عائلة الطيار السوري المنشق تصل إلى الأردن

سرعة منح حق اللجوء للطيار حمادة رسالة للآخرين لتشجيعهم على الانشقاق عن النظام

TT

أكدت مصادر أردنية مطلعة وصول عائلة الطيار السوري المنشق حسن مرعي حمادة الذي نجح بالوصول إلى الأردن بطائرته الحربية ميغ 21 روسية الصنع ولم شملها في العاصمة الأردنية عمان حيث تعيش تحت حراسة مشددة من قبل قوات الأمن الأردني بعد معاناة عاشها جميع أفراد العائلة إضافة إلى الطيار نفسه قبل أن يلتئم شملهم في عمان.

وقد تضاربت الأنباء حول كيفية الوصول إلى الأردن خاصة أن مصادر تقول إن أفراد عائلة الطيار حمادة قدمت من تركيا أول من أمس الجمعة عبر مطار الملكة علياء الدولي بعد أن منحت السلطات الأردنية حق اللجوء لرب العائلة وسهلت دخول بقية أفراد العائلة.

ورغم أن السلطات الأردنية تفضل عدم الحديث عن آلية وصول العائلة إلى الأردن فإن النتيجة المراد تحقيقها قد تمت وهي لم شمل العائلة في عمان. وتحبذ التركيز على توفير الأجواء الآمنة والمستقرة لكل العائلات السورية خاصة عائلات العسكريين من أصحاب الرتب العالية. وكان مصدر حكومي أردني أكد في تصريحات نقلتها صحيفة «الغد» الأردنية أمس أن عائلة الطيار السوري حمادة كانت دخلت أراضي المملكة قبل أيام، ضمن آلاف السوريين الذين يلجأون إلى الأردن، هربا من الأوضاع الأمنية هناك.

وأوضح أن «دخول عائلة الطيار السوري لم يكن مرتبا مسبقا، وتم ضمن ظروف عادية، ودون إعلام أي طرف رسمي».

ولم يعط المصدر المزيد من التفاصيل عن عدد أفراد عائلة الطيار أو مكان وجودها.

وحول سرعة النظر في طلب الطيار وموافقة مجلس الوزراء على طلب اللجوء ترى مصادر سياسية أن عمان أرادت إرسال رسالتين سريعتين الأولى إلى النظام السوري مفادها عدم المطالبة بتسليم الطيار إليها والرسالة الثانية وهي المهمة إلى أفراد الجيش السوري أن من يتشجع بالهروب والانشقاق فإن الأردن على استعداد لحمايته وتأمين حماية كريمة له ولأفراد عائلته وهو ما أكده مسؤول أردني أن قبول وضع اللجوء السياسي للطيار السوري «بات منتهيا» بالنسبة للمملكة، مشددا على أن الأردن «لن يسلم» الطيار إلى بلاده.

وحول مصير الطائرة الجاثمة في قاعدة كلية الملك حسين الجوية أشار إلى أن إعادة الطائرة الحربية إلى الحكومة السورية «أمر مرهون بالقوانين والمعاهدات الدولية»، وأن تسليم الطائرة «قضية تتعلق بالقوات المسلحة الأردنية، ومسار بحثها هناك». على صعيد متصل قال مصدر أردني لـ«الشرق الأوسط» إن الفرق الفنية والهندسية في سلاح الجو الملكي الأردني قامت بمعاينة الطائرة وهي من الطراز القديم لمعرفة التعديلات التي أدخلت عليها في نظام الرادار ونظام التشويش الإلكتروني والحراري وتوسعة خزانات الوقود والمسافة التي تستطيع الطيران بكميات الوقود إضافة إلى أنواع الصواريخ والذخائر التي تحملها.

وأشار المصدر إلى أن كل المعلومات التي يمكن الحصول عليها تفيد القوات المسلحة الأردنية خاصة أن علاقات التعاون العسكري بين الأردن وسوريا شبه مقطوعة منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وأوضح المصدر أنه سبق أن قام طياران سوريان بالفرار بطائرتيهما ميغ 17 إلى الأردن في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وقد منح الأردن الطيارين اللجوء السياسي وأعاد الأردن الطائرتين إلى سوريا بأمر من الملك الراحل الحسين بن طلال.

وعلى صعيد متصل أفادت المعلومات الراشحة من التحقيق أن الطيار العقيد حمادة الذي يخدم في قاعدة خلخلة القريبة من مدينة السويداء جنوب سوريا قد تم تهميشه وستة آخرين من رفاقه لأنهم من الطائفة السنية وقد زادت عليهم المضايقات في الآونة الأخيرة من قبل بعض ضباط الطائفة العلوية وقد خططوا للهروب عبر الحدود مع الأردن إلا أنهم لم يتمكنوا بسبب الرقابة الصارمة عليهم إلا أنه نجح عندما سمح له بالقيام بطلعة جوية بمشاركة سرب من الطائرات فوق مدينة درعا الحدودية حيث نجح بالانفصال عنهم والطيران بمستوى منخفض والدخول إلى الأراضي الأردنية.

وكان الأردن قد أعلن الخميس موافقته على منح حق اللجوء السياسي للطيار السوري المنشق العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة الذي هبط بطائرة حربية سوريا في قاعدة عسكرية جوية شمال المملكة «بناء على طلبه».

يشار إلى أن أكثر من 125 ألف سوري لجأوا إلى الأردن منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد في سوريا في مارس (آذار) 2011، وبحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هناك أكثر من 22 ألف لاجئ سوري مسجلون في الأردن.

وكانت وزارة الدفاع السورية قد اعتبرت، في بيان رسمي لها نقلته مساء الخميس وكالة الأنباء السورية «سانا»، الطيار اللاجئ للأردن، العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة، «فارا من الخدمة، وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري، وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الأعمال، بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة».

وذكرت الوزارة السورية أنه «يتم التواصل مع الجهات المختصة الأردنية من أجل ترتيب استعادة الطائرة».

وتعد حادثة لجوء الطيار السوري بطائرته الحربية للأردن هي أول حالة انشقاق من نوعها في سلاح الجو السوري منذ اندلاع الأحداث والاحتجاجات في سوريا قبل نحو عام ونصف.