الإفراج عن جميع المعتقلين في أحداث السفارة السورية في القاهرة

معارضون سوريون لـ «الشرق الأوسط»: رفضنا اقتحامها.. ولا نريد أزمة مع الأمن المصري

TT

أخلت النيابة المصرية أمس سبيل 3 صحافيين وجميع المعتقلين في واقعة محاولة اقتحام السفارة السورية في القاهرة، عقب التفجير الذي شهده مبنى الأمن القومي بدمشق مساء الأربعاء الماضي، وقتل فيه وزير الدفاع السوري.

وشهد محيط السفارة السورية في القاهرة اشتباكات بالقنابل المسيلة للدموع والمولوتوف بين مئات المتظاهرين وعناصر تأمين السفارة من الأمن المركزي، وقال الناشط السوري معتز شقلب لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم إلقاء القبض إلا على شاب سوري مصري الجنسية، بينما كان كل المعتقلين الباقين مصريين».

وكانت النيابة قد أجرت تحقيقا مع 25 شخصا بينهم مزدوج الجنسية تم إلقاء القبض عليهم خلال الاشتباكات التي وقعت مساء الأربعاء واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، مع الأمن المركزي أمام السفارة السورية في القاهرة لرفع علم الاستقلال عليها، وأسفرت الأحداث عن إصابة 14 شخصا.

وكان المئات من السوريين قد توجهوا إلى السفارة الواقعة بحي جاردن سيتي أحد الأحياء الراقية بالقاهرة، في حالة من الحماس والشعور بالانتصار للثورة السورية، وذلك عقب الإعلان عن مقتل وزير الدفاع السوري داود عبد الله راجحة، في تفجير بمبنى الأمن القومي تبناه الجيش السوري الحر.

وعقب منع أحد المتظاهرين من تسلق السفارة لرفع علم سوريا الحرة (الجديد) احتدمت الاشتباكات بين الأمن المركزي والمتظاهرين بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع وزجاجات المولوتوف. وقال شقلب: «كنت عند السفارة وقت الاشتباكات وطالبت السوريين بالرجوع ومغادرة المكان، فنحن لا نريد إلا اعتصاما سلميا ولا نريد أي اشتباكات مع الأمن المصري».

وأقبل عشرات المصريين من ميدان التحرير للمشاركة مع المتظاهرين، وهو ما صعد من حدة الاشتباكات بين الجانبين، وعقب إصابة عدد من المجندين وتحطيم عدد من السيارات منها سيارة ترحيلات تابعة للأمن المركزي كانت موجودة بمحيط المظاهرة، ثم انتقلت الاشتباكات من أمام مقر السفارة إلى كورنيش النيل بالقرب من ميدان التحرير، حيث أغلق الطريق بسبب كثرة المتظاهرين وأشعلت النيران في الإطارات.

وعلق الناشط السوري أحمد الكسيبي على الأحداث قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «السوريون معتصمون أمام القصر الجمهوري بمصر الجديدة، وكبار رجال الأمن والجيش يعاملون هؤلاء المعتصمين بكل الحب والاحترام والتعاطف مع الثورة السورية ولا يمنعونهم من التعبير عن آرائهم ويستقبلون طلباتهم بمنتهى الرقي والأخلاق، فلماذا يحاول الشباب اقتحام السفارة التي غادرها سفير النظام؟! مقر السفارة أصبح لمساعدة المواطن السوري بمصر وليس له علاقة بالسياسة منذ سحب السفير السوري من مصر»، مشيرا إلى أن هناك من لهم مصلحة في إشعال الأمور مع الجانب المصري.

وتقع السفارة السورية بين سفارة بلغاريا وسفارة كندا، وقد ظلت مقرا لمظاهرات السوريين منذ بداية الثورة السورية في 14 مارس (آذار) العام الماضي، بينما يعتصم بعض السوريين أمام القصر الرئاسي معلقين آمالا عريضة على الرئيس محمد مرسي الذي وعد بالوقوف بجانب الشعب السوري في ثورته.

واستنكر الناشط السوري أحمد بربور أحداث السفارة السورية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «حماس الشباب هو ما دفعهم لذلك، ولكننا لا نريد وقوع أي اشتباكات بين الأمن المصري والسوريين والمصريين، لا نريد زعزعة الاستقرار»، مشيرا إلى أنه وقت توجهه للسفارة أثناء الاشتباكات في الليل لم يجد أي سوري أمام السفارة، وأن من كان يقوم بالاشتباكات مع الأمن هم بعض التيارات السياسية المصرية. وأضاف بربور، الذي توجه لمقر المظاهرة، أن رفع علم الثورة على السفارة يكون بالقانون وشرعية الثورة وليس بالقوة، لأن هناك جالية مصرية كبيرة في دمشق، وهو ما يمكن أن يعرضهم للخطر هناك على يد النظام.