المصريون أمام صناديق الاقتراع: «مكره أخوك لا بطل»

حائرون بين وعود «مرسي» و«شفيق» وأحلام الثورة

TT

«مكره أخوك لا بطل».. هكذا يبدو لسان حال قطاع كبير من المصريين وهم يتوجهون اليوم لصناديق الاقتراع لحسم معركة الرئاسة بين محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وأحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المحبوس مبارك.. خياران لا ثالث لهما، فإما أن يذهب هؤلاء لتأييد المرشح الأول بمحبة الكره، وإما أن يذهبوا بهذه المحبة نفسها لتأييد المرشح الثاني.

وفي محاولة للتمرد على شروط هذه المحبة المجحفة، والخروج من هذه الثنائية المتضادة التي قصمت ظهر الحياة السياسة، قرر فصيل آخر المشاركة السلبية، إما بمقاطعة الانتخابات أو الذهاب لصناديق الاقتراع وإبطال الصوت، وهو موقف سياسي يرون أنه سيعصمهم من الوقوع في مصيدة تصالح زائف بين متناقضات لا يمكن التصالح معها.

لكن للضرورة أحكام، وعلى رأي المثل «من يتزوج أمي أقول له يا عمي».. هكذا يبرر رمضان قاسم، سائق تاكسي في الخمسين من العمر موقفه ويضيف: المقاطعة وإبطال الصوت في رأيي نوع من الإفلاس، لازم الناس تقول رأيها في الرئيس الذي سيحكم البلاد.. المسألة مش معضلة، أنا سأعطي صوتي لشفيق لأني بحس إنه صادق ومبارك ظلمه، وبصراحة إللي وصلنا لما نحن فيه الآن هم جماعة الإخوان، لقد أرادوا أن يكوشوا على البلد من أجل مصالحهم فقط، وفشلوا في إدارة البرلمان، وعطلوا كتابة الدستور، الناس دول لا يمكن أن يتغيروا وينطبق عليهم المثل الشعبي «اسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب».

وعلى عكس رمضان ترى ريهام أنور، مدرسة لغة إنجليزية، أن محمد مرسي يمثل أهداف الثورة، وهو صادق في كلامه ووعوده. وترفض ريهام النظر إلى مرسي باعتباره مرشح الإخوان، أو هو ترف الضرورة وتقول: مرسي ليس مرشح نخبة أو صوت جماعة، وإنما هو خيار كل المصريين الشرفاء.

وتقول أمينة عبد الحميد (30 عاما) بكالوريوس تجارة، إنها سوف تمنح صوتها للفريق أحمد شفيق، لأنه الوحيد القادر على إعادة الأمن والأمان في مصر في وقت قياسي.

وأضافت: «تابعت حوارات وتصريحات شفيق خلال الفترة الماضية، وتأكد لي مدى مصداقيته، وشعرت أنه واحد من المصريين العاديين، وليس متكبرا، كما أن لديه دراية كبيرة بإدارة شؤون مصر. لذلك دعوت جميع أفراد أسرتي وأصدقائي للتصويت لشفيق، لتضييع الفرصة الأخيرة على جماعة الإخوان المسلمين لعدم اللعب بعقول الغلابة».

وبحسم.. يقول يوسف هشام، وهو باحث في التراث الشعبي: «مرسي شريك الدم والميدان، لذا سوف يذهب إليه صوتي، ولن أصوت لشفيق لأنه ببساطة شديدة خصم الدم والميدان».

ويقول محمود أحمد، أحد الشباب الذين شاركوا في الثورة: «قررت أن أذهب اليوم إلى لجنة الاقتراع لأدلي بصوتي في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، ولكني لن أعطي صوتي لأي من المرشحين المتنافسين وسأعطي صوتي للحرية التي أتمناها.