هجوم على مقر «الإخبارية السورية» يوقع 3 قتلى.. ووزير الإعلام يحمل الجامعة العربية المسؤولية

الكردي لـ «الشرق الأوسط»: العملية نتاج اشتباك بين الحرس الجمهوري ومنشقين عنه

مبنى قناة «الإخبارية» المدمر كما بدا أمس بعد التفجير بالقرب من دمشق (رويترز)
TT

أعلنت وزارة الإعلام السورية أن «مجموعات إرهابية مسلحة، نفذت فجر الأربعاء هجوما على مقر ومباني قناة (الإخبارية السورية) بريف دمشق»، مشيرة في بيان لها إلى أن المجموعة «اغتالت عددا من الصحافيين والإعلاميين والفنيين في القناة وعناصر الحراسة الخاصة بها، وزرعت عبوات ناسفة في استوديو الأخبار ومباني الإدارة المختلفة وغرف التجهيزات الفنية ودمرتها بالكامل، ثم أشعلت النار في ما تبقى، وقامت بتقييد عدد من العاملين في القناة ثم اغتالتهم بإطلاق النار عليهم مباشرة واختطفت عددا آخر منهم».

وحمّل عمران الزعبي، وزير الإعلام السوري، الأمين العام لجامعة الدول العربية (نبيل العربي) شخصيا ومجلس الجامعة، الذي اتخذ قرار وقف البث الفضائي، المسؤولية القانونية وليس فقط السياسية عن الهجوم الذي استهدف مبنى قناة «الإخبارية السورية»، وأسفر عن مقتل ثلاثة من العاملين فيها، موضحا أن «أولئك الذين ارتكبوا المجزرة كانوا ينفذون اليوم قرار مجلس الجامعة بإسكات الصوت الإعلامي في سوريا».

في هذا الوقت، أعلن الجيش السوري الحر، أن حادثة استهداف «الإخبارية السورية» هي «نتيجة اشتباكات حصلت بين منشقين عن الحرس الجمهوري وجنود هذا الحرس المتحصنين داخل المبنى». وأوضح نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي أن «كل محطات الإعلام السورية محاطة بالحرس الجمهوري، وهي تحولت مع المستشفيات إلى ترسانة أسلحة وذخائر عائدة للحرس المذكور». وأكد الكردي لـ«الشرق الأوسط»، أن «من نفذوا الهجوم هم مجموعة من المنشقين عن الحرس الجمهوري، وعلى أثر الانشقاق حصل تبادل إطلاق نار واشتباك مسلح بينهم وبين الجنود المتحصنين داخل المبنى، وعلى أثر إطلاق النار وقذائف الـ(آر بي جي) تفجّرت الذخائر المكدسة داخل المبنى وأدت إلى ما أدت إليه».

وقال «نحن كجيش حر ليست لدينا أي نية أو مصلحة في تدمير المؤسسات الإعلامية والاقتصادية وكل المنشآت العامة ومؤسسات الدولة التي نعتبرها ملكا الشعب وليس النظام، لأننا سنعود إليها بعد سقوط النظام، لكن هناك ظروفا تفرض على العسكري أثناء انشقاقه أن يكون في مواجهة مع مستهدفيه من جنود النظام». ورأى أنه «كلما زادت عمليات القتل وأمعن النظام في إجرامه، زادت مساحة تأثير الجيش الحر والثوار في سوريا».

أما المعارض السوري كمال اللبواني فتوقع أن «يكون هناك خرق في أمن النظام، وهناك من يتعاون مع المعارضة وأمّن لها الدخول وتنفيذ العملية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الحادث مؤسف بسبب سقوط ضحايا، لكن هذه حرب والنظام الذي يستخدم الشبيحة والأمن في قتل الأبرياء والأطفال ويرتكب المجازر سيلقى هذا الرد في أي وقت وفي أي مكان، فعندما لا تكون هناك عدالة يصبح الانتقام هو سيد الموقف». ولفت إلى أن «هذه المحطة (الإخبارية السورية) مكروهة من الشعب السوري بسبب الأكاذيب التي تروجها وتشويهها للحقائق، وقد يكون بعض الذين خسروا عائلاتهم في المجازر نفذ هذه العملية، لكننا نأسف لسقوط الضحايا، ولا شك أن غياب العدالة سيولد الانتقام، ومن الواضح أن البلد ذاهب إلى حرب أهلية». ورأى أنه «إذا كانت المعارضة نفذت هذه العملية فهي رسالة قوية إلى النظام تقول له: باستطاعتي أن أدخل أي مكان وأوجه لك الضربة تلو الأخرى».

وعلى صعيد العمليات الميدانية، واصلت قوات الجيش النظامي أمس قصف مناطق عدة في محافظات إدلب وحلب وحمص، في حين قتل ما لا يقل عن 15 من عناصر القوات الحكومية، بينهم عقيد في الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى 7 مواطنين في اشتباكات مع الجيش الحر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان عصر أمس.

وفي ريف دير الزور قتل ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية السورية إثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بعد منتصف ليل الثلاثاء، بحسب المرصد. وشهدت المدينة اشتباكات عند حي القصور ودوار الموظفين. كما سقطت قذائف على حي الحميدية جانب جامع الحسين أدت إلى هدم منزل بالكامل حسب ما قالته مصادر محلية.. وأضاف المرصد في بيان أن 15 جنديا انشقوا من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وأمنية.

وفي ريف إدلب أعلن المرصد «مقتل عقيد في الحرس الجمهوري» المكلف بحماية دمشق وريفها، بينما قتل أربعة جنود من القوات النظامية إثر تفجير آليات للقوات النظامية السورية في قرية معرة دبسة. كما قتل مواطنان اثنان في قرية بسامس في المحافظة إثر سقوط قذيفة على القرية.

وفي محافظة حلب تعرضت بلدات في الريف الشمالي لقصف القوات النظامية، فيما هاجم الجيش الحر نقاطا للحراسة في محيط مطار منغ العسكري، وفقا للمرصد. وفي ريف حماة تتعرض قرى جبل شحشبو إلى قصف من قبل القوات النظامية شاركت فيها مروحيات مقاتلة في محاولة للسيطرة على المنطقة. وفي محافظة درعا تعرضت بلدة كفر شمس لقصف من قبل القوات النظامية، من دون توافر أي معلومات حول الضحايا. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية تحاول السيطرة على كفر شمس منذ ستة أيام سقط خلالها 24 شخصا بين مدنيين ومقاتلين معارضين ومنشقين، بالإضافة إلى سقوط أكثر من 150 جريحا وإحراق عشرات المنازل.

من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن تجدد القصف العشوائي على بلدة كفر شمس لليوم الثالث على التوالي وسط انقطاع كافة أشكال الاتصالات عن البلدة والكهرباء ونقص شديد في المواد الطبية، وسط إضراب شامل في مدينة درعا. وفي محافظة ريف دمشق، قتل خمسة مواطنين إثر سقوط قذائف وإطلاق رصاص في مدينة دوما، ووجه ناشطون نداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة العائلات النازحة من دوما وتأمين مأوى لها، بعدما تشردت العائلات جراء القصف العنيف. وفي قدسيا والهامة قال ناشطون إن أكثر من 200 عائلة أغلبهم من النساء والأطفال لجأوا إلى مدارس الصبورة بعد أن غصت منازل المناطق القريبة بالعائلات الهاربة من القصف وقال ناشطون إن هؤلاء بحاجة إلى كل شيء.