لافروف: نعتبر طلب ميركل لإيواء الأسد بمثابة «المزحة»

قال إنها لن تسمح بفرض السلام عبر مجلس الأمن

TT

كشف سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية عن أن المستشارة الألمانية طلبت من الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة لألمانيا «توفير ملجأ آمن» للرئيس السوري بشار الأسد في روسيا. وقال في ختام مباحثاته مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي أمس في موسكو: «إن الدعوات الصادرة عن العواصم الغربية إلى روسيا لتوفير (ملجأ آمن) للرئيس السوري بشار الأسد تدل على سوء فهم لمواقف روسيا من الأزمة السورية»، مشيرا إلى أن «مثل هذه الدعوات محاولة غير نزيهة لتضليل أناس جادين ينشغلون بالسياسة الخارجية أو عدم فهم موقف روسيا»، على حد تعبيره. ومضى لافروف ليقول إن الدهشة أصابته بعض الشيء خلال اتصالاته الأخيرة مع عدد من نظرائه الأجانب حول هذه القضية حين أعربوا له عن يقينهم بأن موسكو يمكن أن تستضيف الأسد على اعتبار أن ذلك يمكن أن يكون حلا لكل مشكلات الشعب السوري، وهو ما وصفه بقوله إن ذلك «إما محاولة غير نزيهة لتضليل الناس الجديين الذين يمارسون السياسة الخارجية، وإما عدم فهم ما يحدث وحقيقة الموقف الروسي». ومضى الوزير الروسي ليضيف قوله: «إن الجانب الروسي اعتبر الاقتراح الذي قدمه الجانب الألماني خلال اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ألمانيا حول دعوة روسيا لمنح الرئيس السوري حق اللجوء السياسي (مجرد مزحة) لم يأخذها الرئيس بوتين على محمل الجد، واعتبرها انتهت بانتهاء طرحها». وحول مواقف روسيا من المعارضة قال لافروف إن بلاده سوف تستقبل الأسبوع القادم وفدا من المعارضة الروسية برئاسة عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري، إلى جانب احتمالات وصول ميشيل كيلو على رأس وفد آخر من ممثلي المعارضة السورية. وإذ أشار لافروف إلى أن حربا كبيرة من الممكن أن تنشب في حال لم يغير الغرب موقفه من سوريا، قال: «إن المواقف الغربية ستسفر حتما عن تدهور الأضاع في سوريا وتفشي العنف، ما قد ينتهي باندلاع حرب كبيرة جدا». وكشف عن أن بلاده «لن تؤيد في مجلس الأمن الدولي فكرة إجراء عملية لفرض السلام في سوريا في إطار الأمم المتحدة على اعتبار أن ذلك يعتبر تدخلا لا تستطيع روسيا أن تؤيده أو توافق عليه». أما عن احتمالات نشر قوات حفظ السلام في سوريا قال لافروف: «هناك ممارسة متبعة في هذا الشأن.. فعمليات كهذه يجب أن تجري بموافقة حكومة البلد الذي يستضيفها، وبموافقة الأطراف المتنازعة». وعاد الوزير لافروف إلى تأكيد رفض بلاده لمواقف بعض البلدان التي تشجع المعارضة السورية على رفض الحوار مع السلطات بغية دفع الأمور نحو التدخل الخارجي. وخلص الوزير الروسي إلى أن «تقرير مصير سوريا، بما في ذلك تقرير مصير زعمائها، أمور لا يستطيع تقريرها إلا الشعب السوري وحده»، حسبما نص على ذلك بيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) الماضي. وأضاف أن بلاده «لن تسمح بأي محاولات من جانب بعض الشركاء من أجل وضع أي شروط مسبقة أو تحديدات في هذا البيان، بما في ذلك قوام المشاركين في الحوار الوطني». وأعاد إلى الأذهان ما سبق واتفقت عليه الأطراف المعنية حول ضرورة اتفاق السلطة والمعارضة حول المرحلة الانتقالية استنادا إلى التفاهم المتبادل، بينما دعا كل الأطراف الخارجية إلى حشد الجهود من أجل وقف العنف في سوريا وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن تحت رقابة البعثة الأممية». وقال: «لدينا رأي مشترك حيال ضرورة تسوية الأزمة في سوريا سلميا على أساس توحيد الجهود الدولية لدعم خطة كوفي أنان».

ومن جهته, قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أمس، إن بريطانيا ستكون مستعدة لاتخاذ إجراءات لتسوية النزاع في سوريا من دون دعم روسيا والصين، أبرز حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.. رغم أن هيغ أكد أنه يتمنى مشاركتهما في حل الأزمة من خلال اتخاذ قرار جماعي في مجلس الأمن.

وأشار هيغ، خلال حوار مع الجماهير على موقع «تويتر» الاجتماعي أمس، إلى أن مهمة السلام التي يقودها المبعوث العربي الدولي كوفي أنان قد «فشلت حتى الآن»، وذلك ردا على سؤال حول كم «المذابح المتوقعة في سوريا حتى يدرك المجتمع الدولي أن الخطة لم تعد صالحة».