علي صالح في واشنطن اليوم للقاء بوش ومصادر يمنية تنفي وجود معسكرات إرهابية

TT

انتقدت مصادر سياسية في صنعاء امس التقارير التي نشرتها بعض وسائل الاعلام الاميركية في اليومين الماضيين وتحدثت عن احتمال ان يتعرض اليمن لضربة عسكرية لبعض القواعد التي ذكرت ذات الوسائل انها تستخدم لتنظيم عمليات ارهابية ضد المصالح الاميركية. وقالت ذات المصادر ان مثل هذه التقارير لا تعبر عن المواقف الرسمية الاميركية، مشيرة في نفس الوقت الى ان الادارة الاميركية تعبر عن رضاها للتعاون الذي يبديه اليمن في ميدان مكافحة الارهاب. وقالت المصادر السياسية اليمنية ان موقف بعض وسائل الاعلام الاميركية ليس جديدا اذ كانت قد نشرت تقارير سابقة ازاء هذا الامر، حيث تحدثت عن وجود قواعد عسكرية في اليمن تساعد الارهابيين، بيد ان الايام اثبتت ان هذه المعلومات غير صحيحة. ونفت ذات المصادر لـ «الشرق الأوسط» وجود اية قواعد لتنظيم القاعدة في اليمن، ووجود معسكرات لتدريب مسلحين. ونوهت بان ما يشار الى وجود تنظيم ما يسمى بجيش عدن ـ ابين الاسلامي هو كذبة كبرى، اذ ان عناصر هذا التنظيم غير المشروع والمحظور كان محدودا، وتم اعتقالهم ثم احيلوا الى القضاء وجرت محاكمتهم بمن في ذلك زعيم هذه المجموعة ابو الحسن زين العابدين المحضار والذي اعدم في اكتوبر (تشرين الاول) عام 1999. واكدت ان السلطات الامنية كثفت من اجراءاتها الامنية بملاحقة العناصر الذين كانوا في افغانستان اثناء الحرب ضد الاتحاد السوفياتي السابق، وان الامن اليمني قبض على 20 عنصرا اثبتت التحريات ان لا علاقة لهم بتنظيم القاعدة. وجددت ذات المصادر نفي ان يكون لاي مسؤول في اليمن اية علاقة بتنفيذ الهجوم الانتحاري الذي وقع في 12 اكتوبر قبل الماضي على المدمرة الاميركية «يو. اس. اس. كول» وقتل فيه 17 من قوات البحرية الاميركية عندما كانت تتزود بالوقود في ميناء عدن. واكدت ان التعاون اليمني ـ الاميركي في التحقيقات حول ذلك الهجوم يشهد تحسنا وبخاصة منذ ما بعد الضربات على الولايات المتحدة في الـ 11 من سبتمبر الماضي. وان السلطات اليمنية تبدي تعاونا كبيرا في هذا الامر.

وكانت مصادر يمنية قد اشارت الى ان توقيت النشر لمثل هذه التقارير يتزامن مع بدء زيارة للرئيس اليمني عبد الله صالح لواشنطن، وهو ما يثير الريبة وخاصة ان الرئيس اليمني سيلتقي بالرئيس جورج بوش في البيت الابيض اليوم حيث يعقد الرئيسان قمة يتناولان فيها العديد من القضايا التي تتعلق بتعاون البلدين وتحديدا في الجانب الامني. واشارت الى ان نشر مثل هذه التقارير يهدف الى الضغط على السلطة اليمنية للتوقيع على اتفاقية امنية لمكافحة الارهاب وتسمح بالتالي بوجود اميركي في اليمن.

وفي هذا السياق، حث الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس شورى حزب الاصلاح اليمني الرئيس علي عبد الله صالح على عدم قبول اية مطالب في هذه الامور من قبل الولايات المتحدة. وقال عندما كان يتحدث امس في مدينة عمران على بعد 50 كيلومترا ان على الشعب اليمني ان يكون صفا واحدا ضد اية مؤامرة او مكيدة قد تحاك ضد اليمن. واشار الى ان السياسة الدولية قد صارت بيد الولايات المتحدة التي تسعى جاهدة الى نشر قواتها في مختلف اقطار الارض خدمة لمصالحها واهدافها التي لا يستفيد منها الا العدو الصهيوني. واضاف ان زيارة الرئيس لواشنطن الهدف منها الضغط على اليمن من اجل التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تخدم الطرف الاميركي في اطار ما يسمى بمكافحة الارهاب من وجهة النظر الاميركية. ودعا الرئيس علي صالح الى الثبات على ما اعلنه من مواقف سابقة تجاه مثل هذه الامور، مشيرا الى ما اعلنه الرئيس عقب ضربات سبتمبر الماضي من ان اليمن لا يقبل بوجود اية قوات اجنبية على ارضه مهما كانت الظروف.