الأمير أحمد.. سهر إلى ساعات متأخرة باحثا عن الحقيقة

مقربون من الأمير أحمد يروون لـ «الشرق الأوسط» مواقفه الإنسانية

TT

يواصل الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود مشواره في وزارة الداخلية بعد أن أصبح المسؤول الأول عن هذه الوزارة خلفا للوزير الراحل الأمير نايف، ويستمد الأمير أحمد قوته في إدارة دفعت العمل بتوظيف الخبرات المتراكمة التي تمرس عليها في مدرسة أخيه الأمير نايف. ويتفق الكثير من الخبراء على أن اختيار الأمير أحمد وزيرا للداخلية يكرس سلاسة الحكم السعودي في اختيار القادة، خاصة أن الأمير أحمد عمل مدة طويلة في مهام وزارة الداخلية عندما كان أميرا لمكة المكرمة ثم نائبا لوزير الداخلية، وقد كان قريبا من الأمير الراحل واطلع على الكثير من الملفات التي تتعاطاها الوزارة، وتولى الإشراف على الكثير من المهام واللجان. وبحسب شخصيات مقربة من الأمير أحمد فقد عرف بحبه للعمل والقراءة والاطلاع المستمر وأحيانا ما يطلع عليه الفجر وهو يؤدي عمله في مكتبه ساهرا على راحة المواطنين والمقيمين.

ويكشف لـ«الشرق الأوسط» اللواء يحيى بن سرور الزايدي مسؤول سابق في الأجهزة الأمنية السعودية أن الأمير أحمد يجمع الحزم واللين في شخصيته وعرف بالدقة في عمله حتى أنه يسهر الليل في سبيل الإنجاز لكي يتأكد بنفسه أن كل شيء يسير وفق ما خطط له.

ويضيف الزايد أنه عاصر الأمير أحمد عندما كان مديرا لمرور مكة المكرمة إذ كان الأمير يأتي في ساعات متأخرة من الليل ويسأل عن العمل بدقة متناهية ويأتي في وقت مفاجئ ويحاسب المقصرين، مضيفا أن الأمير كان يرغب في معرفة أسباب أي خلل يحدث ويقوم بمعالجة الوضع وإيجاد الحلول، مشيرا إلى أن تدرج الأمير في العمل منحه الخبرات الطويلة وأصبح متمرسا على العمل الأمني وهو يتعامل مع وزارة الداخلية كعمل إداري وليس كما ينظر البعض إلى أنها جهة عسكرية إلا إذ رأى أن الوضع يلزم الحزم ومعالجة الموقف فإنه يقف بكل جرأة أمام كل تحد. ولم تكن شخصية الأمير أحمد محصورة في جانب العمل الأمني والإداري بل تتجاوز ذلك إلى الجوانب الإنسانية ولين الجانب والعطف على الفقراء ومساعدة المحتاجين. ويوضح الشيخ فيحان بن سلطان البعاج رئيس مركز المجاهدين في محافظة تربة (جنوب السعودية) أن الأمير أحمد شخصية محببة لدى الجميع ويتذكر من المواقف التي عايشها مع الأمير تبرعه لإحدى الأسر السعودية بالرعاية الطبية وبناء المنزل حيث كانت الأسرة مكونة من بنات معاقات، وأصر الأمير على متابعة الموضوع شخصيا حتى أرسل طائرة إخلاء طبي لعلاجهم، ولم يتوقف الأمر عند مساعدة المحتاجين فقط بل كانت له إسهامات كبيرة في إصلاح ذات البين ويبذل المال والجاه لحل الخلافات بين الناس رغبة منه في أن يعيش الجميع في سلام وأمان.

ويضيف البعاج أن الأمير كانت تربطه علاقة بوالده الراحل إذ أن الأمير يقدر كبار السن ويكن لهم الاحترام ويستمع إلى مشاكلهم، وكان مما يميز الأمير حبه لمعرفة الأمر على حقيقته، ويكره عدم الوضوح عند عرض المواطنين لمشاكلهم أمامه.