الصليب الأحمر يعلن أن 1.5 مليون شخص في الداخل السوري بحاجة لمساعدات إنسانية

23 مليون يورو من المفوضية الأوروبية لمساعدة السوريين الفارين من الأحداث

مظاهرة ليلية بكفر سوسة بدمشق مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 1.5 مليون نسمة في سوريا بحاجة لمساعدات إنسانية جراء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.

وكان مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة قد أعلن مطلع الأسبوع أن حصيلة الأشخاص السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في البلد العربي بلغت مليون نسمة. ووصف المتحدث باسم الصليب الأحمر، هشام حسن، الوضع في ريف إدلب ودمشق وحماه وأحياء درعا واللاذقية بـ«المتوتر للغاية»، موضحا أن أوضاع النازحين «صعبة للغاية كونهم يقطنون في منازل أصدقائهم وذويهم، وبعضهم يعيش في ظروف سيئة بالمدارس والمساجد والكنائس». وقال حسن إن «من يحتاجون مساعدات إنسانية ليسوا فقط النازحين، وإنما أيضا الأشخاص الذين لا يستطيعون أو لا يريدون مغادرة منازلهم». ولفت المسؤول بالمنظمة الإنسانية إلى أن القتال الدائر بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الذي يجتاح سوريا دفع المزيد من السكان إلى النزوح عن ديارهم.

وفي لبنان، التهمت النيران يوم الخميس 30 خيمة يسكنها نازحون سوريون في بلدة برج العرب في منطقة عكار في شمال لبنان. وذكرت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام أن الجهات الأمنية تجري التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث، فيما أشارت المعلومات الأولية إلى أن قارورة غاز كانت السبب في هذا الحريق. وقد سُجلت 3 حالات إغماء وأصيب اثنان من نزلاء المخيم بحروق طفيفة عملت عناصر الصليب الأحمر على إسعافهم ونقلهم إلى المستشفيات القريبة.

في هذا الوقت، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان دانا سليمان، إن المفوضية تقدم المساعدات لما يزيد على 26 ألف نازح سوري في لبنان موزعين بين الشمال والبقاع والعاصمة بيروت، لافتة إلى وجود نحو 9000 مستفيد من خدمات المنظمة الدولية في البقاع، و900 في بيروت، وبالتالي نحو 16 ألفا في الشمال.

وبينما توقعت سليمان ارتفاع الأعداد المسجلة في البقاع نتيجة الحملة التي تقوم بها المفوضية لحثّ اللاجئين على تسجيل أسمائهم وتقديم أوراقهم، لفتت إلى أن هذه الحملة تستكمل في الأيام المقبلة في مناطق البقاع الأوسط. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة الكبرى التي نواجهها حاليا هي إيواء الأعداد الكبيرة من النازحين، إذ إننا نبحث عن المراكز والأبنية الشاغرة أو المهجورة لنعيد ترميمها لإيواء النازحين»، متحدثة عن وجود «ما يزيد على 3000 نازح في مدارس كانت مهجورة في الشمال». وأكدت سليمان أن هناك مشروعا حاليا لنصب خيم للاجئين في لبنان وبالتالي إقامة مخيم، مشددة على أنه الحل الأخير الذي قد يتم اللجوء إليه، وأضافت «تبعا لخبرتنا في مجال الاهتمام بالنازحين لا نرى أن نصب خيم حل مناسب حاليا، لأن وجود النازحين في مكان واحد قد يُعرضهم للخطر كما لمشاكل في ما بينهم».

وردّت سليمان على ما يُحكى عن أن تقديمات المفوضية تتركز في منطقة الشمال اللبناني، لافتة إلى أن عمل المفوضية في الشمال بدأ منذ بداية الأحداث في سوريا في مارس (آذار) 2011، في وقت بدأ فيه العمل في البقاع في مارس الماضي، وبالتالي فإن العمل بدأ حديثا هناك، مشددة على أن المساعدات نفسها يتم تقديمها في الشمال والبقاع كما يتم تطبيق البرامج عينها. وقالت «نحن نقدم اليوم للنازحين السوريين أينما وجدوا المساعدات الغذائية والإنسانية كما الرعاية الصحية والدعم النفسي بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية. وقد بدأنا دورات تعليمية للأولاد الذين لم يتمكنوا من دخول المدارس اللبنانية لوصولهم في وقت متأخر من العام الدراسي». إلى ذلك، قالت المفوضية الأوروبية ببروكسل إنها اعتمدت تدابير لمساعدة السوريين خاصة اللاجئين، وذلك في إطار سياسة الجوار والشراكة الأوروبية. ووصفت المفوضية التحرك هذا بأنه يأتي استجابة سريعة وبسيطة للاحتياجات الأكثر إلحاحا للسكان واللاجئين السوريين. وقال بيان أوروبي إنه إلى جانب المساعدات الإنسانية التي قدمتها بالفعل المفوضية.

وقالت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد، من خلال البيان إن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم خطة عنان والأمم المتحدة لوقف العنف وبدء مرحلة انتقالية، وهناك التزام أوروبي قوي لدعم الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة. وقال ستيفان فول، منسق سياسة الجوار الأوروبية «إن الاتحاد الأوروبي وقف إلى جانب الشعب السوري منذ اليوم الأول من الاضطرابات، واليوم سيعزز بشكل كبير قاعد مالية صلبة وأداة مرنة وسريعة وفعالة لمساعدة السوريين». وأضاف أن الشعب السوري في أشد الحاجة للمساعدة وهو في عامه الثاني من الاضطرابات، وفي ظل غياب أي علامات في الأفق عن إيجاد حلول، وفي ظل هذه الظروف أصبحت السلع الأساسية باهظة الثمن، ومن الصعب الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، مما أدى إلى ما يقرب من مليون نازح وأكثر من 40 ألف لاجئ. وفي هذا الصدد جرى تخصيص 23 مليون يورو.