مصادر رسمية يمنية: ضبط 3 خلايا إرهابية.. وجهود تبذل لعودة السفير السعودي إلى صنعاء

قالت لـ «الشرق الأوسط»: هناك إمكانية لإقامة نظام فيدرالي ولكن ليس على أساس «شمال وجنوب»

العميد يحيى محمد عبد الله صالح رئيس أركان قوات الأمن المركزي في اليمن ونجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يشارك بصنعاء أمس في إحياء ذكرى ضحايا من القوات المسلحة قضوا بتفجير إرهابي في مايو الماضي (رويترز)
TT

صرحت مصادر رسمية يمنية بأن هناك اتصالات تجري على أعلى المستويات من أجل عودة السفير السعودي لدى اليمن علي الحمدان إلى صنعاء بعد مغادرته السفارة إلى الرياض خلال الفترة الماضية، في حين كشفت عن إمكانية قيام نظام فيدرالي في البلاد، وأعلنت عن ضبط ثلاث خلايا إرهابية خطيرة.

وذكرت المصادر في تصريحات عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» في لندن أن «هناك جهودا تجري على أعلى المستويات لضمان عودة السفير السعودي الأخ علي الحمدان إلى صنعاء في القريب العاجل»، وأضافت «يقوم الأخ رئيس الجمهورية بجهود في هذا الصدد، مع ملاحظة أن مغادرة الأخ السفير الحمدان إلى الرياض لا تعني إطلاقا أزمة من أي نوع في العلاقات بين البلدين». وأشارت إلى أن «عودة الأخ السفير الحمدان ملحة، فهناك أكثر من أربعين ألف تأشيرة عمل تتوقف على عودة العمل في السفارة، وكذا أكثر من عشرين ألف تأشيرة عمرة». وحول أسباب مغادرة السفير السعودي لدى اليمن صنعاء وعودته إلى الرياض قالت المصادر «هناك عوامل مرتبطة بالترتيبات الأمنية في السفارة، التي ربما رأت أن مغادرة السفير ستكون مناسبة في ظل تهديدات تنظيم القاعدة، واستمرار احتجاز نائب القنصل السعودي لدى عناصر من تنظيم القاعدة وفشل جهود الإفراج عنه حتى اللحظة».

وحول جهود مكافحة تنظيم القاعدة ذكرت المصادر أنه «تم ضبط ثلاث خلايا إرهابية خطيرة»، وذكرت أن «الخلية الأولى تم ضبطها في صنعاء وكانت تخطط لعشر عمليات كبيرة في العاصمة، وهي على علاقة بحادث ميدان السبعين الإجرامي الذي راح ضحيته مئات القتلى والجرحى من الجنود في ميدان السبعين، كما تم ضبط الخلية التي خططت لاغتيال القائد الشهيد سالم قطن قائد المنطقة الجنوبية الذي استشهد في مدينة عدن، وخلية ثالثة في المكلا بمحافظة حضرموت كانت تخطط للقيام بعدد من العمليات الانتحارية ضد شخصيات ومصالح حكومية، وهذا دليل على النجاح الكبير الذي حققته أجهزة الأمن في البلاد».

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد بحث مع رئيسي جهازي المخابرات في البلاد التطورات الأمنية الجارية والحرب على الإرهاب، وهو أول لقاء رسمي معلن له برئيس جهاز الأمن السياسي غالب القمش، ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء علي محمد الأنسي، وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللقاء بحث مسألة تطوير أداء الجهازين الاستخباريين وإمكانية دمجهما في جهاز واحد ذي فاعلية أقوى، إضافة إلى جهودهما في ملاحقة العناصر الإرهابية المطلوبة، وقالت مصادر رسمية يمنية إن المسؤولين البارزين قدما إلى هادي «تقريرا مفصلا حول القبض على عدد من الخلايا الإرهابية ومنها الخلية التي دبرت ونفذت تفجير ميدان السبعين في 21 مايو (أيار) الماضي، تلك الجريمة الشنعاء التي ندد بها العالم كله، حيث تم القبض على هذه الخلية الإرهابية والإجرامية وقد ساعد ذلك على إحباط عشر عمليات إرهابية في صنعاء».

