قتلى وجرحى في احتجاجات وهجوم على مبنى حكومي جنوب اليمن

أمين عام «الاشتراكي» : إحداث إصلاحات داخل حزب المؤتمر مهم لتأهيله للحوار

متظاهرون يمنيون منددون بآثار حرب 1994 في ذكراها الـ18 بالعاصمة صنعاء أمس (رويترز)
TT

شهد جنوب اليمن أعمال عنف سقط فيها قتلى وجرحى إثر مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، بينما تعرض مبنى حكومي لأضرار إثر هجوم بأسلحة مختلفة عليه في محافظة الضالع.

وقال قادة الاحتجاج إن قوات الأمن اليمنية قتلت بالرصاص ثلاثة في جنوب اليمن، أمس، وأصابت سبعة آخرين في مظاهرات نظمها انفصاليون جنوبيون، لكن مسؤولين قالوا إن المحتجين هاجموا أفراد الأمن والجنود. وقال مسؤول أمني إن عناصر مسلحة في المسيرة أطلقت النيران على قوات الأمن والجيش. ولم يتمكن من تأكيد مقتل المحتج. ونظمت المسيرة لأحياء ذكرى اليوم الذي دخلت فيه القوات الحكومية من صنعاء مدينة عدن عام 1994 في نهاية حرب بين القوات المناصرة للوحدة والأخرى التي تزعمها نائب الرئيس السابق، علي سالم البيض، التي أيدت الانفصال. وكانت عدن عاصمة دولة اليمن الجنوبي السابقة حتى إعلان الوحدة بين الشمال والجنوب عام 1990.

وقال ناشط بالحراك الجنوبي إن رجلا قتل بالرصاص وأصيب ثلاثة آخرون عندما هاجمت قوات الأمن مظاهرة أخرى نظمت للمناسبة نفسها في بلدة سيئون في محافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن.

وعندما طلب منه التعليق على التقرير قال مصدر أمني إن قوات الأمن اتخذت إجراءات ضد المحتجين الذين هاجموا متاجر مملوكة ليمنيين شماليين. ويشهد اليمن اضطرابات منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، العام الماضي. وتنحى صالح في فبراير (شباط)، لكن لا تزال الانقسامات تعصف بالبلاد. وتكافح الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة أصبحوا أكثر رسوخا في أجزاء من الجنوب، في العام الماضي.

إلى ذلك، قال مصدر يمني إن مجمعا حكوميا بجنوب البلاد تعرض لهجوم مسلح، أمس. وقال مصدر في السلطة المحلية بمحافظة الضالع جنوب اليمن لموقع «26 سبتمبر نت» الحكومي إن «المجمع لحقت به أضرار على أثر تعرضه لوابل من الرصاص وقذائف آر بي جي من قبل عناصر تخريبية». وأضاف: «تلك العناصر قامت بأعمال شغب وفوضى وقطعت الطريق بين عدن وصنعاء أمام منطقة الجليلة، في الوقت الذي قام فيه رجال الأمن بالتصدي لتلك العناصر حفظا للأمن والاستقرار بالمحافظة».

على صعيد آخر، أبلغ مسؤول محلي بالمحافظة «26سبتمبر نت» أن ما يزيد على 40 مسلحا من تنظيم القاعدة، شوهدوا وهم يمرون بالضالع متوجهين إلى عدن. وأكد المصدر «تم إبلاغ أجهزة الأمن بذلك لتعقب تلك العناصر الإرهابية والقبض عليها قبل قيامها بتنفيذ أي عملية إرهابية وتسللها إلى محافظة عدن».

يشار إلى أن اليمن أصبح ملاذا لعناصر «القاعدة»، مستفيدة بحالة الانفلات الأمني التي سادت البلاد خلال الاحتجاجات ضد الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.

إلى ذلك، أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ونائب رئيس لجنة الاتصال الرئاسية، الدكتور ياسين سعيد نعمان، أن إحداث إصلاحات جذرية داخل حزب المؤتمر الشعبي العام أمر مهم يؤهله للحوار الوطني. وقال نعمان، في تصريح له لصحيفة «أخبار اليوم»، إن النقاط الـ12 التي تقدم بها الحزب الاشتراكي لأحزاب اللقاء المشترك ووافقت عليها، تعتبر مدخلا للقضية الجنوبية ولتعزيز الثقة بين جميع الأطراف المختلفة، ولتهيئة الظروف المناسبة للحوار الجاد لحل هذه القضية حلا عادلا. وكانت مجموعة أحزاب اللقاء المشترك قد تبنت رؤية تقدم بها الحزب الاشتراكي اليمني للتمهيد للدخول في الحوار الوطني يأتي على رأسها إصلاح لآثار حرب 1994.

وكان نعمان التقى، مساء الجمعة، المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، وناقش معه سير عملية التسوية السياسية في اليمن، واستكمال عملية نقل السلطة، والتهيئة للحوار الوطني، ونتائج ما توصلت إليه لجنة الاتصال الرئاسية للتهيئة للحوار الوطني. وأكد نعمان للمبعوث الدولي إن قانون العدالة الانتقالية يعتبر حقا، مقابل قانون الحصانة الممنوحة لرموز النظام السابق.