5 نجوم منتشرة على شواطئها بالعشرات، بالاضافة الى 184 ألف خط هاتفي و57 ألف هاتف نقال، وسيارات من آخر طراز، تجوب شوارعها، خصوصا في العاصمة «أغانا» أو «هاغاتنا» بلغة السكان، وهم من الشامورّو الهنود الأصليين، الذين يزيدون على 47 في المائة من سكان الجزيرة، بينما بقية السكان فلبينيون وكوريون ويابانيون، وبعض الأميركيين والأستراليين، ومعظمهم من طائفة الكاثوليك. =