وعلى صعيد التهيئة للحوار الوطني، ذكرت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن «مهام لجنة الاتصال المكلفة بالدعوة إلى مؤتمر الحوار الوطني انتهت بنهاية شهر يونيو (حزيران)، وسوف يتم دمجها في اللجنة الوطنية العليا للحوار الوطني الشامل التي سيتم تشكيلها قريبا». وأضافت أن «مهام اللجنة ليست التحاور مع الأطراف اليمنية المختلفة، ولكن دعوتها للحوار». وكثفت لجنة الاتصال الرئاسية الخاصة بالحوار الوطني الشامل في اليمن من لقاءاتها وإجراءاتها قبيل انتهاء فترة عملها، وقالت اللجنة، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها سوف تقدم تقريرها النهائي إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي الأربعاء المقبل ليتضمن نتائج عملها، والتقى هادي، أمس، بأعضاء اللجنة وبحث معهم «آخر مستجدات نشاطهم في التواصل مع الجهات السبع التي كلفت بالتواصل معها، وهي الأطراف غير الموقعة على المبادرة الخليجية»، كما التقت اللجنة بالمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، وأطلعته على «تقرير مختصر عن إنجازاتها حتى آخر يوم عمل لها، وهو 30 يونيو الماضي». ونقلت مصادر يمنية عن بن عمر قوله إنه يعتبر مهمة لجنة الاتصال «ناجحة لأنكم كلفتم بدعوة الأطراف المختلفة إلى الحوار، وهذا ما تم»، وإن «التحديات التي ظهرت من خلال فعاليات تواصل اللجنة المختلفة كانت متوقعة، وإن القرار الأخير لمجلس الأمن 2051 الصادر الشهر الماضي أكد على أهمية الحوار في المرحلة الانتقالية لليمن».

وحول لقاء لجنة الاتصال ببعض القيادات الجنوبية في القاهرة مؤخرا وتمسك بعض القيادات الجنوبية بشرط «تقرير المصير» و«فك الارتباط»، قالت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط»: «هذه طروحات مرفوضة لأن المجتمع الدولي يرفضها من خلال قرارات الأمم المتحدة، ومواقف الأميركيين والأوروبيين والخليجيين الذين يصرون على أن يجري الحوار ضمن اليمن الواحد، وهناك مؤشرات إيجابية لحضور الأطراف الجنوبية الحوار من دون شروط مسبقة، ما عدا ما يتعلق بفصيل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي لا يزال يصر على عدم حضور مؤتمر الحوار الوطني». وحول شكل الدولة اليمنية المستقبلية قالت المصادر إنه «جرى حديث عن الفيدرالية، غير أن الحديث عن فيدرالية بإقليمين (شمال وجنوب) مرفوض، وهناك إمكانية لحديث عن أكثر من إقليمين، ثلاثة أو أربعة، حسب ما يمكن أن يتمخض عنه مؤتمر الحوار الوطني الذي سيناقش شكل النظام السياسي في البلاد من ناحية كونه رئاسيا أو نيابيا أو مختلطا».

إلى ذلك، أفشلت اللجان الشعبية في محافظة الضالع جنوب اليمن، فجر أمس، محاولة جديدة لمسلحين من عناصر تنظيم القاعدة للدخول إلى إحدى المديريات. وقالت مصادر في مديرية الشعيب بمحافظة الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن سيارة قدمت إلى مدينة العوابل، مركز المديرية، وهي تقل عددا من المسلحين الذين اكتشف المواطنون أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة أو تنظيمه المحلي «أنصار الشريعة»، وإن المنطقة كانت تعرف أن بعض تلك العناصر المتشددة سوف تحاول التسلل إليها ولذلك استعدت بتشكيل لجان شعبية، وهي التي أوقفت المسلحين عند محاولتهم الدخول إلى المدينة، وتحدثت المصادر عن محاولة مسلحي اللجان الشعبية إقناع عناصر «القاعدة» بتسليم أنفسهم طواعية إليهم ثم إلى السلطات، غير أنهم رفضوا وباشروا إطلاق النار، الأمر الذي أدى إلى الرد بالمثل، مما أدى إلى مقتل أحد عناصر «القاعدة» وإصابة عنصرين آخرين، قبل أن تسيطر اللجان الشعبية على الموقف وتعتقل 9 آخرين وتقوم بتسليمهم إلى السلطات.

وحسب مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، فإن مسلحي «القاعدة» كانوا قادمين إلى مديرية الشعيب بالضالع من محافظة أبين التي دحروا الشهر الماضي فيها، عبر مرورهم بمنطقة مريس ثم جبن، وترجح المصادر أنهم كانوا يختبئون في مديرية رداع في محافظة البيضاء الفترة الماضية، قبل محاولتهم التسلل إلى الضالع التي لا يوجد فيها وجود معلن لـ«القاعدة» بشكل مطلق.